المدرسة الباسطية بمكة المكرمة
المدرسة الباسطية
أمر ببنائها الوزير والقاضي المملوكي :عبدالباسط بن خليل بن إبراهيم رحمه الله , أثناء تأديته لفريضة الحج سنة 834هـ حيث قام باقتناء الدار المزمع إنشاء المدرسة فيها, وشرع في تنفيذ المدرسة في أوائل 835هـ وأنتهى البناء منها في أوائل 836هـ, وأوقف لها منشئها الكثير من الأوقاف بمصر والتي كفلت الصرف عليها طيلة فترة البحث ويشمل ذلك الصرف على المدرسة والمدرسين والطلبة.
وتقع في الناحية الشمالية للمسجد الحرام وملاصقة له عند باب العجلة يسار الداخل إلى الحرم الذي تغير فيما بعد ليصبح باب الباسطية .
وكانت شبابيكها السفلية تطل على رواق الحرم، وأنشأ بها خلاوي في غاية الإتقان والاستحكام ، وبني معها سبيل بجانبها, وعرفت بمدرسة العجلة, ثم عرفت بعد ذلك بالباسطية نسبة إلى منشأها وقد كان في الموقع الذي أنشأت فيه المدرسة منزلا لبعض الأشراف وكانت أيضا قبل ذلك مدرسة أنشأها الأمير أرغون الناصري في حدود سنة 720هـ.
وقد كانت المدرسة في بادئ إنشاءها مخصصة لتدريس المذهب الشافعي كوظيفة أساسية إضافة إلى قيامها بوظيفة الخانقاه, فكان على طلبتها أن يكونوا من المتصوفة , كما كان يوجد بها كتّاب لتحفيظ القرآن الكريم , ولم تدم هذه الوظائف كثيرا لضعف موارد المدرسة باندثار أوقافها في مصر, فاستولى عليها أئمة المذهب الحنفي من باب الإشراف على المبنى فقط الذي لم يعد يستخدم سوى كمقر للأعيان الواردين للحج, وقد اعتبرتها مصادر العصر العثماني أوقافا على أئمة المذهب الحنفي بالمسجد الحرام.
ويذكر ابن فهد أن أول من تولى مشيخة المدرسة القاضي المكي جلال الدين بن ظهيرة "مفتي الحجاز المتوفى سنة861هـ في الفترة ما بين عامي 836-842هـ, وتولى من بعده الشيخ : عمر بن محمد بن علي الشافعي " في الفترة ما بين عامي 842-854هـ" وتولى بعده أحد الطلبة وهو: محمد بن على اليمني الشافعي "إلى عام 859 أو 860هـ".
وتولى بعده السيد : محمد بن محمد السراج الحسني البخاري الحنفي أمام المقام الحنفي بالمسجد الحرام وقتها والمتوفى سنة 895هـ,
ولقد عثر على وثيقة عثمانية من وثائق صرة الجوالي يعود تاريخها إلى سنة ) ١٢٠٨ هـ/ ١٧٩٣ م ( تؤكد على بقاء هذه المدرسة في أداء رسالتها العلمية، فقد جاء فيها أن محمد الإسكندري كان يدرس بها مقابل راتب، إذ نصت على أن : )مرتب وظيفة محمد الإسكندري المالكي المدرس ببيت الله الحرام، والباسطية، مقابل [280] بارة.
وقد ذكر باسلامة في تاريخه أن المدرسة ظلت باقية على حالها في عصره , وقام بوصفها فذكر أنها: (.. في غاية الإحكام والإتقان ولا تزال هذه المدرسة على حكمها إلى العصر الحاضر، وهي على شمال الداخل من هذا الباب - باب الباسطية - إلى المسجد الحرام، .. وللمدرسة شبابيك مشرفة على المسجد الحرام، وسبيل إلى جانب المدرسة باقية إلى الآن بيد النجارين أئمة المقام الحنفي،.ويسكنها الأعيان الواردون إلى الحج ، وكانت عليها أوقاف بمصر دثرت الآن ).
والظاهر أن المدرسة كانت قائمة كمبنى فقط حين أرخ لها في زمنه، ولم تكن مدرسة تؤدي وظيفتها التعليمية، والله أعلم.
وفي أواخر العهد العثماني استولى عليها بعض سكان مكة المكرمة إلى أن آلت إلى أحد الأشراف فقام بإقتناء الدار ومن ثم إستأجرها السادة آل الراضي وممن عاش فيها الدكتور أسامة الراضي –رحمه الله- وأستمروا بها الى عام 1375هـ حيث دخلت في توسعة المسجد الحرام .
المصادر:-
- ( عمارة المدرسة في مصر والحجاز في القرن 9هـ: دراسة ومقارنة ) رسالة دكتوراة غير منشورة للباحث الشريف :عدنان بن محمد فايز الحارثي ,1416هـ جامعة أم القرى .ص 190-200.
- الحياة العلمية في مكة (1115- 1334هـ / 1703- 1916م) , الدكتور: آمال رمضان عبد الحميد صديق , مركز تاريخ مكة المكرمة - مكة المكرمة , 1432هـ / 2011م.
الموضوع من إعداد : بدر أحمد بدرة | نشر بموقع قبلة الدنيا في 1438/4/23هـ | معالجة الصور : حسن مكاوي
0 تعليقات