محمد عمر رفيع مسافر حط رحاله في رجال ألمع

 

 

ولد محمد عمر بن بكر بن عبدالكريم رفيع، بمكة المكرمة، في المنطقة المعروفة بقاعة الشفا من حارة الشامية، في أوائل القرن الرابع عشر، سنة 1317هـ، وكان والده يعد أحد أعيان مكة المكرمة، حيث كان شيخا للسبحية بها.

تلقى تعليمه على الطريقة التقليدية والذي بدأ كما يبدو من الكتاب، حيث درس الخط على يد علي كتبي في كتّابه لمدة سنة، ثم في كتاب السيد علي مرزوقي.

وصولا إلى حلقات العلماء في الحرم المكي الشريف، على ما كان معروفا في ذلك الوقت، حيث يقول عن دراسته في الحلقات: «لم أدرس أي علم من العلوم دراسة منهجية، وكل ما لدي من بضاعة، لم يكن إلا تلقفا من مجالسة أهل العلم والمعرفة» .


محب للزخرفة والخط

 

وتعد الفترة الأولى من حياة محمد رفيع، مجهولة إلى حد ما، فلم تتوفر عنها أي معلومات، إلا ما دونه عن بعض ذكريات حياته والتي جاءت عرضا، في كتابيه في ربوع عسير، ومكة في القرن الرابع عشر.

وقد وصفه صديقه إبراهيم فلالي بقوله «هو يحمل بين جنبيه قلبا شاعرا، يعشق الجمال، ويعبر عنه بريشة الرسام الماهر، فهو مولع بالزخرفة، ويتقنها كما يتقن قواعد الخط، وله لوحات فنية ممتازة، ورسومات في ربوع عسير وعن مناظر الطبيعة وخلابتها، وهي شاهد على مهارته، وتعبيراته الشاعرية، وإن لم يقل شعرا موزونا مقفى، ثم هو رحالة جاب كثيرا من بلاد العالم».

وقد يسر له وضع والده كتاجر أن يحتك ويختلط بشرائح متعددة من شرائح المجتمع المكي، ويظهر ذلك جليا في أسلوب كتابه مكة في القرن الرابع عشر.


رحالة ومؤرخ

شغف في بداية حياته بالسفر والترحال، فرحل وهو في سن مبكرة، ربما لم يتجاوز فيها الثلاثين من عمره، إلى معظم دول الشرق، وبعض دول أوروبا، وكثير من الدول العربية، في وقت كان فيه السير إلى جدة أو الطائف يعتبر مشقة.

فزار الهند وجزر الملايو، ومصر وفلسطين وسوريا ولبنان والعراق وتركيا، والكويت، واليونان وغيرها.

ولم يتوقف إلا سنة 1359هـ بسبب إعلان إيطاليا الحرب على الإنجليز، وتعسر السفر بحرا بسبب هذه الحرب، ويبدو أن سفره كان بغرض السياحة والتجارة وزيادة الخبرة المعرفية، حيث لمح إلى ذلك في كتابه عسير حيث يقول عن حاله بعد التوقف عن السفر «فالسبل إلى خارج البلاد تكاد تكون مقطوعة، والتقلب للكسب والاتجار أمسى عزيزا على من كان في مثل رقة حالي».

ونتيجة لهذا التوقف عن السفر والترحال، رشحه السيد محمد شطا المفتش الأول بمديرية المعارف العامة، مديرا لمدرسة رجال ألمع والتي تقرر افتتاحها في ذلك العام، وفعلا رحل إليها في 10 /11 /1359هـ، وظل فيها حتى نهاية سنة 1361هـ، حيث عاد إلى مكة المكرمة، بسبب ظروفه الصحية، وكان أول مدير لمدرسة رجال ألمع.
لينتقل بعدها إلى مصر، مديرا ماليا لإدارة البعثات السعودية، وقد ظل فيها حتى توقفت البعثات إلى مصر، لينتقل إلى القسم العسكري، في السفارة السعودية، وبعد تقاعده عاد إلى مكة المكرمة، وعمل في رابطة العالم الإسلامي، حتى وفاته.


وفاته ومؤلفاته

انتقل محمد عمر بن بكر رفيع، إلى الرفيق الأعلى بتاريخ 12 /2 /1398هـ، في مستشفى الزاهر بمكة المكرمة إثر نوبة قلبية، ودفن بمقابر المعلاة.
من مؤلفاته

• في ربوع عسير ذكريات وتاريخ.
• مكة في القرن الرابع عشر الهجري.

المصدر : صحيفة مكة 1435/12/21هـ - حسام مكاوي