المسفلة ما لم يؤرخ ( 3 )

ويتواصل المسير حتى نصل الى مسجد حمزة بن عبدالمطلب وأمامه تماما يوجد دكان العم سلمان ـ يرحمه الله ـ الجزار المعروف ، والذي لا يمكن أن تجد لديه لحوم بعد صلاة الظهر  فقد كان  قنوعا بما يحضره من ذبائح ، وبعد صلاة المغرب يقوم ابنه ببيع المقادم به ليلا ، وعند نقطة نهاية زقاق السقيفه ، يوجد مركاز العمدة محمود بيطار يرحمه الله ـ وهو مركاز حديث في نشأته فلم يكن للهجلة في الماضي عمدة وكانت تابعة لعمدة المسفلة .

ومع نهاية زقاق السقيفة أعود مجددا للناحية الأخرى صوب زقاق الحافظ ، لكنني أتراجع عنه بأمتار وأقف أمام منزل المطوف محمد  أمين كاتب ـ يرحمه الله ـ وكان من مطوفي الهند والباكستان ، وهو والد الأستاذ / عبدالحميد كاتب وكيل أمين العاصمة المقدسة للخدمات ـ الأسبق ـ ، والأستاذ / عدنان كاتب رئيس مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا ـ سابقا ـ ، وأتذكر أنهما وإخوانهما كانوا جنودا مجندين لخدمة الحجاج ، وكنت أراهما وإخوانهم يجلسون أمام باب منزلهم ، يقدمون خدماتهم للحجاج كما يفعل كافة المطوفين وأبنائهم .

وأعود للحديث عن الى زقاق الحافظ لكنني ، لا أريد أن أدلف الى منزلنا وأتذكر والدي ـ يرحمه الله ـ ووالدتي ـ حفظها الله وجعلها تاجا على رؤوسنا ـ ، وما كانا يقدمانه من أجل اسعادنا ، لكني سأذهب الى أعلى الزقاق صوب الجبل الذي سماه البعض بجبل النار وقال البعض أنه جبل القلعة نسبة لقلعة أجياد ، وفي المسير أجد مفرقان للطريق الأول يمينا حيث يوجد حوش العم ابراهيم مصلي ـ يرحمه الله ـ والذي كان يصنع فيه الحلاوة الطحينية ، ومنزل العم محمود سبحي ـ يرحمه الله ـ الذي لقب بوالد التعليم نظرا لأن جميع أبنائه وبناته معلمون ومعلمات ، ومنزل الكرداوي الذي كان يمتلك ورشة نجارة في شارع المنصور ، ومنزل العم يحى أمان ، أما الناحية اليسرى فهناك منزل العم ابراهيم مصلي ـ يرحمه الله ـ وتحته بقالته المتواضعة ، وكان العم ابراهيم ـ يرحمه الله ـ يشتهر بصوته العذب الذي جعله مؤذنا متطوعا بأحد مساجد الحي  .


موضوع خاص بموقع قبلة الدنيا بقلم الاستاذ أحمد صالح حلبي | نشر بتاريخ 1437/2/25هـ