الشيخ أحمد جمهوري البنجري رحمه الله ١٣٥٩ - ١٤٣٦ هـ
اسمه : الشيخ أحمد جمهوري بن جهارس بن مر قاسم بن نور الدين بن منكو المنسوب إلى الأحفاد العشرة من أبناء ملوك مدينة أمونتاي (أمُنتاي) شرق بنجر ماسين .
ولادته : ولد رحمه الله بإندونيسيا قرية أﻻلك شمال مدينة بنجر ماسين ، ليلة الجمعة قبيل الفجر في ١٤ محرم عام ١٣٥٩ هـ الموافق ٢٣ فبراير عام ١٩٤٠ م .
نشأته : نشأ يتيماً ؛ لأن والده رحمه الله اختطفه اليابانيون ، إبان إجتياح اليابان لإندونيسيا ، آخر أيام الحرب العالمية الثانية ، ولا يُعلم أين قبره رحمه الله تعالى .
وكان الشيخ أحمد آنذاك في الخامسة من عمره تقريباً ، تربى الشيخ في كنف أمه وجده وجدته من أمه ، وانتقل معهم إلى قريتهم ( ألوه ألوه ) حيث كانت مزرعتهم هناك ، وقرأ القرآن الكريم على جده الشيخ مر قاسم في مدة يسيرة حتى أتمه ، ثم تعلم التجويد من الشيخين ، الشيخ شرقاوي بن دهري ، والشيخ درمان المأذون الشرعي ، وفي الثامنة من عمره التحق بالمدرسة الشعبية إلى السنة الثالثة الابتدائية فقط ، ثم انتقل إلى المدرسة الدينية الإسلامية في سونغي بارو ( النهر الجديد ) في بنجر ماسين مدة سنتين ، وانتقل بعدها إلى المدرسة الإسلامية في تلوك تيرام ( خليج تيرام ) ، ثم إلى المعهد الديني المعروف والمشهور في مارتافورا ( دار السلام ) والتي أسسه ثلاثة علماء أولياء صالحين وهم الشيخ جمال الدين والشيخ محمد تمين والشيخ حسن أحمد رحمهم الله رحمة واسعة عام (١٣٣٣هـ - ١٩١٤ م) وقد تخرج منه علماء أجلاء كثيرون لا يحصون إلى يومنا هذا ( لأنه أول معهد إسلامي أسس في المنطقة ) فمكث به ما يقارب سبع سنين إلى أتم الدراسة فيه عام ١٣٧٩ هـ ، وفي أثناء تعلمه وبلوغه عشرين سنة تزوج بأم الخير ابنة الشيخ عبد الوهاب وأنجبت له سبعة من الأولاد خمس من البنات وابنين هما محمد وبه يكنى ونور الدين .
وقد توفي جده وجدته من أمه اللذان ينفقان عليه فتوقفت المعونة وهو ﻻ يزال طالب في المعهد ، فقال الشيخ لأمه سأتوقف عن الدراسة يا أمي فأجابته أمه : لا يا ولدي لا تترك الدراسة ولا تهتم بشأن المعونة فسيدبرها ربك ، حتى أتم الشيخ دراسته العالية فبكت أمه فرحاً .
وقد أخذ عن جملة من علماء إندونيسيا نذكر منهم:
الشيخ سلمان جليل ، والشيخ سمان موليا ، والشيخ محمد شعراني بن عارف ، والشيخ حسين قدري ، والشيخ عبدالقادر حسن .وغيرهم رحمهم الله .
وفي عام ١٣٨٣ هـ قصد مكة المكرمة للحج والزيارة وطلب العلم والمجاورة ؛ فبلغه الله ما أراد فأقام بمكة المكرمة حتى وفاته .
شيوخه :
للشيخ رحمه الله أكثر من ٩٠ شيخًا ، إضافة للشيوخ السابقين ، نذكر منهم :
لازم في مكة المكرمة قاضيها وعالمها الشيخ حسن بن محمد المشاط من عام ١٣٨٤ هـ إلى وفاته عام ١٣٩٩ هـ في المسجد الحرام وفي داره . كما ﻻزم الشيخ إسماعيل بن عثمان الزين من عام ١٣٩١ هـ في المسجد الحرام فختم الأشباه والنظائر وتفسير الجلالين وفتح المعين وفي داره بالمسفلة والرصيفة حتى وفاته عام ١٤١٤ هـ .
وحضر درسي صحيح الإمام البخاري ورياض الصالحين ليلتي الثلاثاء والجمعة وذلك مكان الشيخ حسن المشاط ، لأنه لم يكن يدرس في تلكما الليلتين كعادة بعض المشايخ رحمهم الله ، ولما انتقلت دورس الشيخ إسماعيل إلى منزله واصل الشيخ جمهوري متابعة دروس شيخه في منزله بعد العشاء في التفسير والأمهات الست والفقه الشافعي في سبع سنين ، ثم أعاد قراءتها ( الكتب الست ) في سبع كذلك ، وهكذا يعيد قراءتها كلما أعاد الشيخ إسماعيل ، حتى توفي الشيخ إسماعيل في أثناء قراءته لسنن أبي داود ، وقد ختم عدة كتب على يدي الشيخ إسماعيل رحمهما الله تعالى . وبعد وفاة الشيخ إسماعيل ﻻزم درس ابنه الشيخ الدكتور محمد إسماعيل الزين حفظه الله ورعاه إلى وفاته رحمه الله تعالى .
كما أخذ عن الشيخ محمد ياسين الفاداني ، والسيد علوي بن عباس المالكي الحسني ، وابنه السيد محمد وحفيده السيد أحمد ، وكذا ابنه السيد عباس وحفيده السيد علوي ، والسيد محمد أمين كتبي الحسني الحنفي ، والشيخ عبدالقادر منديلي ، والشيخ عبد الكريم البنجري ، والشيخ محمد نور سيف بن هﻻل ، والسيد حامد بن علوي الكاف الحسيني ، والشيخ محمد العربي التباني الجزائري شيخ مشايخ مكة المكرمة ، والشيخ عبدالله بن سعيد اللحجي ، والشيخ أحمد جابر جبران ، والسيد محمد يوسف الأهدل ، السيد عبد الله الصديق الغماري ، والسيد عبد العزيز الصديق الغماري ، والشيخ حسنين مخلوف ، والسيد نبيل بن هاشم الغمري الحسيني ، والسيد عبدالله بلفقيه
وغيرهم رحمهم الله تعالى ، وقد تدبج مع كثير من العلماء .
رحلاته الدعوية :
سافر إلى بلده إندونيسيا ١٤ مرة ثلاثًا منها بصحبة شيخه الشيخ إسماعيل الزين ، وأيضًا كلما سافر شيخه إلى المدينة لازمه رحمهما الله ، وكما سافر إلى مصر .
دروسه :
درس في المسجد الحرام صغار الطﻻب في مكان درس الشيخ حسن المشاط والشيخ إسماعيل الزين بباب المحكمة ، وفي داره بحي الشامية زقاق العجيمي ، ثم بداره في الحجون باللغة العربية والإندونسية .
تلاميذه :
بعضهم من أقرانه ؛ لأنهم قرأوا عليه وهو قرأ عليهم منهم : الشيخ طيفور علي وفا صاحب التآليف الكثيرة ، والأستاذ بيضاوي ، والشيخ أحمد بارزي ، وأخوه الأستاذ أحمد غزالي وغيرهم . ومن البناجر الأستاذ سفيان جليل ، والأستاذ بشيرون صاحب معهد روضة الجنة ، والشيخ مهليان محمد طه أربعين المدرس بالمدرسة الصولتية بمكة المحمية . وغيرهم خصوصًا من جنوب شرق آسيا .
مؤلفاته :
أوﻻً : باللغه العربية :
١- مثلثات قطرب وزيادتها
٢- دليل الحائر في كيفية إستخراج البحر من قول الشاعر
٣- النفحات العنبرية (ديوان شعر) في نظم أسماء الله الحسنى وفي المدائح النبوية
٤- فتح الملك الرؤف في أحكام ضرب الدفوف وغيرها.
٥- آداب المسلم مع القرآن الكريم ، ترجمها إلى اللغة الإندونيسية
٦- أربعون حديثًا فيمن يدخل الجنة وفيمن يدخل النار ، ترجمها إلى اللغة الإندونيسية
٧- فتح الملك العﻻم في أحكام الضحك والإبتسام ، ترجمها إلى اللغه الإندونيسية
وله الكثير من التقيدات والتقريرات ، وحواشي على بعض الكتب .
ثانياً : باللغة الاندونيسية :
١- تأملات في الأرض المقدسة
٢- دليل االحجاج والمعتمرين
٣ - التحفه النفيسة من الأرض المقدسة
٤- كتاب (أخﻻق العلماء) للشيخ أبي بكر اﻵجري
كما ترك مكتبة ضخمة في داره بالحجون .
وفاته :
توفي الشيخ أحمد جمهوري رحمه الله ظهر يوم الاثنين ٨ من شهر رجب سنة ١٤٣٦ هـ ، وصلي عليه بالمسجد الحرام بعد صلاة العشاء ودفن بمقبرة المعلاة ، وقد شيعه جمع غفير من طلاب العلم في بلد الله الحرام رحمه الله رحمة واسعة
وقد كان في مقدمة من أخذ فيه العزاء السيد حامد بن علوي الكاف والسيد نبيل الغمري والشيخ الدكتور محمد بن إسماعيل الزين حفظهم الله
ترجمة خاصة بموقع قبلة الدنيا من إعداد : أ.محمد علي يماني ( ابوعمار ) | تم نشرها بالموقع في 1436/7/26هـ .
0 تعليقات