الشيخ محمد بن عثمان الكنوي المالكي رحمه الله ( 1353 _ 1433 هـ )

ترجمة الشيخ محمد بن عثمان بن علي بن إبراهيم بن أبي بكر بن حسين الكنوي المالكي رحمه الله ( 1353 _ 1433 هـ )

ولادته : ولد بمكة المكرمة في عام 1353هـ في حي الطندباوي (حارة الفلاته ) 

نشأته : نشأ في بيت علم تحت رعاية والده وجده ، حيث حثه على طلب العلم جده الشيخ علي بن إبراهيم بن أبي بكر بن حسين ، فدرس ابتداءً القرآن الكريم والهجاء في الحارة عند (الفقيهة) والدة الأستاذ عبد الحميد بكر مالي ، ثم أدخله جده المدرسة الصولتية ومكث بها (14) عاماً من القسم الإعدادي حتى نهاية القسم العالي ؛ فالقسم الإعدادي كانت مدة دراسته سنتين درس فيه القاعدة البغدادية ومبادئ الهجاء والحساب والإملاء وشيء من القرآن ، ثم درس في القسم التحضيري ومدته ثلاث سنوات وكان من يتخرج منه يكون قد أنهى قراءة وحفظ القرآن الكريم كاملاً ، ومنهج المدرسة الصولتية كان شبيهاً بمنهج مدارس الأزهر الشريف ، وقد كان الطالب الذي يحمل شهادة المدرسة الصولتية يستطيع أن يدخل ويقبل في أي كلية من كليات الشريعة أو أصول الدين بمصر . 

وكان والده الشيخ عثمان يعمل من أجل توفير لقمة العيش له ولأسرته ، حيث كانت الحياة صعبة جداً تلك الأيام ، ولم يبق بمكة المكرمة آنذاك إلا الصابرون ، وكان والده من القراء وكان يحرص على قراءة القران الكريم ، وكان يعلم بعض زملاءه في الحي أمثال العم عبد المؤمن والعم إلياس وغيرهم ، وكانوا يقرؤن في كتاب " مختصر الأخضري " وهو من كتب الفقه المالكي ويشبه إلى حد كبير كتاب آداب المشي إلى الصلاة عند الحنابلة وفيه أحكام الصلاة فقط إلى باب أحكام سجود السهو ، و أما جده علي كان من طلبة العلم أما جده الثاني إبراهيم فقد كان عالماً من علماء حي أحياء مدينة كنو يسمى"مداقو" ويعرف بحي العلماء .

وقد تأثر الشيخ بالعديد من معلميه وشيوخه بالمدرسه الصولتية منهم :

الشيخ محمد بن علي ملاّوي وكان يدرسهم الفقه المالكي وكان يقسم الحصة إلى قسمين قسم للتدريس والشرح وقسم لحث الطلاب على طلب العلم وشحذ هممهم ويحكي لهم أحياناً بعض القصص ليشجعهم على ذلك ، وذات مرة حكى لهم قصة واقعية حدثت له وتتلخص في أنه ترك الدراسة لظروف صعبة مرت عليه ثم عاد مرة أخرى لطلب العلم والدراسة وقدّر المعلمون ذلك واختبروه في غير وقت الامتحان وألحقوه بزملائه ،كما تأثر الشيخ محمد الكنويّ بالشيخ حسن المشاط الذي يعتبر علماً من الأعلام ، وتأثر أيضًا بالشيخ علي بن بكر الكنوي رحمهم الله 

ومن زملائه في تلك الفترة الشيخ محمد حسن الفُلاني ، والشيخ أحمد بلو ، والأستاذ بكر سنتلي ، والأستاذ سليمان قشاشية ، والأستاذ عبد الله بن محمد فلاّته ، والأستاذ عثمان بن موسى ملاّوي ، والأستاذ الدكتور أحمد بن خالد البدلي وكان يدرس آنذاك بالمعهد العلمي السعودي ، والأستاذ هاشم بن علي جنبي ، والدكتور عبد الوهاب أبو سليمان .

وكانوا يلتقون جميعاً مساءً في حلقة درس الشيخ حسن المشاط بالمسجد الحرام برواق وحصوة باب المحكمة .

شيوخه الذين درس عليهم : 

أ - في المسجد الحرام : 
بدأ دراسته على المشايخ في الحرم المكي الشريف وذلك في حدود عام 1369هـ أو 1370هـ ومن أبرزهم : 
١- الشيخ القاضي الأصولي حسن بن محمد المشاط المالكي ( ت: 1399 هـ) :
قرأ عليه رسالة ابن أبي زيد بحاشية بن أبي الحسن على شرح الشاذلي وهو من كتب الفقه المالكي ، كما قرأ عليه متن ابن عاشر ، و قرأ عليه أيضاً كتاب مختصر خليل ، و في أصول الفقه قرأ لب الأصول وجمع الجوامع بشرح الشربيني ، و قرأ البرهان في علوم القرآن للزركشي و يقع في أربع مجلدات ، وقرأ عليه الكتب الستة الحديثية (البخاري ، مسلم ، أبو داود ، الترمذي ، النسائي ، ابن ماجه)
٢- السيد علوي بن عباس المالكي الحسني ( ت : 1391 هـ ) :
قرأ عليه الكتب الستة الحديثية (البخاري ، مسلم ، أبو داود ، الترمذي ، النسائي ، ابن ماجه) و كتب التفسير .
٣- السيد محمد أمين كتبي الحسني الحنفي ( ت : 1404 هـ) :
قرأ عليه الألفية (ألفية الامام مالك في النحو) بشرح ابن عقيل، والجوهر المكنون في البلاغة ، والجامع الصحيح للترمذي في الحديث ، ونزهة المشتاق في شرح لمع أبي إسحاق (وهذا الكتاب من كتب أصول الفقه على مذهب الأحناف) ألفه العالم القاضي الأصولي الشيخ محمد يحي أمان الحنفي المكي ( ت : 1387 هـ )
٤- الشيخ محمد العربي التبّاني الجزائري الحسني المالكي ( ت : 1390 هـ )
قرأ عليه كتابه إتحاف ذوي النجابة بمعرفة ما في القرآن والسنة من الصحابة وكان يدرس هذا الكتاب ليلة الاثنين وليلة الجمعة وقد ذكر الشيخ العربي في هذا الكتاب نسبه . 
٥- الشيخ محمد نور سيف بن هلال المهيري المالكي ( ت: 1403هـ ):
قرأ عليه كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ،
وكتاب اللؤلؤ والمرجان فيما أتفق عليه الشيخان .
٦- الشيخ زكريا بن عبدالله بيله الشافعي ( ت : 1413 هـ ) : 

قرأ عليه عدة كتب في علم الأصول .

 

ب - شيوخه في المسجد النبوي الذين كان يحضر حلقاتهم كلما زار سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( المدينة المنورة ) :

1- الشيخ محمد بن علي التركي العُنَزي ( 1301 _ 1380 هـ )

٢- الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي ( 1325_ 1393هـ)
٣- الشيخ حمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي المدني.
( 1325 _ 1393هـ)
٤- الشيخ عمر بن محمد بن محمد بكر فلاتة أو الفُلاني ، نسبة إلى قبيلة الفُلان المنتشرة في معظم قارة إفريقيا الواعظ بالروضة الشريفة ( 1345 _ 1419 هـ )

رحمهم الله جميعاً . 

وظائفه :

١- عمل بالمكتبة المركزية لجامعة أم القرى (الملك عبدالعزيز سابقًا) عام 1391هجرية مسئولاً عن قسم المخطوطات واستمر حتى تقاعد في عام 1412هجرية .

٢- إمام وخطيب مسجد الربوعي بحي الطندباوي بمكة المكرمة

٣- له دروس في المسجد والمنزل ، درس رمضاني بمسجد الربوعي يعقد بعد صلاة العصر بدأ في عام 1391هجرية يقرأ فيه من كتاب "إسعاف أهل الإيمان في وظائف شهر رمضان" لشيخه حسن مشاط رحمه الله واستمر الدرس حتى عام 1425هجرية وتوقف في عام 1426هجرية .

يقول الشيخ الكنوي رحمه الله : "يعتبر مسجد الربوعي من أقدم المساجد بحي الطندباوي" ويقول الشيخ محمد بن عثمان الكنويّ : "أسسه الشيخ (مي قندي) منذ ما يزيد على (100) عام وهو من أحفاد العلاّمة الإمام فضيلة الشيخ عثمان بن فودي رحمه الله وقد كان زعيماً للحي و ثرياً جداً فقد هاجر إلى مكة المكرمة خلال فترة الاستعمار الغربي لإفريقيا مثله مثل الكثير من الأفارقة الذين فروا بدينهم وقصدوا مكة المكرمة والمدينة المنورة لمجاورة الحرمين الشريفين ، و سبب تسمية مسجد " مي قندي" بمسجد الربوعي هو أن بيت الربوعي المعروف حالياً بهذا الاسم كان سابقاً بيتاً لـ (مي قندي) وقد اشتراه الشيخ الربوعي وقام بالتبرع بمبلغ من المال لترميم وإعادة تجديد بناء المسجد فسمي المسجد وعرف باسمه" . 

وهذه المعلومات ذكرها فضيلة الشيخ محمد بن عثمان الكنويّ في عام 1422هجرية بندوة أقيمت بمكتبة العلمين ، وهذا يقتضي أن مسجد الربوعي أسس في حدود عام 1322هجرية تقل أو تزيد قليلاً والله أعلم وعلمه أكمل .

أما في منزله فيعقد حلقة علمية يحضرها بعض طلبة العلم يقرؤن فيها الموطأ للإمام مالك والتحفة السنية والرسالة وغيرها من كتب المذهب المالكي. 

طلابه :

للشيخ رحمه الله طلاب جم في مكة المكرمة والمدنية المنورة و غيرهما 

مؤلفاته :

اهتم بالمخطوطات بحكم عمله في الجامعة بمكة المكرمة حتى أصبح العالم والخبير ، فشغل جل وقته بها تاركًا مكتبة ضخمة في منزله بشارع أم القرى ، كما اهتم بالوعظ و الإرشاد والنصح للشباب خاصة ، و له على الكتب التي يدرسها تعليقات وتقيدات وتقريرات وحواشي ، وبعض الرسائل والكتب المخطوطة التي سترى النور حينما يشاء الله بظهورها .

وفاته :

توفي رحمه الله فجر يوم الأحد السادس من شهر ربيع الأنوار ( الأول) عام 1433هـ ، وصلي عليه بالمسجد الحرام عقب صلاة العصر ودفن بمقبرة المعلاه ، وقد ترك ذرية مباركة بنين وبنات بارك الله فيهم ونفع بهم كما نفع بأصولهم .

المصادر والمراجع :

١- أغلب المعلومات ذكرها فضيلة الشيخ محمد بن عثمان الكنويّ رحمه الله في عام 1422 هجرية بندوة أقيمت بمكتبة العلمين  
(انظر كتاب مدونات مكتبة العلمين) بحي الطندباوي بمكة المكرمة 
٢- جريدة المدينة تاريخ 7 / 3 / 1433هـ 

٣- مشافهة من بعض أقارب وتلاميذ الشيخ رحمه الله .

 

ترجمة خاصة بموقع قبلة الدنيا من اعداد : أ.محمد علي يماني ( ابوعمار ) | تم التشر على الموقع 1437/2/20هـ