تاريخ جستنية

تاريخ جستنية
( في حوادث وأمراء مكة ) قال الشيخ الحضراوي في نزهة الفكر 137/2 عن مؤلفه الشيخ عبد الرحمن جستنية ( فمن جملة تآليفه تأريخه الشهير لمكة وحوادثها وذكر امرائها وهو المعروف بتأريخ جستنية ، فكان نزهة لكل ناظر ، وتحفة جلية لكل مقيم وعابر ،إشتهر في اﻷفاق وبلغ في رقة معانيه وبيان مبانيه اﻷلفاظ الرقاق )

ومؤلفه هو العلامة الشيخ عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد سعيد الفتني الشهير بجستنية الحنفي المكي من كبار علماء مكة ومؤرخيها ، ومدرسي المسجد الحرام ولد بمكة ونشأ بها

( وتربى بغاية اللطافة ثم اشتغل بطلب العلوم وتأليف الكتب مع غاية الدقة والتهذيب ) وتوفي بمكة سنة 1210 رحمه الله تعالى ، وله ذرية كما ذكر مرداد كما في مختصر نشر النور ص 240 فقال : ( ويوجد له نسل في زماننا صنعتهم التجارة مشهورون ببيت دستنية قد بدلوا الجيم دالا مهملة )

قلت وبيت جستنية مشهورون معروفون الآن بمكة يشتغل بعضهم بالتجارة ، وقد ذكر الشيخ عبد الله غازي في إفادة الأنام 519/4 نقلا عن جريدة القبلة بأن عائلة جستنية هي المختصة وحدها في إدارة جميع شؤون وترتيبات السماط العربي وأن الشيخ سراج جستنية هو مدير السماط العربي عام 1342  

وذكر أيضا 217/5 أن عمدة القرارة بمكة عام 1346 كما في جريدة أم القرى الشيخ أحمد جستنية ، وذكر الكردي في التاريخ القويم 146/2أن الشيخ حسين محمد سعيد جستنية هو من سعى لإنشاء الغرفة التجارية بمكة عام 1368 وأنه أنشأ مصنع الصاج في جرول بمكة عام 1373 والحديث عن العائلة وتأريخها من علماء وأخبار يطول لكن ما سبق الماحة عنها فقط

   وأما تأريخ جستنية فقد بحثت عنه طويلا فلم أجده مخطوطا في المكتبات العامة وأخبرني أحد الإخوة الفضلاء أنه قد يوجد في المكتبة اﻵصفية بحيدر أباد الدكن بالهند ، ولما ذهبت إلى حيدر أباد زرت المكتبة اﻵصفية فلم أجده فيها ، وإنما وجدت بعض كتب المكيين ك تنزيل الرحمات للقطان ونزهة الفكر للحضراوي ، رحمهما الله تعالى

ولعلنا إن شاء الله نتحصل عليه عند عائلة جستنية أو أحد العوائل المكية ألتي ما زالت تحافظ على تراثها العلمي علما بأن تآليف علماء مكة كانت متداولة كما قال مرداد في معرض ترجمة أحد علماء مكة ص 63 ( وكان المترجم كغيره من أهالي البيوت القديمة بمكة قد حازوا الكتب الكثيرة المعتبرة لا سيما تآليف أهل مكة كتآليف بيت الطبري ....وبيت ابن علان ....والعجيمي ....وكانت رائجة في زمانهم ولا يضنون بها على أهلها وأما الآن فقد دثرت ولم يبق منها إلا نزر لحصول التصاريف عليها وذلك بسبب بخل ذريتهم من عدم إعارتها لأهلها لأجل القراءة فيها أو نسخها حتى تصير منها نسخ متعددة )

ثم ذكر الشيخ مرداد بعض البيوت التي كانت تحوي مكتبات ثم احترقت أو أكلتها الأرضة أو باعها الورثة لأهل الهند وغيرهم .

وأثناء البحث عن تملكات علماء مكة وجدت تملك الشيخ محمد سعيد بن أبو بكر محمد سعيد جستنية لكتاب شرح ملا مسكين على كنز الدقائق ، وألفية ابن مالك رحمه الله تعالى 

 

بقلم الاستاذ يوسف الصبحي | نشر بتاريخ 1437/2/9هـ