دار الأرقم بن أبي الأرقم

 

لقد كانت الـصـنـاعـة الـثـقـيـلـة التي بدأت الدعوة الإسلامية فأقامتها .. منذ المرحلة المكية .. هي - صـنـاعـة الـصـيـاغـة الإسـلامـيـة - للإنسان الذي تدين بدين الإسلام

و كانت ( دار الأرقم بن أبي الأرقم ) في مرحلة سِرّية الدعوة الإسلامية .. أي منذ فجر تلك الدعوة هـي أولى المؤسسات التربوية التي أقامها رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام

و قبل فتح المسلمين للمدائن و الأمصار و الأقطار ، و قبل إقامة الدولة ، و تغيير الواقع و تطبيق القانون و بلورة العلاقات الدولية .. كان الفتح الإسلامي للقلوب و العقول بهدي القرآن الكريم

ذلك الذي أصبح خُلق سلوك و ممارسات ، و سجية للحياة التي يحياها المسلمون .. بل إن أولى المدن التي فتحها المسلمون قبل الهجرة النبوية و قبل الدولة الإسلامية - و هي المدينة المنورة - قد فتحها المسلمون بـالقرآن الكريم

* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

و بعد إنجاز الصياغة الإسلامية - بـالتربية - للإنسان
جاءت كل الإنجازات و الفتوحات ، فـي ميادين « الحضارة و علومها » و « الثقافة و آدابها و فنونها » .. فكانت تجسيداً لهذا الذي سبق و تم إنجازه فـي نفس الإنسان

جاءت جميعها مصاغة بـمعايير الإسلام التي سبق و صاغت " نفوس " و " عقول " و " قلوب " الذين اهتدوا بهدْي الإسلام

إن الدعوة الدينية فـي الإسلام
لم تقف عند حدود تدين الإنسان ، و تحقيق عبوديته لله بالشعائر المعبِّرة عن الإيمان القلبي ، و المفصحة عن علاقته بالسماء .. و إنما امتدت هـذه الدعوة لـتحقق ائتلاف هذا الإنسان بـالأمة و المجتمع و الكون

فتوحدت في نفس هذا الإنسان عوالم الغيب و الشهادة
و ائتلفت فيها و توازنت علاقات الفرد بالمجموع ، و الخاص بالعام .. فتدينت الدنيا ، مع بقائها دنيا .. عندما صاغ الإسلام - نفس الإنسان المسلم ووجدانه وعقله - تلك الـصـيـاغـة التي ائتلفت فيها و توازنت آيات الله فـي الوحي السماوي بـآياته فـي الأنفس و الآفاق

•~•~••~•~••~•~••~•~••~•~••~•~••~•~••~•~•
المفكر الإسلامي  الدكتور محمد عمارة | " حفظه الله و أطال الله عمره "

الموضوع مشاركة من الفضل قطان | نشر على موقع قبلة الدنيا في 1436/3/4هـ