الشيخ عبدالقادر دبوان الشرعبي اليمني المكي الشافعي ( ١٣٦٠- ١٤٣٨ هـ)
ترجمة الشيخ عبد القادر دبوان الشرعبي اليمني المكي الشافعي
( ١٣٦٠ - ١٤٣٨هـ)
اسمه :
أبو عبد الله عبد القادر بن دبوان بن أحمد بن مقبل الشرعبي اليمني المكي الشافعي .
جده الخامس الشيخ عبد الله الشرعبي كان يُلقب بالفقيه ، وكان من جل تلاميذ الشيخ علي الصياد ، وهو ممن أدرك الولي الصالح الشيخ محمد منصور .
ولادته :
وُلد في قرية الهياجم بمحافظة تعز الرونة ، بالجمهورية العربية اليمنية عام ١٣٦٠ هـ .
نشأته :
نشأ في بيت علم وفضل وصلاح وتقوى ، وتربى على حب العلم ؛ فأخذ عن والديه أول ما أخذ ، ثم تعلم مبادئ القراءة والكتابة في قريته ، وفي عام ١٣٧٣ هـ قدِم مكة المكرمة لأداء فريضة الحج ، ثم قصد مدينة جدة ومكث فيها سنتين ، فعاد إلى بلاده ومكث بها فترة وجيزة ، ثم عاد لمكة المكرمة عام ١٣٧٥ هـ بنية المجاورة ، فأخذ عن علمائها يتقدمهم :
١- فضيلة السيد : علوي بن عباس المالكي الحسني (ت: ١٣٩١ هـ) ، فقرأ عليه رياض الصالحين ، وصحيح الإمام البخاري ، وصحيح الإمام مسلم ، وسنن أبي داود ، والجامع الصحيح للترمذي ، وموطأ الإمام مالك ، ومختصر السيد أحمد زيني بن دحلان ، وشرح الأجرومية ، وسمع منه الحديث المسلسل بالأولية(حديث الرحمة) و(حديث المحبة) .
ثم لازم دروس ابنه محدث الحرمين فضيلة السيد الدكتور : محمد بن علوي المالكي الحسني (ت: ١٤٢٥ هـ) حتى وفاته .
ثم لازم ابنه السيد أحمد حفظه الله ورعاه.
٢- فضيلة الشيخ السيد : محمد العربي التباني الجزائري (ت : ١٣٩٠ هـ) ، فأخذ عنه كثيرًا من دروس السيرة النبوية ، والجامع الصغير للسيوطي بقراءة الشيخ عبد الله بن سعيد اللحجي (ت : ١٤١٠هـ) .
٣- فضيلة السيد : محمد بن أمين الكتبي الحسني (ت : ١٤٠٣ هـ) ، فحضر دروس الجوهر المكنون في البلاغة ، وشرح ابن عقيل على الألفية .
٤- فضيلة الشيخ : عبد الله بن سعيد اللحجي المكي الشافعي (ت : ١٤١٠ هـ) ، فلازمه ملازمة الظل للشاخص إعتبارًا من ١٣٧٨ هـ حتى وفاته ، فحضر عليه الفقه (المنهاج و أسنى المطالب) والأصول والعربية والحديث فسمع البخاري ومسلم والترمذي والشمائل للترمذي أيضًا .
٥- فضيلة الشيخ : أحمد جابر جبران اليمني المكي الشافعي (ت : ١٤٢٥ هـ) ، فحضر دروسه بمنزله بجبل عمر وبالخالدية ، في تفسير البيضاوي ، وفي كتب الحديث البخاري ومسلم والترمذي ومسند الدارمي والثلث الأخير من مسند الإمام أحمد بن حنبل و شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بكامله و المنهاج كاملاً .
وقد تولى التدريس للطلبة في دار الشيخ وبأمره في حياته وبعد مماته .
ثم لازم درس ابنه الشيخ علي حفظه الله ورعاه.
٦- فضيلة الشيخ إسماعيل بن عثمان الزين (ت : ١٤١٤ هـ) حضر دروسه في المسجد الحرام وفي بيته في الكنكارية وفي الرصيفة ، حضر تفسير الجلالين ، وفتح المعين في الفقه الشافعي ، وكتب الحديث البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ، وفي كتب النحو ، كما سمع الكثير من المسلسلات وقد أجازه لفظًا .
ثم لازم درس ابنه سعادة الدكتور الشيخ محمد إسماعيل الزين ، إلى مرضه عام ١٤٣٧هـ .
٧- حضر كثير من دروس فضيلة الشيخ : محمد ياسين الفادني الشافعي "مسند العصر" (ت : ١٤١٠ هـ) ، وقد أجازه إجازه بالمسلسلات ، وإجازه عامة .
٨- تشرف بخدمة فضيلة الشيخ السيد : حسن بن سعيد يماني الشافعي (ت : ١٣٩١ هـ) ، وقرأ عليه في الفقه و الأصول ، وكان الشيخ ينصحه ويحذره من النوم بعد الفجر خشية قطع الأرزاق (الصبحة تمنع الرزق) ، وقد روى له قصة .
وغيرهم من علماء الحرمين الشريفين والعلماء الوافدين إليهما في العمرة والحج ، وكلهم أجازوه إجازة خاصة وعامة .
مشايخه في اليمن :
لما كانت بداية الطلب في مكة المكرمة تم ذكر أسماء مشايخه في مكة المكرمة أولاً ، وأما مشايخه في اليمن فكانوا بإشارة من الشيخ عبد الله بن سعيد اللحجي حيث أمره في عام ١٣٧٩ هـ بالسفر الى اليمن والأخذ عن علمائها وخصوصًا زبيد مأرز العلم ؛ فأخذ عن جملة منهم:
١- فضيلة الشيخ : محمد السلامي المُلقب بـ "مدرس الثقلين" ؛ فأخذ عنه كفاية الأخيار في الفقه الشافعي.
٢- فضيلة الشيخ : أحمد بن محمد الحنفي تلميذ السلامي ، فقرأ عليه كفاية الأخيار في الفقه الشافعي و شيئًا من صحيح البخاري.
٣- فضيلة الشيخ : أحمد بن خليل الخطيب إمام وخطيب جامع زبيد ، فقرأ عليه في الفقه الشافعي و النحو والفرائض.
٤- فضيلة السيد : أحمد بن داود البطاح الأهدل ، فقرأ عليه في الفقه الشافعي والفرائض.
٥- فضيلة السيد : محمد بن سليمان الأهدل (مُفتي زبيد) ، قرأ عليه هو وزميله السيد محمد علي البطاح الأهدل عدة علوم منها الفقه الشافعي (فتح المعين) وغيرها من العلوم والفنون ، كما حضر عنده ختم صحيح الإمام البخاري والذي كان يُقرأ كعادة سنوية خلال شهريّ رجب وشعبان.
وغيرهم من علماء اليمن السعيد.
تدريسه :
١- درس في المسجد الحرام في رواق "باب المحكمة" مكان درس شيخه اللحجي صغار الطلاب كما درس كبارهم.
٢- درس في قريته الهياجم ، وكذا القرى المجاورة فترة عودته للبلاد ولمدة ست شهور خصوصًا عام ١٣٨٠هـ ، وكلما عاد إلى البلاد.
٣- درس في دار شيخه أحمد جابر في حياته وبعد مماته إلى الآن .
وكان يعمل بمحل عبد الصمد القرشي لبيع العطور في الفترة الصباحية .
صفاته :
عالم متواضع في سمو ، يسخو بعلمه على القاصي والداني ، ملأ بعلمه وأدبه ومعرفته كل من جالسه ، حتى غدا علمًا تشرئب إليه الأعناق وتفتح له القلوب وتصغى له الأسماع ، شعيرة من شعائر الله في أرضه ، تجلس إليه فيغدق عليك من علومه ومعارفه وآدابه ، تسفيد منه ويشعرك بأنه المستفيد ، ينضح رقة وصفاء ، يغمرك بحبه فتتلاقى معه روحًا وتندمج معه إنسجامًا ، سجايا عهدناها في علماء الأمة الاسلامية الرفعية عبر التاريخ ، دوحة علمية سلوكية معطاء ، وشجرة مباركه سامقة ، حملت ثمار العلم والمعرفة ألوانًا
لله درك من تقي عالم .. من ماجد حسن الخصال همام
خلق أرق من النسيم لطافة .. وشمائل في رقة الأنسام
طلابه :
للشيخ طلاب كُثر في الحرمين الشريفين ، وفي اليمن ، وفي كثير من الأقطار ممن أخذوا عنه وخصوصًا من اندونيسيا .
مؤلفاته :
للشيخ تقريرات وتعليقات وتقيدات على بعض الكتب التي درسها ، وله بعض الرسائل المخطوطة .
وله مكتبة في سكنه في العتيبية بمكة المحمية ، ومكتبة في اليمن في مدينة تعز كبيرةً جدًا .
حالته الاجتماعية :
متزوج في اليمن ، وله ابنان عبد الله ومحمد ، وابنتان حفظهم الله تبارك وتعالى ورحم شيخنا واسكنه فسيح جناته .
وفاته:
سافر من مكة المكرمة بعد أن طاف طواف الوداع
إلى بلده تعز فجر الخميس الخامس من شهر محرم الحرام لعام ١٤٣٨ هـ ، ومكث مع أهله وأبنائه وأحفاده وأسباطه يومًا كاملاً ، ثم توفي بمنزله بمدينة تعز باليمن السعيد مساء يوم الجمعة السادس من شهر محرم الحرام لعام ١٤٣٨ هـ ، وفي تمام الساعة العاشرة والنصف. ودفن بتعز بعد أداء صلاة الميت عقب صلاة الفجر ليوم السبت السابع من شهر الله المحرم لعام ١٤٣٨هـ ، رحمه الله تعالى رحمة الأبرار وبارك في نسله وطلابه الأخيار وجمعنا به في دار القرار في جنات تجري من تحتها الأنهار مع النبي المختار وآله الأطهار وصحبه الأخيار صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بعد طول أعمار وحسن أعمال.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.
مصادر الترجمة :
١- ترجمه خطيه من إعداد الدكتور : أنمار محمد أنعم الشرعبي.
٢- ترجمه شفهية من إعداد الشيخ : يوسف الفلاحي.
٣- مشافهة منه رحمه الله تعالى وغفر له .
٤- مشافهة من أبنائه حال الإتصال عليهم للتعزية .
ترجمه خاصة بموقع قبلة الدنيا من إعداد: محمد بن علي يماني (أبو عمار ) تم النشر في 1438/1/7هـ .
0 تعليقات