السيد عبدالقادر بن عبد الله السقاف الحسيني الشافعي ( ١٣٥٧ هـ - ١٤٣٦ هـ )

 

إسمه : عبد القادر بن عبد الله بن محمد السقاف من آل علي بن عبد الله السقاف المدفون بسيؤون حضرموت .وينتهي نسبه إلى سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب ، إبن السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام .

  
وﻻدته : وُلد بمدينة سيؤون حضرموت ، سنة ١٣٥٧ هجري

نشأته وشيوخه : نشأ في حضن أبوين صالحين ؛ فوالده من كبارِ فقهاء مدينة سيؤون ، أخذ عنه جُل العلوم ، إبتداءً بالقرآن الكريم تجويدًا وقراءةً وحفظًا ، وشيء من علم الحديث ومختصرات الفقه الشافعي والعربية وغيرها
كما أخذ وتلقى العلم على شيوخ والده ، منهم : 
الحبيب العلامه محمد بن هادي السقاف ،
والحبيب محمد بن علي الحبشي ،
 والحبيب أحمد بن موسى الحبشي ، 
وفي تريم أخذ عن الإمام الحبيب علوي بن عبد الله بن شهاب ، 
والحبيب جعفر بن أحمد العيدروس ،
وغيرهم إلى أن نال منهم الإجازات العلمية وذلك برفقة والده .

إنتقاله إلى بلاد الحرمين الشريفين :

لما بلغ ما يُقارب العشرين من عمره حج بيت الله الحرام ، و زار جده سيد الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام فطاب له المقام ، فلازم دروس ومجالس العلامه السيد أبو بكر بن سالم البار بالمسجد الحرام ، وأخيه العارف بالله السيد عبد القادر بن سالم البار وبمنزلهما بجبل الكعبة بمكه المكرمة ، و كذا الشيخ المعمر عمر اليافعي ، والسيد العلامه علوي بن عباس المالكي ( أخذ عنه التفسير والحديث ) ، والسيد العلامه محمد أمين كتبي ( أخذ عنه اللغة العربية) ، و السيد حسن بن محمد فدعق وغيرهم .

وكان على علمٍ ودرايةٍ بالعلوم الشرعية وعلوم الآلة ، حفظ ألفية الزبد في الفقه الشافعي ، وألفية ابن مالك في النحو ، وغيرها من المتون والقصائد الشعرية والمدائح النبوية ، كما حفظ ديوان نفح الطيب في مدح الحبيب للسيد محمد أمين كتبي عن ظهر قلب ، وكثير من قصائد الإمام الحداد و الحبيب علي بن محمد الحبشي ، وقصائد الإمام إبن الفارض ، والشيخ عبد الرحيم البرعي ، وغيرهم من الأئمة والأدباء ، كما كان على درايةٍ عجيبةٍ بالأنساب وتواريخ كثير من الأُسر الحضرمية والحجازية ، ويحفظ الكثير من قصصهم وحكاياتهم .

صفاته : كان رحمه الله سخيًا كريمًا ، لا يدع لنفسه شيئًا من حُطامِ الدنيا الفانية ، فقد كانت تأتيه الهدايا والهبات التي سرعان ما يهبها للفقراء والمساكين والأطفال ؛ ليدخل السرور على قلوبهم ، وقد كان ناصحًا لا تأخذهُ في الله لومة لائم ، و لا يخشى من أحد في ذلك شيئًا ، كثير المطالعه ، سريع الحفظ ، ﻻ يحبس الكتب بل يوزعها لوجه الله لطﻻب العلم ، كان مكتبه متنقل موسوعي بمعنى الكلمه .

وكانت له عادات في مواسم معينة يقوم بها ، منها زيارته للمدينة المنورة و الإقامة بها ، وزيارة لمدينة جدة لرؤية أحبابه و محبيه الذين لا ينساهم ويذكرهم دائماً بخير ، ويسأل عنهم ويتفقد أحوالهم ، و كان على بصيرةٍ عجيبةٍ ، كما كان شديد البُعد عن الظهور و حبّ الشهرة ( الخمول ) يكرر (إنما الظهور قصم الظهور )، يُحبّ الإقتداء بالهدي النبوي ، ويُحبّ التداوي بالطب النبوي ،و يُحبّ الاكتحال ، ويكثير الإغتسال والتنظف والتجمل (يظهر في أحسن حال).

حياته : 
عاش السيد رحمه الله متنقلاً بين محبيه ومن تربطه بهم محبة ومودة ، فقد كان جُل وقته مقيمًا لدى السادة آل البار من ذرية شيخه الحبيب عبدالقادر بن سالم البار بمكة المكرمة ، و الحبيب محمد بن صالح المحضار و أولاده بالمدينة المنورة ، والشيخ محمد بن عبدالرحمن باشيخ و أولاده بجدة ، و غيرهم ممن عُرفوا باستقبال الضيوف وإكرامهم ، وممن كان يذهب إليهم ويقيم عندهم الأيام والأسابيع والأشهر حسب طلبهم ، فقد كان يجبر بخواطر الجميع و لا يتأخر عن تلبية طلب من يطلبه ويدعوه .

وفاته : 
كان السيد رحمه الله لا يُحبّ الذهاب إلى المستشفيات والعلاج بها ، وإنما يتداوى بالطب النبوي من (زمزم ،و عسل ، وحبة سوداء ، و زيت الزيتون ) ونحوها ، وقد ضعف السيد في السنوات الأخيرة من عمره ، و لازم البيت و لم يكن يحبذ الخروج إلى خارج البيت ، بل صار يغلب عليه السكوت أكثر من الكلام خلاف المعهود منه ، فأكثر ما تراه نائمًا يعزف عن الطعام والشراب ، إلى أن وافاه الأجل المحتوم يوم الأربعاء ٢٧ شوال ١٤٣٦ هـ ، عن عمر ناهز الثمانين عامًا ، دُفن فجر يوم الخميس بحوطة السادة بجنة المعلاه .

رحمه الله تعالى رحمة الأبرار وأسكنه جنات تجري من تحتها الأنهار وأخلفه علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخلف الصالح . إنٌا لله وإنّا إليه راجعون .

المصدر : 

1 .ترجمه مختصره بقلم الأستاذ : صﻻح الدين فيرق حفظه الله ورعاه .
2. من خلال ملازمتي له لفترة طويلة وقد إستفدت منه الشيء الكثير رحمه الله تعالى .

ترجمة خاصة بموقع قبلة الدنيا من اعداد : ا.محمد علي يماني ( ابوعمار ) | تم النشر في 1437/1/15هـ .