أسرة آل عتاقي تولت مشيخة الحرم وساهمت في تجديد بناء الكعبة

 

 

انتقلت أسرة آل عتاقي من تركيا إلى مكة المكرمة في منتصف القرن الحادي عشر، حيث تولى الشيخ شمس الدين عتاقي مشيخة الحرم المكي الشريف، واعتبرت أحد أهم الوظائف في ذلك الوقت، ويتم التعيين فيها من قبل السلطان العثماني .

كما كان للشيخ شمس الدين دور بارز في الإشراف على تجديد بناء الكعبة بعد أن هدمها السيل في عهد السلطان مراد سنة 1039هـ.
ثم ظهر بعده ابنه عبدالله بن شمس الدين عتاقي، والذي ولد سنة 1045هـ بمكة المكرمة، ودرس على يد علمائها.


برع في الفقه حتى تولى الإفتاء، كما أسند إليه القضاء في البلد الأمين، إضافة إلى مشيخة الحرم.


لذلك يمكن القول أنه امتلك زمام أهم الوظائف الإدارية والعلمية في مكة، وكان صاحب ثروة طائلة وأملاك عظيمة، فقد امتلك عقارات ضخمة في قاعة الشفا وسويقة والصفا، وكان له عقارات وبساتين في الطائف، إضافة إلى مكتبة كبيرة جدا.


ويروى عنه قوله «إن ظروف كتبه أي أغلفتها تغني ذريته وذرية ذريته لكثرتها».


وكان يسكن زقاق الخيزران الشهير في الصفا، ولذلك نسب إليه هذا الزقاق فترة من الفترات فقيل عنه زقاق عتاقي، ثم عاد إلى شهرته بزقاق الخيزران، بعد وفاة المفتي عبدالله عتاقي المذكور سنة 1108هـ .


وقد عقب الشيخ عبدالله من الأبناء اثنين، وهما الشيخ حسن توفي بعد والده بقليل، والشيخ أسعد الذي كان إماما وخطيبا في المسجد الحرام، واشتهر بحسن سيرته وجلالة قدره، وتوفي سنة 1169هـ .

وللأسف لم تتوفر أي معلومات عن ذرية أسعد وحسن، إلا أن جميع المصادر متفقة على أن هذه الأسرة من الأسر التي انقرضت في أوائل القرن الرابع عشر، ولم يبق من أبناء الظهور منهم أحد، وآخر امرأة منهم كانت تدعى عتاقية، ويبدو أنه ولانقراض هذه الأسرة آلت أوقافهم إلى أبناء البطون منهم وهم ذرية زيني عيد، وهذه الأسرة ما زالت معروفة في مكة المكرمة حتى الآن.

المصدر : صحيفة مكة 1435/12/27هـ - حسام مكاوي