دار وغار وبئر ومسجد آثار رصدها المؤرخون واختفت من جبل الرحمة
9 آثار وأعلام في جبل الرحمة وردت في كتب الرحالة العرب والغربيين وأمراء الحج أصبحت اليوم أثرا بعد عين. فلم تعد هناك الدار القديمة التي رآها ابن جبير أسفل الجبل، أو الغار الذي شاهده الدرعي، ولا المحراب الذي تحدث عنه ابن بطوطة، ولا حتى القبة الكبيرة التي حكا عنها الورثيلاني وباديا وكان يتوسطها مسجد يصلي الناس فيه.
ووردت معلومات تلك الآثار في كتاب (المشاعر المقدسة عبر العصور) الصادر عن كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة، في حين جاءت معلومات نفي وجود غالبيتها في كتاب (جبل إلال بعرفات) لمؤلفه بكر أبوزيد.
1 سلالم الصعود
أكثر من 100 عام بين حجة ابن جبير1182/578 -1190/586 -1196/593 ، وابن رشيد 1284/683 ، كانت كافية لتغير طبوغرافية أجزاء من الجبل، فحكا ابن جبير أن للجبل أربعة سلالم توصل الناس إلى قمته، قبل أن يجيء ابن رشيد بروايته التي تؤكد أن للجبل درجة من أمامه ومن خلفه فقط، ولم يبق للجبل هذا الوقت سوى درج واحد.
2 قبةالجبل ومسجدها
تناقلت رواية هذه القبة بالتواتر على مدى مئات القرون، بدأها ابن جبير، ثم أكدها الورثيلاني 1766/1180الذي حج بعد ابن جبير بأكثر من 600 عام، وثم الرحالة باديا 1807/1221 الذي حج بعده بـ41 عاما، وقيل إنها قبة في أعلى الجبل، في وسطها مسجد يصلي الناس فيه.
3 أنصاب وغار
قال الدرعي 1211/1196 -1796/1781 بأنه رأى غارا أسفل الجبل، وأنصابا فوقه.
4 مصلى في المنتصف
أرخ كل من : بوركهات 1814/1230، إبراهيم رفعت باشا، محمد صادق باشا 1303/1302 -1885/1884 ، وجود مصلى على يمين الصاعد إلى الجبل بالقرب من منتصفه، وتحديدا بعد صعود 40 درجة كما قال بروكهات.
5 دار قديمة
عندما كان ابن جبير أسفل الجبل، قال إنه رأى دارا قديمة البناء، في أعلاها غرف وشبابيك، وعلى يسار الدار وقف على صخرة قليلة الارتفاع.
6 مسجد صغير
في روايات بوركهات، وإبراهيم رفعت باشا 1900/1318 تحدثوا عن مسجدا آخر أسفل الجبل، غير الموجود داخل القبة أعلى الجبل، والذي قال عنه ابن جبير أيضا، وأكد أنه يقع بجوار الدار القديمة التي رآها.
7 بئر
ذكر الكردي في التاريخ القويم نقلا عن تاريخ الغازي المكي: أنه في عام 1346 عثرت إدارة عين زبيدة على آثار بئر قديمة في جبل عرفات منقورة بين الصخور.
8 مصابيح استرشادية
قال إبراهيم رفعت باشا »أعلى الجبل عمود مربع معلق به مصابيح ليلة عرفة لإرشاد الحجاج والسالكين«. ومن الواضح أن هذه المصابيح ظلت قرونا طويلة يجدد استخدامها، وربما جرت العادة إلى استعمالها بين الحجاج، لأن ناصر خسرو المتوفى في 444، قال في رواية منقولة عنه »رأيت فوق الجبل أربع حجر كبيرة تشعل فيها المصابيح ليل نهار ويمكن مشاهدة ضوئها من بعد«.
9 محراب
أعلى الجبل هناك محراب يصلي إليه الناس، كما جاء في روايات ابن بطوطة 1325/725، وإبراهيم رفعت باشا.
تاريخ حجهم
واستبعد المؤرخ الدكتور عدنان اليافي أن يكون للتأثيرات الجيولوجية دور في هذه التغيرات، لأنها لا تتكون إلا في ملايين السنين، لافتا إلى أن الفترة من تاريخ حجة ابن جبير وحتى اليوم لا تتجاوز 1000 عام، وهذه مدة قصيرة في علم الجيولوجيا والجغرافيا.
وقال «التأثيرات التي تطرأ على الجبال خلال مئات السنين، عادة ما تكون نتيجة الأمطار الغزيرة، أو السيول الجارفة، أو تكون بصنع البشر، بإزالتهم لبعض الآثار باعتبارها بدعا، وربما يكون هناك من حاول إصلاح سلالم الجبل، ولم يكمل مشروعه ما أسهم في اختفائها، وهذا يعكس أهمية دور الرحالة الذين فتحوا لنا نافذة على التاريخ».
المصدر : صحيفة مكة 1438/12/9هـ | اشرف الحسيني
0 تعليقات