حروف شقدار تعانق أقدس مكان

تختلف حروف الخطاط مختار شقدار عن أي خطاط في العالم، إذ تعانق حروفه المكان الأكثر قدسية مطرزة ثوب الكعبة المشرفة، وتحظى بشرف يغبطه عليه كل مهتم بالخط العربي والزخارف الإسلامية.

شقدار عكف على الكتابة في أسمى مكان يمكن أن يكتب فيه المرء لما له من قداسة ومكانة رفيعة لدى المسلمين، بتصميمات خطوطه الطاغية في جمال رونقها، ودقة هندستها، وبراعة تنفيذها مستفيدا من التكنولوجيا بتطويعها لخدمة الخط العربي.

تحسينات الكترونية

بدأ مختار العمل في مصنع الكسوة قبل 15 عاما، درس قبلها الخط العربي، ومارسه سنوات حتى أتقنه وأصبح معلما له، ثم التحق بالعمل في مصنع الكسوة، حيث أدخل بعض التحسينات على أسلوب العمل، كإدخال برنامج الكتروني خاص بالخط في الحاسب الآلي للاستفادة من التقنية في دقة تجويد الخط على قماش الكسوة.

كما اهتم بتفاصيل صناعة الكسوة، وبإبراز جمال الخط والزخرفي بالستارة المسدولة على باب الكعبة الشريفة، رغم أن طولها يبلغ 6 أمتار ونصف المتر، وعرضها 3 أمتار ونصف المتر، مكتوب عليها آيات قرآنية محاطة بزخارف إسلامية، تجعلها تحفة فنية تتجلى فيها روعة الإتقان.

ورغم أنه طور أسلوب العمل إلا أنه لم يخرج عن التصميم الأساسي للخطاط الذي أنجزه أول مرة بخط الثلث الشيخ عبدالرحيم أمين بخاري، لكنه زاد في حجم الحروف وعرض الخط، وعمل على تدقيق الأبعاد بين الدوائر والمستطيلات وإطاراتها، وحسن الزخرفة الداخلية لستارة الباب والإطار المحيط بها.

أول اسم

يؤكد المؤرخون أن الآيات والعبارات المكتوبة على الكسوة لم تتغير منذ أول كسوة صنعها المماليك في الدولة الإسلامية في مصر، لكن مختار شقدار أضاف جديدا عليها، إذ نقش اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- يرحمه الله-، فكان أول عبارة، أو اسم جديد يكتب على أثواب الكعبة منذ العصر المملوكي.

وحدد المؤرخون ظهور الكتابات على كسوة الكعبة المشرفة، حين تم الكشف عن قطع ترجع للعصر المملوكي من كسوة الكعبة الداخلية، مؤرخة بسنة 905 للهجرة، وقطعة من الكسوة الداخلية من عصر السلطان الناصر بن قلاوون مؤرخة بسنة 761 للهجرة، وهي أقدم قطعة لكسوة الكعبة.

مشوار التعليم

حصل شقدار على بكالوريوس تربية فنية بكلية التربية بجامعة أم القرى، ثم نال شهادة الماجستير في التربية الفنية قسم الخط العربي من نفس الجامعة، وبعد إتقانه الخط العربي درّسه بجامعته التي تخرج منها لمدة خمس سنوات، ثم درسه في العديد من الدورات، ومنها الدورة الصيفية لتحسين الخط العربي بالحرم المكي التابعة للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمكة المكرمة لـ20 عاما، كما درّسه في الجمعية السعودية للثقافة والفنون بجدة سنوات عدة متتالية.

المصدر: صحيفة مكة المكرمة 1436/6/21هـ