مشوار د. نجم الدين عبد الغفور الأنديجاني
ضيف المشوار د.نجم الدين عبدالغفور الأنديجاني من أبناء مكة المكرمة فيها ولد وترعرع وعمل معلماً وأستاذاً جامعياً ومستثمراً عقارياً..
مع د. الأنديجاني نستعيد ذكريات ومواقف في مشوار حياته الحافل بالعمل والعلم والتواصل الاجتماعي الفاعل فإلى هذه المرحلة الماتعة مع الضيف الكريم.
النشأة والطفولة
,, مرحلة الطفولة من أجمل مراحل العمر في حياة الإنسان ماذا تختزن الذاكرة عن هذه المرحلة؟
- ولدت في شهر ذي الحجة من عام 1371ه في زقاق القلعة المطل على المسجد الحرام بمكة المكرمة حسبما أخبرتني الوالدة؛ لأنهم لم يكونوا وقتها يوثقون الولادات، وكانت ولادتي على يد داية لا يحضرني اسمها وكانت مشهورة وقتها ولدت معظم نساء مكة الحوامل في بيت جدي لأمي الشيخ عبدالله نيازي وعشت في هذا المنزل بداية طفولتي مع والدي عبدالغفور أنديجاني، ووالدتي عائشة نيازي ابنة العلامة عبدالله نيازي الذي كان يعمل مدرساً في الحرم المكي وأحد علماء المسجد الحرام ذكره خير الدين الزركلي في المجلد الرابع من كتابه؛ فهو جدنا لأمنا والد الأديب عبدالكريم نيازي - رحمه الله - ومحمد أمين نيازي وكان هذا البيت مكوناً من ثلاثة أدوار، وكان معظم أبناء الشيخ عبدالله نيازي يعيشون مع بعض في هذا المنزل حتى الذين كانوا يسكنون خارجه في أماكن أخرى وقت الولادة لا بد أن يأتوا لتولد نساؤهم في هذا المنزل، وعشت في هذا البيت بزقاق القلعة إلى أن أصبح عمري ست سنوات وبعدها انتقلنا إلى مكان آخر.
,, أين هذا المكان الذي انتقلتم إليه للسكن فيه؟
- كان في منطقة بحي المسفلة اسمها «جبل الزيدان»، حيث اشترى لنا الوالد منزلاً هناك، وهناك توجد دحلة في المسفلة قبل بركة ماجد وكانت بركة مشهورة ومعروفة كانت دخلتها من دحلة أبو طبنجة وهذه الدحلة ما زال موجود بعض الأجزاء منها حالياً، ورغم صغر الحي إلا أنه كان يمثل لنا كل شيء وكانت العلاقات بين الجيران حميمية كأننا عائلة واحدة ندخل بيوتهم نجلس ونأكل وننام أحياناً في أي بيت من بيوت الجيران المحيطة بنا.
,, من أبرز جيرانكم في الحي؟
- كان الشيخ معتوق ولي وأبناؤه سامي وغازي ومصطفى ولي وكانوا يسكنون أمام بيت خيلاني أمين نيازي وعبدالكريم نيازي، والشيخ سالم بن محفوظ، وبيت العشموني، وبيت البو محمد مصلح بو والد إسماعيل بو، وبيت المغاربة وغيرهم وكان بعضهم يعمل في التجارة مثل سالم بن محفوظ وبعضهم في بيع السبح مثل الشيخ معتوق ولي.
عادات مكية
,, ما أبرز العادات المكية التي كانت سائدة على أيامكم واندثرت الآن؟
- العادات الجميلة كانت كلها موجودة التزاور والجلوس مع البعض إن كانوا نساء مع النساء أو رجال مع الرجال أو أطفال مع الأطفال، ومن الأشياء التي لا أنساها في مرحلة الطفولة المبكرة ونحن في هذا الحي أنني أعرف كل الذين كانوا معنا وعاشوا معنا فرداً فرداً وما زلت أذكرهم حتى الآن وأنا في هذا السن وأتواصل مع بعضهم من الأحياء، وكان الحي رغم صغره كان به زقاق طويل عملنا ملعباً وكنا نلعب فيه كرة القدم وإذا تعبنا نلعب الألعاب الشعبية التي كانت سائدة آنذاك، ومن الذكريات المحزنة والمفرحة في طفولتي موقف ما زلت أذكره أثناء لعبي لكرة القدم في أزقة الحي.
,, ما هذا الموقف المحزن المفرح الذي حدث لك في أزقة الحي أثناء لعبك لكرة القدم؟
- هو عندما كنت ألعب في طفولتي كرة القدم في الحي دخلت في رجلي قزازة من قزايز قوارير البيبسي القديمة وشقت رجلي واستمررت ألعب وأنا أنزف ولم يكن وقتها هناك إسعاف ولا مستشفيات عدا مستشفى أجياد الذي كان وقتها عندما كنا نسكن في جبل الزيدان وعندما ازداد النزيف اجتمع الجيران لكي يسعفوني وكل واحد منهم يفتي ويقدم وصفة وكان النزيف قوياً كدت أن أموت بسببه، والكل اجتهد لكي يوقف النزيف ومن ضمن هذه الاجتهادات أنهم أحضروا لي كيساً من الدقيق وأصبحوا يضعونه على الجرح ويسكبون عليه الدقيق فيختفي الدم ولكن بعد قليل يعاود النزف واستمروا على هذه الحالة وأصبح الدم يمتص الدقيق وهم لا يعرفون أن الدقيق يمتص الدم إلى أن أغمي علي وفقدت الوعي فذهب أحد الجيران مشياً على الأقدام ليخبر خالي أمين نيازي وكان هو الوحيد الذي يسوق سيارة في الحي وكان لديه سيارة ونيت حمراء اللون فنقلني إلى مستشفى أجياد، وهناك أسعفوني وجلست عاماً كاملاً وأنا أعاني من هذه الإصابة، وكانت السيارات وقتها تعد على أصابع اليد الواحدة فقليل جداً من يمتلك سيارة لكن خالي بحكم أنه كان يعمل مديراً لإدارة عين زبيدة كان لديه سيارة.
والد متعلم
,, ماذا كان يعمل الوالد؟
- والدي كان يعمل في بداية حياته موظفاً في مكتبة الحرم المكي لفترة طويلة وكانت المكتبة وقتها في باب الزيادة عند باب الحرم ثم انتقلت بعدها إلى الصفا وكان يأخذني معه للمكتبة باستمرار بحكم أنني كنت وقتها الولد الوحيد، وكان قبلي أختان وأنا جئت الثالث وكان يهتم بي اهتماماً كبيراً وكان يصحبني معه للحرم وكنا نؤدي كل الصلوات في المسجد الحرام ثم انتقل بعدها للعمل في وزارة الحج ثم عاد مرة ثانية للعمل في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وكان عمله في الإشراف الديني بالمسجد الحرام، وكانت الرئاسة وقتها في طلعة جبل أبو قبيس من جهة بيت الخصيفان، وكان وقتها سماحة الشيخ عبدالله بن حميد والد معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد هو الرئيس العام للإشراف الديني بالمسجد الحرام، وأذكر أنه كان يمسح على رأسي ويدعو لنا وهو من الرجال الذين لا أنساهم في حياتي، وكان يأتي معه أحياناً أبناؤه كالدكتور صالح والدكتور أحمد وحتى قبل وفاة والدي كان معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد عندما يأتي لمكة يزور والدي ويسأل عنه، وكان نائب سماحة الشيخ عبدالله بن حميد في تلك الفترة الشيخ محمد السبيل - رحمهما الله - واستمر الوالد في هذا العمل إلى أن تقاعد.
,, أين تعلم الوالد وقتها؟
- تعلم في المدرسة الصولتية وتخرج فيها ثم التحق بالمعهد العلمي السعودي القديم وحصل على شهادة المعهد العلمي السعودي، وكان الوالد أيضاً مديراً لمدرسة أهلية قديمة في مكة المكرمة اسمها مدرسة «سلامة الله»؛ وسلامة الله هو صاحب هذه المدرسة وهو سعودي من أصول هندية وكانت في حي المسفلة ثم تحول اسمها إلى دار السلام وكان عمله هذا إشرافياً بمكافأة وليس رسمياً.
على مقاعد الدراسة
,, ننتقل للحديث عن مراحل التعليم فماذا عن هذه المراحل بدءاً بالابتدائية؟
- عندما بلغت سن السادسة من عمري أخذني خالي لمدرسة الفلاح بمكة لكي يسجلني فيها وكان مديرها الشيخ محمد رضوان وكان معروفاً بالشدة، وعندما رآني الشيخ محمد رضوان قال لخالي أمين نيازي هل تريد هذا الطالب يدرس عندي؟! فقال له نعم هذا ولد أختي وأريده أن يلتحق عندكم، فقال له هذا صغير لا نقبله وسيتبهدل مع الدرج وكانوا يقبلون الطلاب في سن الرابعة ثم قال لخالي أمين خذه إلى المدرسة العزيزية الابتدائية وسجله فيها لأنها أهدأ من مدرستنا.
,, هل رفض قبولك مدير مدرسة الفلاح بسبب السن أم إن هناك أسباباً أخرى؟
-أعتقد هناك أسباب أخرى، حيث رآني أبيض اللون وبخاري فخاف عليّ من أن أتعرض لأذى من الطلاب وكانت الحارات المحيطة بمدرسة الفلاح هي الشبيكة وحارة الباب وهو يعرف نوعيات هؤلاء الطلاب فأخذني خالي وسجلني بالمدرسة العزيزية الابتدائية، وكانت وقتها في طلعة الشامية بجوار البازان وكان مديرها الشيخ عبدالله الخليفي - رحمه الله - الذي كان إماماً وخطيباً للمسجد الحرام فدرست فيها السنتين الأولى والثانية ثم حدث حريق الشامية الذي حرقت فيه كل دكاكين وبيوت هذا الحي حي الشامية بما فيها مدرستنا، وكنت وقتها أسكن في جبل الزيدان الذي يبعد نحو كيلو ونصف عن المسجد الحرام وكنا نشاهد النيران من الجبل فتوقفت الدراسة بسبب الحريق إلى أن تم استئجار مبنى آخر للمدرسة في حي القرارة كان يسمى بيت القامة أمام عمائر الأشراف وانتقلنا إليها ودرست فيها الصف الثالث الابتدائي إلى أن أكملت المرحلة الابتدائية وتخرجت فيها عام 1385ه.
,, هل كانت الفلكة موجودة على أيامكم وهل أكلتها يوماً ما؟
- كانت موجودة ولكن أكثر شيء أكلته هو القرص والضرب بالباكورة على اليدين من أساتذة القرآن الكريم، وكان القرص في الصدر وفي اليدين وفي أي مكان أيضاً إذا لم تكن حافظاً لجدول الضرب تنضرب، وكان من أساتذتنا في المرحلة الابتدائية الذي لا يزال عايشاً الأستاذ محمد رهبيني وكان يدرسنا الرياضيات وتطور إلى أن أصبح يدرس في العزيزية الثانوية، وأنا أقدره وأحترمه، وأنا أكلت الضرب عدة مرات لأنني كنت أجد صعوبة في حفظ جدول الضرب ومثلي بقية الزملاء، والذي لا يحفظ جدول الضرب الله يعينه في ذلك اليوم حيث يُضرب ضرباً مبرحاً.
,, وبعد الابتدائية؟
- التحقت بمدرسة الزاهر المتوسطة بحي الزاهر ولم تكن هناك مواصلات وقتها كما هو الحال اليوم، فكنت أمشي من منزلي في المسفلة إلى الحرم نحو كيلو ونصف ومن هناك من أمام باب الملك عبدالعزيز كان التحرك إلى المدرسة، حيث أركب الأنيسة بقرشين وبأربعة قروش إلى المدرسة وهكذا في الذهاب وفي العودة، وأثناء وأنا أدرس في السنة الأولى المتوسطة فتحوا مدرسة في حي المسفلة قريبة من منزلي اسمها مدرسة بلال بن رباح وفتحوا مدرسة أخرى في حي آخر اسمها عرفات المتوسطة وقالوا لنا كل طالب سكنه قريب من أي مدرسة من هاتين المدرستين ينقل لحيه، فنقلوني إلى مدرسة بلال بن رباح القريبة من منزلي إلا أنني لم أستطع مواصلة الدراسة بهذه المدرسة وطلبت إعادتي لمدرستي السابقة رغم بعدها عن منزلي.
,, لماذا لم تستطع مواصلة الدراسة بمدرسة بلال بن رباح القريبة من منزلك؟
- لأن حي المسفلة حي شعبي وبه كثير من الأولاد الأشقياء والمشاغبين حتى أن إدارة التعليم أرسلت ثلاثة أساتذة معروفين بالشدة لهذه المدرسة، فكان مدير المدرسة الأستاذ جميل عطار - رحمه الله - ونائبه الأستاذ محمد سعيد كتبي والمراقب الشيخ عبدالله مرزا - رحمه الله - وكل واحد منهم لديه باكورة أطول من الثانية وأي طالب يعمل أي مشكلة أو حركة ينضرب الفصل كله، فلم أستطع تحمل الدراسة في هذا الجو فذهبت لخالي عبدالكريم نيازي - رحمه الله - وطلبت منه أن ينقلني لمدرستي السابقة فذهب لمدير التعليم وطلب منه إعادتي لمدرستي السابقة فوافق ورجعت لمدرسة الزاهر المتوسطة وأكملت بها المرحلة المتوسطة، وفي نهاية السنة الثالثة افتتحت مدرسة مكة الثانوية بجوارها فالتحقت بها بعد أن أنهيت المرحلة المتوسطة وكان مديرها الأستاذ عبدالحميد فلمبان ووكيله الأستاذ عبدالله باحاوي، أما في الزاهر المتوسطة كان مديرنا الأستاذ زاهد قدسي - رحمه الله - وقبله الأستاذ محمد علي نقلي.
,, هل كان التحاقك بالقسم الأدبي بسبب الرياضيات التي كنت تجد صعوبة فيها؟
- بسبب الرياضيات وغيرها من المواد العلمية ومن حسن حظنا أنه كان في تلك الفترة نظام يسمح لك بأن تنجح بالتعويض في مادتين إذا كنت راسباً فيها، ومن حسن حظي أنني نجحت في الصف الأول ثانوي إلى الصف الثاني ثانوي بالتعويض في مادتين كنت راسباً فيها، وكان الطالب الذي يرسب في مادتين يسامحونه وينجحونه للصف الذي يليه، وكنت أجد صعوبة في المواد العلمية بشكل عام كالرياضيات والفيزياء ربما للقدرات الخاصة في هذا المجال فلكل شخص قدرات خاصة في مجالات معينة وكنت أحب كل المواد الأدبية العربية والدينية والاجتماعية.
مدرس أصغر من طلابه
,, جيلكم كان جيلاً مكافحاً فهل كانت هناك أعمال زاولتها في تلك الفترة أم إنك استثناء بحكم أن والدك كان موظفاً حكومياً؟
- أبداً لم أكن استثناء لأن دخل والدي لم يكن يكفي لكون أسرتنا كبيرة؛ فنحن ثلاثة عشر أخاً وأختاً من الوالد عبدالغفور الأنديجاني والوالدة عائشة عبدالله نيازي، فكنت أرى الوالد يعاني ففكرت أن أعمل وأنا في الصف الثالث ثانوي لكي أساعد والدي فتخرجت في الثانوية وأنا كل فكري أريد أن أعمل أو أصبح ضابطاً ألتحق بكلية قوى الأمن الداخلي بالرياض، وفي النهاية رفض الوالد أن أذهب للرياض وألتحق بكلية قوى الأمن الداخلي؛ لأنه كان خائفاً عليّ فالتحقت بكلية التربية وفي تلك السنة كان أول سنة يفتتح فيها قسم التربية وعلم النفس وكان عددنا ستين طالباً فقبلونا جميعاً، ولكن قبل أن ألتحق بالجامعة وأنا عقلي في العمل فبحثت عن عمل وسألت بعض الزملاء الذين كانوا معي في الحي فقالوا نحن نعمل من سنة في مدرسة النجاح الأهلية الليلية فذهبت لهذه المدرسة وقدمت على الشيخ عبدالله خوجه مؤسس المدرسة ومديرها فعندما رآني ورأى أن لدي طموحاً ورغبة في العمل وافق على تعييني.
,, وكم كان الراتب؟
- كان مائة وخمسين ريالاً وكل الطلاب الذين كنت أقوم بتدريسهم كانوا يكبروني سناً وبعضهم من كبار السن لأن المدرسة مخصصة للدراسة المسائية لمحو الأمية وليس مخصصة للدراسة في الصباح، وكانت هذه المدرسة في شعب علي وهذا الشعب معروف إذا دخلت معه وتريد أن تخرج لا بد أن تخرج من المكان نفسه الذي دخلت منه، وكان الشيخ عبدالله خوجة مديراً للمدرسة وولده الأستاذ عمر خوجة وكيلاً.
مواقف لا تنسى
,, ما أطرف موقف مررت به أثناء تدريسك في هذه المدرسة لطلاب يكبرونك سناً؟
- عملت في هذه المدرسة أربع سنوات وكنت أدرّس في الفرعين الفرع الأول في شعب علي والفرع الثاني في الشبيكة، وكان الشيخ أحمد عجيمي مدير المدرسة في الشبيكة بينما كان الشيخ عبدالله خوجة مدير المدرسة في الفرع الرئيس بشعب علي، وكنت أدرس رياضيات وقرآناً، ومن الطرائف أنني كنت أقوم بتدريس أناس يكبروني سناً وكنت أصغرهم، ومرة كان لدي في أحد الفصول عشرون طالباً وفي نهاية العام اختبرتهم في الرياضيات وتسلمت أوراق الإجابة وصححتها وعندما جئت أرصد النتائج وجدت أن عددهم تسعة عشر طالباً مع أن عددهم عشرون وجميعهم اختبروا وكانوا حاضرين؛ معنى هذا أنه يوجد طالب ناقص فقلت ربما لم يقدم ورقته ولكن عندما أعدت النظر في أوراق الإجابة كانت المفاجأة التي أضحكت جميع من في المدرسة، فقد كان هناك طالب اسمه بكر معروف من سكان حي المسفلة اتضح أنه ناقل من ورقة زميله كل الإجابات حتى أنه من غبائه نقل اسم زميله فبدلاً من أن يكتب اسمه على ورقة الإجابة كتب اسم زميله الذي نقل منه فاعتقدت أن الورقتين لطالب واحد فإذا هي لطالبين فعندما جئت له وسألته أين ورقتك؟ قال هذه ورقتي فقلت له وهل هذا هو اسمك؟! فانفجر الفصل بالضحك وكذلك المدرسين ممن علموا بالقصة، فهو لم يكتف بغش كل الإجابات، بل إنه غش حتى اسم زميله وكتبه على ورقته بدلاً من أن يكتب اسمه وما زلت كلما أتذكر هذا الموقف أموت من شدة الضحك لطرافة الموقف.
وهناك موقف آخر مع مدير المدرسة ومؤسسها الشيخ عبدالله خوجة.
,, ما هذا الموقف؟
- كنت أنا وزملائي المدرسون بهذه المدرسة أحياناً لا نلحق الصلاة في الحرم فنصلي في مسجد في طريقنا في المسيال عند زقاق السقيفة فنتأخر أحياناً لأننا نذهب مشياً على الأقدام لأنه لا توجد سيارات إلى أن نصل للمدرسة في شعب علي، وعندما نصل للمدرسة نجد مدير المدرسة واقفاً على الباب وفي يده باكورة طويلة يشخط أي يضرب جميع الطلاب المتأخرين بما فيهم الأساتذة ولكن ضربه للأساتذة ليس بشدة ضربه للطلاب وإنما لحثنا لكيلا نتأخر مرة ثانية، وهذا موقف طريف آخر أذكره من هذه المدرسة وهو أن الضرب ليس للطلاب فقط وإنما أيضاً للمدرسين المتأخرين وكان رجلاً في السبعينيات من عمره - رحمه الله - فقد انتقل إلى رحمة الله هو وابنه عمر الذي كان وكيلاً له.
معيد بكلية التربية
,, وبعد الالتحاق بقسم التربية وعلم النفس بكلية التربية بمكة؟
- كنا ستين طالباً وكنا نتنافس وكان أفضل طالبين على هذه الدفعة هما أنا والدكتور عبداللطيف بالطو ونحن الوحيدان اللذان تخرجنا بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، وكان سراج شاولي الثالث وعبدالله حامد الحارثي الرابع وأكثر من ثلاثين طالباً من هذه الدفعة ابتعثوا لأمريكا منهم الدكتور هاشم بكر حريري وكيل الجامعة السابق ورياض قاضي وغيرهم، وكانت هناك وظيفتان للمعيدين في القسم تقدم لها عشرون طالباً بما فيهم نحن، وكان الدكتور عبدالله الزيد رئيساً للقسم متعه الله بالصحة والعافية.
,, وهل تم تعيينكم على هاتين الوظيفتين كمعيدين بحكم أنكما أفضل طالبين على الدفعة؟
- عندما تخرجنا صدر قرار تعييننا معلمين في المعهد العلمي السعودي معهد إعداد المعلمين بمكة أنا وزميلي الدكتور عبداللطيف بالطو ومعنا آخرون، كنا سبعة أشخاص وجاءت وظائف المعيدين في السنة نفسها وقدمنا عليها ونحن على رأس العمل في المعهد العلمي السعودي وعندما رأى رئيس القسم الدكتور عبدالله الزيد أن عدد المتقدمين لهاتين الوظيفتين وصل إلى العشرين قال أفضل شخصين من المتقدمين هما اللذان سيأخذان الوظيفتين فأخذت أنا واحدة وأخذ زميلي عبداللطيف الوظيفة الثانية ونقلنا خدماتنا من وزارة المعارف إلى الجامعة وأصبحنا معيدين بوظيفة رسمية وكان حصولي على البكالوريوس عام 1390ه وعينت معيداً بقسم التربية عام 1396ه.
,, وبعد الإعادة؟
- بعد الإعادة ابتعثت أنا وزميلي الدكتور عبداللطيف بالطو إلى أمريكا، حيث جاءني قبول من طلسا أوكلاهوما وزميلي عبداللطيف جاءه من أريزونا مدينة توسان، ولم نكن نعلم بأنه إذا جاءك قبول في جامعة أو ولاية لا بد أن تذهب للولاية نفسها ولا يحق لك تغييرها إلا بعد عام من دراستك بها فذهبت أنا والدكتور عبداللطيف ومعنا زملاء آخرون إلى ولاية أريزونا فقدم الدكتور عبداللطيف أوراقه لشؤون الطلاب في أريزونا فقبلوه وقدمت أوراقي بعده لكنهم رفضوني وقالوا أنت لست هنا قبولك في طلسا أوكلاهوما حاولت معهم ولكن دون فائدة وقالوا لي راجع إدارة الهجرة والجوازات.
, وهل راجعت إدارة الهجرة والجوازات؟
- ذهبت وراجعتهم وكان مقرهم في ولاية تكساس في دلسي وحاولت معهم ولكن دون فائدة، قالوا لا بد أن تدرس سنة في هذه الولاية ثم تحول، فإذا قبلت في جامعة معينة في مدينة معينة وأردت أن تحول إلى جامعة أخرى في مدينة أخرى لا تستطيع إلا بعد أن تمضي سنة في المدينة نفسها فقلت الخيرة فيما اختاره الله فذهبت لجامعة طلسا في أوكلاهوما ودرست فيها اللغة لمدة عامين وبعدها راسلت الجامعات وجاءني قبول في ولاية أخرى هي ولاية كنساس في مدينة لورنس، حيث حصلت على الماجستير في فلسفة التربية من جامعة ولاية متشجان عام 1400ه وكانت بنظام المواد.
,, وبعد الحصول على الماجستير؟
- راسلت الجامعات وجاءني قبول للدكتوراه من الجامعة نفسها جامعة ولاية متشجان وهي جامعة عريقة تخرج فيها الكثير من الزملاء الذين يعملون بجامعة أم القرى ومنها حصلت على درجة الدكتوراه في الأسس الفلسفية والاجتماعية عام 1404ه.
,, ماذا كان موضوع الرسالة؟
- كانت عن المواءمة بين التفكير الإسلامي والتفكير الغربي في جامعة أم القرى؛ فالأطروحة فكرتها أن جامعة أم القرى مقارنة باالجامعات السعودية الأخرى كانت وقتها هي الوحيدة التي كان لديها كليات شرعية وكليات في تخصصات أخرى كالعلوم والتربية بينما الجامعة الإسلامية وجامعة الإمام كانت كلها شرعية ودعوية أي كان لدينا عملية توازن فكانت الدراسة أيهما أفضل أن تكون المناهج في الجامعة تعد بهذه الطريقة كليات منفصلة أو يدمج سنتين مواد شرعية أو سنة إعداد شرعي ثم الانطلاق للتخصصات فالنتيجة التي توصلت إليها هو المفروض أن يكون هناك توازن بين التدريس في الجامعات السعودية لكيلا يحدث انفصام بين الخريجين بحيث تجد الناس الذين تخرجوا من الكليات العلمية والعلوم التطبيقية تفكيرهم شكل والناس الذين تخرجوا من الكليات الشرعية والدعوية تفكيرهم شكل آخر؛ فخرجت بنتيجة وهي أنه من الأفضل أن تكون هناك سنة شاملة في كل التخصصات يسمونها سنة تحضيرية في الجزء الشرعي الديني لكل الطلاب بعدها يوجهون للتخصص ويكملون فيه السنوات الثلاث الأخرى؛ وهذه كانت نتيجة جيدة ولكن لم يتخذ بها لأن كل جامعة لها سياستها المعدة مسبقاً واستمر الوضع على ما هو عليه.
أستاذ مساعد
,, وبعد الحصول على درجة الدكتوراه؟
- عدت للعمل في الجامعة التي ابتعثت منها وهي جامعة الملك عبدالعزيز شطر مكة وعملت أستاذاً مساعداً بقسم التربية الإسلامية والمقارنة ثم رئيساً لقسم التربية الإسلامية والمقارنة لفترتين؛ الفترة الأولى من عام 1408ه إلى عام 1411ه والفترة الثانية قبل أن أتقاعد من عام 1426 إلى عام 1430ه أي عملت ثماني سنوات رئيساً للقسم؛ ومنذ أن عملت رئيساً للقسم بعد عودتي من الابتعاث بدأت بفكرة تطوير البرامج وكان برنامج الماجستير قد بدأوا فيه بشكل بسيط جداً ولما رجعنا طورناه وسميناه تخصص التربية الإسلامية بعدها سعيت بأن يقر برنامج الدكتوراه في الأصول الإسلامية للتربية، وعملنا ورشاً وندوات، وأقر البرنامج، وكنا أول قسم يقدم الدكتوراه في كلية التربية وهو قسم التربية الإسلامية والمقارنة بجهودي كرئيس للقسم وبجهود الزملاء وإصراري على تنفيذ البرنامج وبعدنا بدأت الأقسام الأخرى.
,, هل يعد إقرار برنامج الدكتوراه هو أول إنجاز حققته للقسم؟
- نعم، إنه إنجاز كبير لأننا تعبنا كثيراً إلى أن حصلنا على إقرار البرنامج وهو برنامج قوي تخرج منه الآن أعداد بالمئات من الجنسين بنات وأولاد، ومن طلبتنا الآن رئيس القسم الدكتور خالد التويم وغيره كثير ولله الحمد.
,, وبعد رئاسة القسم؟
- داخل الجامعة كنت عضواً في مجلس مركز الدورات التدريبية عام 1412ه وعضواً في مجلس مركز التعليم الإسلامي في الفترة من عام 1421ه - 1425ه، وأما خارج الجامعة فقد عملت مسؤولاً عن الرعاية الاجتماعية بجنوب شرق آسيا لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية عندما كان الأستاذ فريد قرشي - رحمه الله - أميناً عاماً لها؛ ويقصد بالرعاية الاجتماعية رعاية الأيتام وإنشاء مراكز ومدارس لهم، وكانت الإسهامات كبيرة جداً أذكر منها أننا حضرنا افتتاح مركز كبير جداً ومتكامل للأيتام في تنزانيا ومعنا الأمين العام للهيئة الدكتور فريد قرشي وأصحاب فضيلة ومشايخ علماء كثر منهم الشيخ عبدالله البسام - رحمه الله - والشيخ أحمد المورعي وقد أشرفت على هذه المنشآت والإنجازات التي تحققت ولله الحمد.
,, وبعد العمل في هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية؟
- عملت نائباً للمشرف العام لمكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي بمنطقة مكة المكرمة في الفترة من عام 1423ه إلى عام 1429ه فعندما انتقلت للعمل في الندوة العالمية للشباب الإسلامي صادف أن زارنا الدكتور مانع الجهني - رحمه الله - الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي آنذاك والتقيت به أنا والدكتور عبدالمنان ملا بار، فقال لنا الندوة العالمية انطلقت فكرتها من مكة وليس لها فرع في مكة، وطلب منا أن نعمل معه فاقترح عليه الدكتور عبدالمنان أن نعمل فرعاً لها في مكة؛ لأنه لا يوجد لها فرع، وكان وقتها حصلت تغييرت في هيئة الإغاثة فتوقفت عن العمل وبدأت العمل في الندوة العالمية مع زميلي الدكتور عبدالمنان وكانت البداية بأن استأجرنا شقة صغيرة من غرفتين في شارع بن حميد ثم أحضرنا سكرتيراً ومحاسباً وأمين صندوق وعاملاً، ومن هذا المقر الصغير كانت الانطلاقة.
قصة زواج
,, أبا مازن ماذا عن قصة زواجك كيف تمت وهل كان لك دور في الاختيار؟
- أنا متزوج من ابنة خالي الأديب عبدالكريم نيازي - رحمه الله - فبمجرد أن تخرجت من مرحلة البكالوريوس وقبل أن أسافر للابتعاث أردت أن أتزوج من باب التحصين فتقدمت لابنة خالي وكنا نعيش مع بعض، وكنت أعرفها وتعرفني وكان عمرها ستة عشر عاماً وأنا خمسة وعشرون عاماً، وحصل النصيب عقدت عليها وعملنا الفرح في قصر حدائق الزاهر الخلفية بمكة المكرمة وكان هو القصر الوحيد بمكة وقتها، وبعد الفرح سافرت مع زميلي الدكتور عبداللطيف بالطو أنا معي زوجتي وهو معه زوجته ولديه منها طفل واحد، حيث سافرنا إلى بريطانيا ومن بريطانيا إلى أمريكا.
,, هذا عن الزوجة الأولى لكن ماذا عن الزوجة الثانية؟
- «يضحك» ويقول تزوجت زوجتي الثانية قبل اثنين وعشرين عاماً وهي من أصول حضرمية من السادة والأشراف، ولدت وعاشت في إندونيسيا والدها السيد علي بن شيخ أبو بكر وأمها من بيت العيدروس، وقد تزوجتها بسبب ظروف السفر أيام العمل بهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، وكنت أعرف عمها الذي كان يعمل أستاذاً بمعهد النور بمكة المكرمة فتقدمت لها وحصل النصيب ولدي منها أربعة أبناء وثلاثة بنات، أي أن مجموع عدد أبنائي من الزوجتين ثمانية عشر ولداً وبنتاً.
,, متى كان التقاعد من العمل في الجامعة؟
- كان عام 1431ه.
جمعيات مراكز الأحياء
,, ماذا عن رئاستك لمركز حي الملك فهد «الإسكان» بمكة المكرمة؟
- بعد أن انتهيت من العمل في الندوة العالمية للشباب الإسلامي عام 1428ه أصبحت رئيساً لحي الإسكان، وكنت قبلها عضواً في البداية في جمعية مراكز الأحياء لمدة فترتين وفي الفترة الثالثة أجريت انتخابات وفزت فيها كرئيس لحي الإسكان والأحياء التابعة له كالشوقية، وأم الكتاد، والرابية، والربوة، والخالدية، كل هذا الموقع الجغرافي تابع لمركز حي الملك فهد الإسكان وما زلت مستمراً في هذا العمل التطوعي بجمعية مراكز الأحياء حتى الآن.
,, كرئيس لحي الملك فهد المعروف بحي الإسكان ماذا قدمت لشباب وشابات مكة من سكان هذا الحي والأحياء التابعة له؟
- فكرة جمعية مراكز الأحياء هدفها خدمة المجتمع وبدئ في تطبيقها في عهد الأمير عبدالمجيد - رحمه الله - عندما كان أميراً للمنطقة، وأنا بحكم رئاستي لحي الملك فهد والأحياء التابعة له أقوم بتقديم برامج منوعة ومتعددة خاصة فيما يتعلق بالجزء الاجتماعي والتربوي، فالكل يعلم أن قضية البرامج الاجتماعية والتواصل الاجتماعي وعلاقات الجيران ببعضهم في الحي من الأشياء التي أعتقد أنها قد فقدت ولم تعد مثلما كانت في السابق في الأحياء الشعبية، فوضعت هدفاً أساسياً وهو عمل ديوانية للحي تعيد هذا الترابط بين سكان الحي، وأنشأت هذه الديوانية للحي بمبلغ قدره مليون ريال بجهد خاص مني ومن المتبرعين المحسنين من سكان هذا الحي لإيماني بأن سكان الحي إذا لم يسهموا في بناء البنية التحتية التي يحتاجونها تصبح عديمة الفائدة لكنهم يشعرون بقيمتها عندما يسهمون فيها، فأنشئت قاعتين أي ديوانية تتكون من قاعتين دور كامل يتسع لمائة شخص من الرجال ودور كامل للنساء يتسع لمائة امرأة جعلناها على مدار الأسبوع للقاء الجيران، وخصصنا يوماً لكبار السن ويوماً لكبيرات السن ويومين للشباب ويوماً للنساء، ووضعنا برامج ومشرفين ومشرفات متطوعات على هذه البرامج هذا فيما يتعلق بقضية التواصل الاجتماعي، وعملنا لجنة لإصلاح ذات البين تتكون من ثلاثة أشخاص من الرجال وثلاث عضوات من النساء، وكما خصصنا لجنة للتواصل الاجتماعي داخل الحي خصصنا لجنة للتواصل الاجتماعي خارج الحي ولجنة للنشاط الرياضي للشباب مكونة من سبعة أشخاص يعدون لدوري الحي والدوري بين الأحياء ويقدمون برامج جميلة للشباب على مدار العام.
,, وماذا عن رئاستك للجنة التنسيقية لنظار أوقاف بلاد ما وراء النهر؟
- في عام 1416ه رشحت لأن أكون ناظراً على وقف «رحيم بيردي باي الأنديجاني» في حي المسفلة وهذا الوقف مشهور باسم بستان البخاري يبعد عن الحرم ستمائة متر وكان عبارة عن غرفتين وحوش كبير مزروع يقيم فيه أهل مكة مناسبات أفراحهم ومعه عمارتان صغيرتان، وكان عباس داود خان - رحمه الله - ناظراً على الوقف فعملت معه وبدأنا ندير الوقف بالطريقة الصحيحة، وعندما جاء مشروع الساحات الشمالية وأزيل الوقف الأساسي رصد له تعويض 380 مليون ريال اشترينا منها نحو 12 عمارة منها عمائر فندقية كبيرة وعمائر سكنية لأنه حسب شرط الواقف لدينا جزء نسكن فيه المستحقين من الموقوف عليهم، وفي عام 1427ه فكرنا بإنشاء اللجنة التنسيقية لنظار أوقاف ما وراء النهر، حيث رأينا أنه بدلاً من أن يعمل كل ناظر لوحده نعمل جهة مؤسساتية تهتم بالنظار ويكون عملهم مشتركاً ويعدون برامج؛ لأن معظم الأوقاف هي خاصة ببلاد ما وراء النهر، وفي عام 1435ه أصبحت رئيساً للجنة.
تاجرعقار
,, أخيراً ماذا عن مشوارك في عالم المال والأعمال خاصة العقار كرجل أعمال؟
- أي إنسان يطمح في أن يحسن أداءه في الحياة الدنيوية، وكانت البداية عندما عدت من أمريكا بعد أن حصلت على درجة الدكتوراه بدأت أشتري بعض العقارات بحي الإسكان وكانت رخيصة وقتها فكانت الناس تبيع فلل الإسكان قبل أن تستلمها في الإسكان القديم، وكانت الفيلا تباع وقتها بمائتين وخمسين ألف ريال فاشتريت مجموعة من الفلل وبدأت أشتري وأبيع ثم توسعت وتطورت الأمور فبدل الفيلا أصبحت أشتري عمارة وكانت العمارة في الشوقية وقتها بثلاثة ملايين ريال بها ثمانية شقق وملحق الآن قيمتها عشرة ملايين ريال، واستفدت كثيراً من استثماري في مجال العقار لأن العقار في مكة لا يخسر بدأت الاستثمار العقاري في حي الإسكان ثم انتقلت إلى الشوقية ثم المروة وغيرها ولم أخسر في العقار لكني خسرت عندما دخلت سوق الأسهم.
0 تعليقات