أماكن و صناعة الآجر في مكة الكرمة ( 1 )
تعتبر صناعة الآجر من الصناعات القديمة التي كانت مستخدمة في البناء في مكة المكرمة ، وتعرف باللهجة العامية ( آجور ) ولها مسميات أخرى ( طوب أحمر – طوب محروق – طوب مشوي – قرميد ) .
ورغم ظهور مواد بناء جديدة كـ الإسمنت – القوالب الخرسانية – البلوك الإسمنتي – البلوك الأحمر ، إلا أن المكيين يفضلونها عن باقي المواد المستحدثة للأسباب التالي :
1 . يستخدم في المباني التي تكون على الجبال بكثرة حيث يسهل حمل الآجور إلي هذه المواقع لخفت وزنه .
2. رخص ثمن الآجور حيث يكون سعره مناسب للطبقات الفقيرة والمتوسطة للبناء والطبقات الغنية للتزين والديكورات .
3. طبيعة المناخ في مكة عامة حار و جاف و ويتميز الآجور بأنه يمتص الحرارة في النهار ويحتفظ بالبرودة ليلا .
4.خفة وزن الآجور وصغر حجمه جعل استخدامه سهل للمعلمين في تركيب الأشكال الهندسية وغيرها .
5. توفر الطين بكثرة في مكة و أطرافها .
استخدامات الآجور
1. في بناء حوائط الأسوار
2. في بناء حوائط المنازل الشعبية والمسلحة
3. في سد الفجوات أو الفتحات
4. في تزيين المساجد والقصور القديمة ( اقواس , قباب , منائر )
5. لتجميل المباني في الشرفات وسترة اسطح المباني التقليدية .
طريقة صنع الآجور في مكة المكرمة ( بالصور )
بعد أن يؤتى بالطينة المناسبة من باطن الأرض تترك حتى تجف
ثم تنقل بعد ذلك إلي البلة وتغمر بالماء و تنقى من الشوائب
بعد دك الطينة دكا جيدا يؤتى بنشارة الخشب وتوضع في الحوض وتخلط مع الطين بحيث تكون ثلاثة أرباع طين وربع من نشارة الخشب ، و يصب على هذه الخلطة كمية من الماء ، و يتم الخلط بشكل جيد حتى تصبح الطينة لزجة ومتماسكة ، ثم يتناول العامل كمية منها ، ويضعها في الطربيزة ويخلطها خلطا جيدا ، ثم يضعها في القالب ، ويدك القالب .
يحمل العامل القالب إلي مكان الفرش ، ويسحب الغطاء الخشبي الموجود بأسفل القالب ، حتى يخرج اللبن ، ثم يعود مرة أخرى إلى مكانه ، ويغسل القالب في الطربيزة ، ويكرر عملية وضع الخلطة المخمرة في القالب ، وهكذا في كل مرة حتى تنتهي الكمية المخلوطة في البلة ، ثم يجفف اللبِن مدة خمسة أيام إلي سبعة أيام .
تقوم بعد ذلك العمالة برص الآجور على شكل أكوام من المكعبات ، كل مكعب منها يتكون من اثنتي عشرة إلي خمس عشرة آجورة تسمى عند أهل الصنعة ( كراسي ) وبعد أيام ينقل ويجمع في مكان واحد حتى يكتمل العدد المطلوب ثم ينقل إلي المصنع لحرقه.
بعد ذلك تجمع الأخشاب بجميع أنواعها إلى أقرب نقطة للمصنع تمهيدا لإدخاله داخل الموقد , ثم يملأ الموقد بالحطب من أشجار السدر ، والأئل ، وجذوع النخل ، حيث تتميز هذه الأنواع ببقاء الفحم مشتعلا مدة أطول ، فضلا عن أنها لا تتحول إلى رماد بسرعة ولكن للأسف لا يستخدمونها نظراً لارتفاع تكلفتها ويستبدلونها بالمرابيع وألواح الأبلكاش وأبواب قديمة وقمائم وتكون مخرجات الحرق ضعيفة مما ينتج قلة جودة الآجور و قلة احمراره.
بعد الحسم من العدد المطلوب يقوم العمال بنقله إلى الكمينة عبرالعربات ، وتستغرق عملية رصه فيها من خمسة إلى تسعة أيام وعلى حسب توفر العمال، كما تستوعب الكمينة من خمسة وثلاثين ألف إلى خمسة وأربعين ألف أو حسب مساحة الكمينة حيث يستوعب ما بين أربعين ألف إلى خمسين ألف آجور
يقوم العمال بتغطية الفتحات بآجور مكسَّر يعرف عند أهل الصنعة باسم ( بريم ) ، ويغطى بألواح من الأبلكاش ثم يكسى بطبقة من الطين تعرف باسم ( دمسة ) وتفيد الدمسة في عدم خروج ألسنة اللهب من جوانب الكمينة ، فضلا عن احتفاظها بالحرارة .
ثم بعد ذلك يتم الإشعال من أسفل الكمينة من المواقد لمدة يوم أو يوم ونصف وإغلاقه وإشعاله مرة أخرى من سطح الكمينة .
بعد إخماد النيران في الكمينة تترك لمدة يوم أو يوم وليلة أو على حسب برودة الجو ..
بعد تبريد الكمينة يتم هدم الحوائط الخارجية وهدم كلي لفتحات المواقد (الأفران) ويستعد العمالة لإخراج الآجور وبهذا تنتهي مراحل إعداد الآجور
تبدأ العمالة في إخراج قوالب الأجر ، وتحميله في عربات النقل إلى الجهات التي اشترته مباشرة . ويلاحظ أن جودة إنتاج هذا المصنع ضعيفة لعدم وصول اللهب إلى كامل الكمينة بسبب نوعية المواد المستخدمة في الموقد
موضوع خاص بموقع قبلة الدنيا من إعداد الباحث : عبدالله أحمد البطاطي | تنسيق و معالجة الصور حسن مكاوي | نشر على موقع قبلة الدنيا بتاريخ 1436/3/7هـ
0 تعليقات