بستان اللاسلكي

كان ذلك في العام 1382هـ .. وكنت في المرحلة الابتدائية وكان والدي الشيخ محمد عبدالاله الحسيني رحمه الله احد الموظفين في وزارة المواصلات.. البرق واللاسلكي في العاصمة المقدسة وبستان اللاسلكي يقع في مشعر “منى” وهو اصلا للموظفين او كبار الموظفين الذين يعملون في ايام الحج وتحديداً ايام منى ليكونوا قريباً من مباشرة عمل اللاسلكي والهاتف والبرق.. كان عدد من ابرز رجال الوزارة في مكة المكرمة يلتقون عصر كل يوم في “بستان اللاسلكي” في منى وهو بستان جميل يشرف على تنسيقه وحراسته شخص اذكر اسمه “العقيلي” رحمه الله وقد زرعت فيه مختلف الفواكه والورود ومن ابرز ما زرع فيه “الليمون” و”الجوافة” “الفل” “الياسمين” و”الورد” “النخيل” كان اللقاء يستمر من قبل المغرب وحتى ما بعد العشاء واكثر الموجودين يقضون الوقت في لعبة “البلوت”.

احمد افندي
ومن حضور ساعات بستان اللاسلكي الاستاذ احمد زيدان او احمد افندي زيدان رحمه الله مؤسس الاتصالات في المملكة وكان تلك الفترة وكيلا للوزارة وكنت ارافق والدي رحمه الله الى البستان ويشارك في الحضور ابرز الموظفين الكبار تلك الفترة رحمهم الله جميعا جعفر ثابت – محسون حسين – عبدالله ومحمد باحنشل – عمر عراقي – محمد كريمة – محمود عقاد – عبدالملك خان – ابراهيم سلسلة “يحضر بعض الاحيان من جدة” ابراهيم زارع – حسن قاضي – عبدالله طيب – رشاد زبيدي – محمد سعيد عالم – عبداللطيف بنجابي – عبد القادر استنبلي وغيرهم .. وتقام بعض مناسبات “الغداء” في البستان وفي فترة الحج يتحول المكان الملحق به عدد من الغرف الى سكن للرؤساء ومدراء العموم لمباشرة عمل الحج وقد رأيت في احد الاعوام معالي الشيخ محمد عمر توفيق وزير المواصلات في احد ايام منى يستقل احد غرف البستان او كما يطلق عليه احيانا “حوش اللاسلكي” ايام جميلة تستمتع فيها الى مهارات واساليب تربوية وعادات جميلة وكان احمد زيدان بحكم مسؤوليته الكبيرة يُخصص له مكان خاص بجوار البستان وكنت ارى في تلك الفترة ابناءه د. فيصل – مهندس زياد – مهندس عبدالعزيز.

رجال المرحلة
تلك الفترة كان هؤلاء الرجال هم من يدير اعمال الوزارة على مستوى المملكة هاتف – لاسلكي – برق – بريد ولهم جهودهم في ارساء مرحلة التأسيس ونشر مراكز “البرق” في المدن والقرى والهجر وطرق الرياض والمدينة المنورة والمناطق الاخرى لذلك تجدهم في مسؤولية دائمة طوال اشهر العام ومنهم عبدالله كاظم الذي شارك في مرحلة التأسيس واشرفوا على تدريب وتعليم عدد كبير من العاملين وبعضهم للعمل في المراكز في القرى والهجر النائية لاستلام البرقيات لعدم وجود هواتف والموجود من الهواتف في المدن مثل مكة وجدة والرياض والمدينة هواتف يدوية سلكية الاتصال بها عن طريق مراكز “وسيط” ورحل هؤلاء الرجال وتركوا اعمالاً كبيرة كانت المؤشر والقاعدة لتطوير انطلق فيما بعد.

 

المصدر : صحيفة البلاد 1436/8/17هـ - خالد محمد الحسيني .