الشيخ أحمد حامد التيجي

سيرة الشيخ السيد أحمد حامد التيجي الريدي "شيخ القراء بمكه المكرمه"

(1285هـ - 1368هـ)

 إسمه ولقبه:

هوالعلامة المقرئ الشهير...السيد أحمد بن حامد بن عبدالرزاق بن عَشْري بن عبدالرزاق بن حسين بن عَشْري بن أحمد بن عبدالباري الحسيني التيجي الريدي وهو من ذرية الشيخ السيد محمد أبي طاقة الريدي وهو(سليل الدوحه النبويه الشريفه حيث يصل نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما). لقب بشيخ القراء بمكه المكرمه في وقته كما لقب بشيخ قراء الحجاز وذلك لعلمه الواسع والعظيم بقراءات القرآن الكريم وعلومه المختلفه وللعدد الكبير من العلماء والقراء المشهورين بمكة المكرمة والمدينة المنورة والشام واليمن ومصر الذين أخذوا عنه القراءات وأجازهم في ذلك الوقت. كان يعرف بين الناس والعلماء وتلامذته بالشيخ التيجي.

ولادته ونشأته:

إنتقل أجداده منذ زمن من الأراضى الحجازيه إلى مصر واتخذوا من بلدة (ريده) مقرا لهم ومكثوا فيها طويلا حيث علا شأنهم كثيرا في هذه البلده وذلك لفضلهم وعلمهم الكبير بالدين وإنتقل فيما بعد بعض أفراد العائله إلى بلدة (إبي تيج) حيث ولد السيد أحمد هناك في شهر ذي الحجة سنة (1285 هـ) ولقب بالتيجي نسبة لهذه البلده، ولقبت العائله بالريدي نسبة لبلدة (ريده) ، ونشأ السيد أحمد في حجر والده العالم السيد حامد التيجي الريدي واعتنى بحفظ القرآن وتجويده وقراءته.

·       شيوخه:  

حفظ القرآن الكريم منذ صغره وتعلم على يد علماء ومشائخ لهم وزنهم في ذلك العصر ومنهم:

1. السيد أحمد زكوه من بلده (أبي تيج) حيث حفظ عليه القرآن الكريم.
2. والده السيد حامد التيجي الريدي حيث حفظ عليه القرآن الكريم.
3. الشيخ محمد سابق حيث أخذ عنه القراءات السبع بالإسكندرية وأجازه في ذلك شفهيًا
 سنة وفاته سنة (1312هـ).
4. الشيخ عبدالعزيز بن علي كحيل .. شيخ القراء .. أخذ عنه القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة وأجازه في ذلك شفهيًا وكتابة.
5. الشيخ محمد علي الضباع .. شيخ القراء بالقاهرة .. أخذ عنه القراءات العشر من طريق الطيبة سنة (1344هـ)، وأخذ عنه القراءات الأربعة المتممة  الأربعة عشر سنة (1345هـ) وأجازه في جميع ذلك شفهيًا وكتابةً.

·       حياته العلميه وتلامذته:

كانت أول رحلاته إلى الحجاز سنة (1316هـ)، وأقام بالمدينة المنوره وكان يعلم القرآن وقراءاته المختلفه ويقوم ببعض الأعمال التجاريه هو وإخوانه مع والدهم السيد حامد وإستمر في ذلك إلى سنة (1335هـ) ثم ذهب إلى الشام هو وإثنين من إخوانه (السيد مصطفى، والسيد علي) بصحبة أسرهم وأقاموا بحلب وأصبح السيد أحمد إماما وخطيبا لأحد المساجد هناك ومعلما للقرآن وقراءاته المختلفه فكان له مكانة عظيمه عند أهل حلب، وخلال إقامته في حلب كان يتردد منها إلى مصر في كل عام ويعود إليها وخلال تلك الزيارات لمصر أخذ عن الشيخ محمد علي الضباع القراءات العشر من طريق الطيبه والقراءات الأربعه المتممه الأربعة عشر وأجازه الشيخ الضباع في ذلك شفهيا وكتابة قبل وفاته. وفي أوائل سنة (1347هـ) رحل إلى مكة بطلب من مؤسس مدارس الفلاح الشيخ محمد علي زينل علي رضا فعمل بمدارس الفلاح أستاذا لعلم القراءات في شعبة حفظ القرآن الكريم، وأخذ بعد ذلك يتردد على مصر في بعض السنوات ( في شهر رمضان خاصة) ثم يعود إلى مكة، ثم توقف عن ذلك قبل سنة (1360هـ) وأصبح في بعض الإجازات المدرسية يتردد على المدينة المنورة. كان معروفا ومحبوبا في مكه والمدينة بين الناس عامة وبين العلماء وتلامذته خاصة لما تحلى به من التواضع والفضل العظيم ، وكان من أكثر الناس ملازمة وصحبة له وقربا اليه المقرئ العلامه الشهير الشيخ أحمد بن عبدالله حجازي الذي أخذ عن الشيخ التيجي في ذلك الوقت. أخذ عنه القراءات كثير من العلماء والقراء المشهورين وصار به النفع العظيم ، ومنهم:

1.     الشيخ السيد أبو بكر أحمد بن حسين بن محمد الحبشي القاضي بمكة المكرمة حيث قرأ عليه القرآن الكريم ختمة كاملة بقراءة الإمام عاصم بروايتي أبي بكر شعبة وحفص، وختمة أخرى بقراءة ابن كثير بروايتي البزي وقنبل.

2.      الشيخ عبدالفتاح بن عبدالرحيم ملاَّ محمود الآقورغاني...(المعروف بالشيخ عبد الفتاح قارئ)، حيث قرأ عليه القرآن الكريم عرضًا وسماعًا بالقراءات السبع من طريق الشاطبية.

3.      الشيخ عبدالعزيز محمد عيون السود..شيخ القراء بحمص..حيث أخذ عنه القراءات الأربع عشر بمضمن الشاطبية والدرَّة والطيبة والفوائد المعتبرة.

4.      الشيخ زيني عبدالله باويان.

5.      الشيخ محمد حسين عبيد.

6.      الشيخ محمد عبدالله الكحيلي.

7.      الشيخ أحمد بن عبدالله حجازي.

8.     الشيخ سراج محمد حسن قاروت حيث تعلم الروايات السبع على يده واجيز له التدريـــــس حيث كان يدرس القران الكريم والعلوم الشرعية للطلبة الاندونيسيـــــــن والماليزين وغيرهم في داره في القشاشية.

9.     الشيخ السيد علوي بن عباس المالكي.

10.      الشيخ السيد محمد أمين كتبي رحمه الله، حيث قيل أنه كان عندما يقرأ أمامه كان يجلس جلسة التلميذ أمام الشيخ. ولقد ختم كل من السيد علوي المالكي والسيد محمد أمين كتبي عليه السبع وأجازهما بها، وكان يوصيهما إن هو مات قبل ان يتما أن يتوجها إلى الشيخ حسن الشاعر شيخ القراء بالمدينة فهو أتقن من يوجد في الحجاز.

من أهم إنجازاته هو إشرافه مع الشيخ عبدالظاهر أبو السمح (إمام وخطيب المسجد الحرام) على تصحيح ومراجعة مصحف مكة المكرمة الذي طبع سنة (1369هـ) بخط محمد طاهر الكردي على قواعد الرسم العثماني وكان من ضمن المصححين أيضا السيد محمد أحمد شطا المعاون الثاني لمدير المعارف بمكة، والسيد إبراهيم سليمان النوري المفتش بمديرية المعارف بمكة ويعتبر هذا المصحف أول مصحف يطبع في المملكه العربيه السعوديه بمكه المكرمه وكتب إسم السيد أحمد حامد التيجي في نهاية المصحف من ضمن المصححين له. وكان صدى ظهور هذا المصحف واسعًا في داخل المملكة وخارجها، وكانت فرحة الملك عبدالعزيز رحمه الله بظهوره كبيرة، وقدم للقائمين عليه دعمًا ماديًا ومعنويًا سخيًا، وكذلك أصحاب السمو الأمراء والمعالي الوزراء وكبار موظفي الدولة ، كما لاقى استحسان المسلمين في خارج المملكة وثناءهم ، وأشادت به الصحف الصادرة في بعض تلك البلاد .

·       إخوانه و أولاده:

للسيد أحمد تسعة إخوه هم (السيد محمود، والسيد عبد الرازق، والسيد علي، والسيد عبد الرحمن، والسيد مصطفى، والسيد عبدالعزيز، والسيد محمد، والسيد حسن ، والسيد حسين) وله من الأخوات إخت واحده فقط. تزوج الشيخ أحمد عدة مرات وكان له من الأولاد ثمانية هم (السيد عبدالقادر، والسيد عبدالله ، والسيد عبدالمجيد ، والسيد نزار، والسيد محمد ، والسيد مهدي ، والسيد طه ، والسيد عدنان الذي ما زال على قيد الحياة إلى وقت كتابة هذه السيره سنة 1429هـ) ، ومن الإناث كان له ثلاثه وهن (السيده خديجه، والسيده مجيده التي مازالت على قيد الحياه ، والسيده نبويه) وله من الأحفاد وأولاد الأحفاد وأولادهم الكثير الكثير الذين يلقبون الآن بالريدي. إعتنى كثيرا بتعليم أبنائه فحفظ معظم أبنائه القرآن الكريم على يديه وأكمل كلا من السيد عبد القادر والسيد عبدالله دراستهما في الأزهر الشريف ضمن رواق الحرمين وتخرجا منه وسافرا للدعوه والتعليم في كل من فلسطين والهند وأندونيسيا وكشمير كما قام السيد عبدالله بتدريس علوم الفقه والقرآن والتجويد لبعض الأمراء والشيوخ في منطقة الخليج وبعد ذلك سافر إلى دولة الكويت وإستقر هناك حيث عمل في وزارة الأوقاف وظل هنالك حتى وفاته رحمه الله تعالى.

·       وفاته: 

ظل السيد أحمد في مكة المكرمه مدرسًا في مدارس الفلاح حتى وافاه الأجل المحتوم بداره في محلة أجياد ليلة الأربعاء ثاني شهر محرم سنة (1368هـ) وشيعت جنازته ضحوة يوم الأربعاء في جمع عظيم وصلي عليه بالمسجد الحرام ودفن بالمعلاة رحمه الله تعالى.

·       المراجع:

هذه السيره العطره جمعت ونقحت وروجعت ثم كتبت بواسطة إبن أحد أحفاد السيد أحمد وهو"السيد محمود عمرو عبدالله أحمد حامد الريدي" نقلاً عن:

1.     كتاب "الدليل المشير إلى فلك أسانيد الاتصال بالحبيب البشير" صلى الله عليه وسلم (ص31 ـ 32)

2.     كتاب " العنايه بالقرآن الكريم وعلومه من بداية القرن الرابع إلى عصرنا الحاضر" للدكتور نبيل بن محمد آل إسماعيل ( ص44،45).

3.     كتاب "جهود المملكه العربيه السعوديه في رعاية تحفيظ القرآن الكريم لأبناء المسلمين في الخارج" للدكتور عبد الله بن علي بصفر (ص 1/9)

4.     كتاب "عناية المملكة العربية السعودية بطبع القرآن الكريم وتسجيل تلاوته" إعداد أ.د / محمد سالم بن شديد العوفي- الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة (ص 1/14).

5.     كتاب "أهل الحجاز" (ص333).

6.     كتاب " أعلام المكيين" (1:ص 327).

7.     كتاب "إمتاع الفضلاء بتراجم القراء" (2: ص21 ـ 23).

8.     كتاب " منة الرحمن في تراجم أهل القرآن" ( ص 50).

9.     بعض المواقع المعتبره في الإنترنت: موقع ملتقى أهل الحديث (www.ahlalhdeeth.com)، موقع الروحه (www.alrawha.net)، موقع مكاوي (www.makkawi.com).

10.       إبن السيد أحمد "السيد عدنان أحمد حامد الريدي" المقيم في مدينة الرياض.

11.       أبناء حفيد السيد أحمد، المرحوم "السيد عمرو عبدالله أحمد حامد الريدي" المقيمين في مدينة الدمام والخفجي.

12.       حفيد السيد أحمد " السيد يعرب محمد أحمد حامد الريدي" المقيم في مدينة مكه المكرمه.

13.       إبن حفيد أحد إخوة السيد أحمد "السيد محمد عبدالعزيز محمود حامد الريدي" المقيم  في المدينه المنوره.

14.       إبن حفيد السيد أحمد "السيد أحمد عدنان أحمد حامد الريدي" المقيم في مدينة الرياض.

الموضوع من إعداد : االسيد محمود عمرو عبدالله أحمد حامد الريدي