لقطتان تاريخيتان للمطاف من مصورين لم ينسقا بينهما
كل صورة توثق ركنا من أركان البيت العتيق تشكل حدثا منفردا، ولا سيما في عصور ندرتها، ويكشف معراج مرزا وعبدالله شاووش ومحمد معراج مرزا في الأطلس المصور لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة الرقمي، عن حدث فريد لم يتنبه له قبل ما يزيد على قرن من الزمن، حيث أظهر تحقيقهما صورتين تعودان لعام 1297هـ - 1880م التقطتا في نفس اليوم والتوقيت من زوايا متقابلة، وأظهرت كلاهما مصور الأخرى دون تنسيق مسبق بينهما.
وتعود القصة إلى مشهد الجمعة الـ16 من ذي الحجة بعد نزول الحجاج من منى، حيث وقف المصور المصري محمد صادق بطربوشه الشهير فوق رواق باب السلام لتوثيق تلك اللحظة، فيما اتخذ أفراد البعثة العسكرية العثمانية سطح الرواق المقابل تحت منارة باب الوداع موقعا لهم لتوثيق المناسبة نفسها.
وسرد المؤلفون قرائن عدة تفسر سياق الصورتين واستنتاجاتهم، مبينين أن المصور محمد صادق قابل قائم مقام أركان حرب علي بيك ومرافقيه بمكة المكرمة آنذاك. وعرض المؤلفان الصورتين في صفحتين متقابلتين لإيضاح الموقف، وشرح تلك المصادفة الغريبة للمصورين، ووضعا دائرة على كل مصور تحدد مكانه.
ويوضح الأطلس الذي يدشن الأربعاء على مسرح جامعة أم القرى أن علي بيك هو من التقط الصور الفوتوجرافية لمكة المكرمة والمدينة والمشاعر وغيرها، كما رسم خارطة لمكة وأعد اثنين من ألبومات السلطان عبدالحميد وهو الضابط العثماني الذي ذكره الباحث هوجارث وأنه رقي إلى مرتبة أميرالاي، معرجا على ذكر سيرة محمد صادق التي بدأت بمصر، وتعلمه بالخانكل الحربية وابتعاثه إلى باريس لدراسة الرسم والزخارف، ولما عاد لمصر درّس الرسم في المدارس والمدرسة الحربية بالقلعة، وحظي بعدد من الألقاب التي كان آخرها الباشوية عام 1313هـ، وتعرض الأطلس لكتبه مقدما مسردا لصور البعثة العسكرية العثمانية ثم رحلات محمد صادق إلى الحرمين الشريفين وصوره الفوتوجرافية ثم عرج على صور سنوك هورخرونيه ثم السيد عبدالغفار وصور من الأرشيف العثماني تبرز جوانب من الواقع المكي حسب التسلسل التاريخي التقريبي لالتقاطها.
المصدر : صحيفة مكة 1438/1/22هـ | بقلم : اشرف الحسيني | معالجة الصور : موقع قبلة الدنيا ( حسن عبدالعزيز مكاوي ) .
0 تعليقات