الشيخ وفد الله الروداني

هو الشيخ المحدث محمد وفد الله بن محمد الروداني السوسي المغربي المكي المالكي .

والده العلامة المحدث الشيخ محمد بن سليمان الروداني، صاحب كتاب : جمع الفوائد من جامع اﻷصول ومجمع الزوائد ، وكتاب صلة الخلف بموصول السلف ، وغيرهما ، وترجمته مبسوطة في عدد من المراجع 

وقد أعد أحد الفضلاء رسالة ماجستير عن أثره في الرواية ومنهجه في جمع الفوائد ، كما حقق مجموعة من طلاب معهد الأئمة والدعاة بالرابطة كتاب جمع الفوائد رسائل ماجستير ، والكتاب طبع عدة مرات ، منها طبعته مع أعذب الموارد للسيد هاشم اليماني رحمه الله والحديث عن العلامة الشيخ محمد بن سليمان الروداني طويل ومفيد ، وحياته وجهوده وأعماله في مكة كثيرة منها : أنه مهد عقبة كداء _الحجون _ وأحيا الأوقاف الميتة بمكة وأنشأ أوقافا وأربطة بمكة ، إلى غير ذلك من أعمال الخير ، وله حظوة ومكانة عند الشريف بركات رحمه الله وعند غيره ، وفي آخر عمره إستقر به المقام في الشام ، وفيها توفي رحمه الله تعالى سنة 1094 ، وقد تتلمذ على يديه عدد من العلماء وأجازهم بالرواية في الحديث .

كما ترجم له عدد من المؤرخين والعلماء خاصة تلميذه العلامة حسن العجيمي في كتابه : خبايا الزوايا .

وأما إبنه الشيخ وفد الله الروداني 
فقد ذكر العلامة الكتاني رحمه الله في فهرس الفهارس أن المحدث الشهير الشيخ الشاه ولي الله الدهلوي ت 1176 ممن روى عنه وهو يروي عن أبيه الشيخ محمد بن سليمان ، كما ذكر أيضا العلامة الكتاني عن الشيخ وفد الله كلاما نفيسا فقال 428/1 ( كان للمترجم " أي الشيخ محمد سليمان " ولد اسمه محمد ولقبه وفد الله نتصل به من طريق ولي الله الدهلوي عنه عن أبيه ، ولغرابة ترجمته بل خبره ربما أنكر وجوده بعض من لقيناه بالمشرق قائلا لعل رجلا دخل الهند فنسب نفسه إلى الرداني ، ولكن قد عرفه وعرف به وترجمه الكاتب المؤرخ النسابه أبو محمد عبد القادر المدعو الجيلاني السحاقي من أعيان الدولة الإسماعيلية المغربية في رحلته الحجازية التي دون فيها حجة الأميرة خناثة بنت بكار زوجة سلطان المغرب المولى إسماعيل ابن الشريف العلوي قال " وممن لقيناه بالمسجد الحرام وتكررت مجالستنا معه الفقيه الوجيه السري النزيه السيد محمد بن الفقيه العلامة الرحالة الورع الزاهد السيد محمد بن سليمان الرداني ، وولده هذا له دار قرب المسجد الحرام ورثها عن أبيه ملاصقة للحرم الشريف ، تنوسيت فيه النسبة إلى سوس بالكلية ، وما بلد الإنسان غير الموافق .  ولا أهله الأدنون غير الأصادق . 

وذكر أنه وقف معهم في شراء دار من ورثة الشيخ عبد الله بن سالم البصري لتحبسها الأميرة المذكورة ...) 

وذكر الكتاني أن من شيوخ الشيخ وفد الله غير والده الشيخ حسن العجيمي تلميذ والده ، وأيضا من شيوخه الشيخ عبد الله بن سالم البصري ، والشيخ محمد العياشي رحمهم الله تعالى .

وأثناء البحث عن تملكات علماء مكة للكتب ، وجدت تملكات للشيخ وفد الله منها تملكه كتاب المدخل ونصه كما في طرته ( كتاب المدخل ...إستكتبه لنفسه ولمن شاء الله من بعده سيدي الشيخ محمد وفد الله بن المرحوم العلامة الشيخ محمد بن سليمان عفى الله عنه وعن والديه والمسلمين ) وكان هذا الإستكتاب عام 1111 في ذي القعدة كما في خاتمة المخطوط ، وتملك هذه النسخة أيضا الشيخ عبد الله بن سالم البصري ، والشيخ إبراهيم بن محمد صالح الريس الزمزمي ، ووقفها الشريف عبد المطلب آل غالب رحم الله الجميع وأسكنهم فسيح جناته 

هذه شذرة عن الشيخ وفد الله الروداني ، والكلام عنه يحتاج إلى مزيد بحث في مكان آخر إن شاء الله والله أعلم .

موضوع خاص بنوقع قبلة الدنيا بقلم الاستاذ يوسف الصبحي | نشر بتاريخ 1437/2/12هـ .