السيسم والسحارة.. صناديق متاع العروس المكية

يقول الزبير بن بكار في كتابه جمهرة نسب قريش وأخبارها «لما جهزت حميدة بنت عمر بن عبيدالله القرشية، قال نساؤها لأبيها: قد فرغنا من جهازها كله، إلا حشو التوابيت، قال: وما حشو التوابيت؟ قلن الكعك والقديد وما يتبعهما، فأمر لها بستين ألف درهم، وقال: هذا حشو توابيتنا، فأحشنه في توابيتها».

والتابوت هو الصندوق الذي يوضع فيه المتاع كما جاء في المعجم الوسيط.
ويستدل من النص الذي أورده الزبير بن بكار، أن عادة نقل المتاع من بيت أهل العروس إلى بيت زوجها في صناديق عادة مكية قرشية قديمة.

وقد ظل الصندوق عبر التاريخ المكي وحتى السبعينات من القرن الرابع عشر تقريبا من أهم قطع الأثاث التي ترافق المرأة إلى بيت الزوجية.

حيث تستخدم لحفظ الملابس، وكانت في الغالب تصنع محليا، من الخشب السميك، ومن أفخرها النوع المسمى بـ»الصندوق السيسم»، والذي يصنع من أنواع فاخرة وثمينة من الخشب، كخشب الماهوجني أو خشب الزان أو غيرهما.

وينقش بأنواع النقوش أو يطعم بقطع من النحاس، ومنها النوع الذي يسمى بـ»السيسم المكوكب» ويكون مرصعا بقطع من المرايا أو المسامير النحاسية أو قطع الفضة أو غيرها من المعادن.

ومن هذه الصناديق كبير الحجم يصل ارتفاعه إلى المتر، وعرضه يقترب من المترين، ويقسم من الداخل وبعضها تصنع لها من الأسفل أدراج.

ومن هذه الصناديق نوع أقل ثمنا وأصغر حجما، ويصنع من الخشب الرخيص الثمن، ويصبغ في العادة بالألوان، وهذا النوع يسمى «السحارة»، وأيضا يصنع محليا.

إضافة إلى ذلك فإن هناك نوعا صغيرا جدا لا يتجاوز عرضه نصف المتر، يسمى «الباشتختة»، ويستخدم لحفظ النقود والمصوغات الذهبية والمجوهرات، كما يستخدم أحيانا في المحلات التجارية لحفظ الأختام أو النقود.

صحيفة مكة 1436/7/24هـ - بقلم : حسام عبدالعزيز مكاوي