العلامة الفقيه السيد محسن بن عمر العطاس الشافعي المكي ١٣٣٥- ١٤١٣هـ)
العلامة الفقيه السيد محسن بن عمر العطاس الشافعي المكي.
(١٣٣٥- ١٤١٣هـ)
القاضي الذي أصبح مديرًا لمكتبة الثقافة بمكة المكرمة.
تمهيد : يرجع نسب آل العطاس إلى السقاف، فيُقال: "أن كل عطاس سقاف، ولكن ليس كل سقاف عطاس". وأول من تسمى باسم (العطاس)، هو السيد عبد الرحمن العطاس بن عقيل بن سالم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن (السقاف) بن محمد (مولى الدويلة) بن علي بن علوي بن محمد (الفقيه المقدَّم) بن علي بن محمد (صاحب مرباط) بن علي (خالع قِسم) بن علوي بن محمد (صاحب الصومعة) بن علوي (صاحب سمل) بن عبيد الله بن أحمد (المهاجر) بن عيسى بن محمد بن علي (العريضي) بن جعفر (الصادق) بن محمد(الباقر) بن علي (زين العابدين) بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
وأسرة العطاس هي أكبر أسره من آل بني علوي الحسينين. ويرجع نسب كثير من السادة بني علوي إلى السقاف ومنهم: (العيدروس، المحضار، الحامد، بن جندان، بن حفيظ) وغيرهم من الأسر.
وقد برز في هذه الأسرة العظيمة كثير من رجال العلم والفكر والوجاهة، ملؤا الأرض علمًا و جاهًا، وتربعوا المكانات الرفيعة، واشتركوا في كثير من الأعمال الجليلة، منتشرون في الأقطار، في أنحاء الجزيرة العربية والهند و الشرق الأقصى كإندونيسيا و ماليزيا وغيرها.
كما أن جميع أفراد أسرة العطاس يعودون إلى أحد أبناء السيد عبد الرحمن العطاس، فإما ينتسبون إلى:
السيد: عمر بن عبد الرحمن.
أو السيد: عقيل بن عبد الرحمن.
أو السيد: عبد الله بن عبد الرحمن.
أو السيد: صالح بن عبد الرحمن.
وسبب التسمية بلقب (العطاس) ، وتحوله مع السنين إلى اسم العائلة، فتعددت الروايات حولها، وإن كانت جميعها في نفس الإطار، إلا أن أرجحها كما يقول بعض النسابة : هو أن السيد عبد الرحمن بن عقيل عطس عند ولادته أكثر من مرة فلازمه اللقب ، ويُقال أن أول من تسمى باسم (الحبيب) في عائلة آل باعلوي هو: الحبيب عمر بن عبد الرحمن العطاس، وقبل ذلك كانوا يسمون بالشيخ أو الإمام أو الشريف.
سيرته الذاتية :
اسمه : أبو علي، السيد محسن بن عمر بن أحمد بن صالح بن محمد بن على بن محمد بن على بن محسن بن حسين بن عمر بن عبد الرحمن بن عقيل بن سالم العطاس.
ولادته : وُلد في وادي دوعن بمدينة الخريبة عام ١٣٣٥ هـ.
نشأته وشيوخه : نظرًا لإنشغال والده بالسفريات الكثيرة أعتنى به جده السيد أحمد بن صالح العطاس، ولاحظ عليه علامات الذكاء والنباهة، فأرسله إلى مدينة الشحر ليدرس في مدرسة مكارم الأخلاق عند مؤسسها الحبيب عبد الله بن عبدالرحمن بن الشيخ أبو بكر بن سالم، ثم سافر إلى تريم ليتشبع ويستفيد من علمائها. ومن أجلهم:
- إمام وقته وفقيه عصره الحبيب عبد الله الشاطري.
ثم عاد إلى حريضه ليأخذ أيضًا من علمائها:
- الحبيب محمد بن سالم بن طالب العطاس حفيد الإمام القطب أبو بكر بن عبد الله العطاس.
- الحبيب عبد الله بن محمد بن عقيل العطاس.
- الحبيب محمد بن علوي العطاس المُلقب بالزبيدي.
وغيرهم رحمهم الله تعالى.
الدعوة إلى الله تعالى : ولما تمكن من العلوم الشرعية، سافر للدعوة إلى الله تعالى ونشر هذا العلم بأمر مشايخه إلى إفريقيا:
(الصومال، كينيا، تنزانيا، الحبشة) وقضى فيها سنوات، ثم عاد إلى حريضه وتولى عدة مناصب في القضاه.
سفره إلى مكة المكرمة : ولما كانت له رغبة في الإزدياد من العلم الشريف سافر إلى الحجاز (مكة المكرمة) عام ١٣٦٩هـ ، مؤثرًا الجوار إلى بيت الله الحرام ولقاء علمائه.
مشايخه في الحجاز:
- السيد علوي بن عباس المالكي.
- الشيخ حسن بن محمد المشاط.
- السيد محمد أمين كتبي الحسني.
- السيد القدوة عبد القادر بن أحمد السقاف.
- السيد أبو بكر عطاس الحبشي.
- السيد أحمد مشهور بن طه الحداد.
وغيرهم.
وظائفه :
١- مدرسًا وداعيًا بأديس أبابا ثلاث سنوات.
٢- قاضي في محكمة حريضة، و جوره، والمقاطعات والقرى التابعه لها.
٣- مديرًا لمكتبة الثقافة مذ كانت بباب السلام، وبعد انتقالها إلى سوق الليل، فالقشاشية، لمدة أربعين عامًا.
(كان رحمه الله تعالى يُدير المكتبة بكفاءة العالم، والإداري الناجح، وهو موضع المشورة الصادقة، والإجلال الكبير من مؤسسي المكتبة الشيخ صالح جمال، وأخوه الشيخ أحمد جمال رحمهما الله تعالى).(٢)
٤- يدخل المسجد الحرام من باب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويأخذ مكان له بقربه، يُجالسه العلماء وطلاب العلم الشريف، وينهلون من معينه الصافي عذب العلوم، وكذا في مكتبة الثقافة، وفي داره العامرة كعادة علماء المسجد الحرام.
طلابه : كثر من الحجاز واليمن، وخصوصًا السادة العلويين، وغيرهم من شتى المعمورة.
ومن جل تلاميذه معالي الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الوهاب بن إبراهيم أبو سليمان(عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية وأستاذ الفقه المقارن وأصوله بجامعة أم القرى سابقًا). يقول فضيلته:" كنت اجلس إليه مجلس الطالب من شيخه، اطرح عليه بعض المشكلات العلمية والمسائل الفقهية، فأجد لديه الجواب الشافي، والتوجيه السديد، ويفتح أمامي جوانب علمية لم تكن بالبال، ولا أنسى له تعليقاته على (الفكر الأصولي) -رحمه الله رحمة واسعة- الذي كان باكورة عملي العلمي في مجال التخصص، نلت به مع أعمال أخرى درجة الأستاذية عام ١٤٠٣هـ بجامعة أم القرى". (١)
صفاته :
- شديد العبادة، لم يترك قيام الليل طوال حياته بين (صلاة وذكر وقراءةٍ للقرآن الكريم) إلى الإشراق ثم يرتاح قليلاً.
- يبدأ يومه بالطواف حول الكعبة المشرفة.
- نومه في الليل قليلاً جدًا.
- شديد التواضع على منهج جده الحبيب عمر بن عبد الرحمن العطاس.
- رطبًا لسانه بذكر الله.
- لم يعب أحدًا يومًا من الأيام، بل إذا أراد أن يذكر أحدًا أساء إليه يدعوا له بالهدايه والصلاح.
- صاحب حكمة وحنكة، ورأي صائب وبعد النظر.
( إذا تحدث في الفقه فهو ذو دراية تامة بالمذهب الشافعي فقهه، ومدوناته، يعرف دقائق فقه الإمام أبي حامد الغزالي في إحيائه، سلوكه سلوك سلفه من السادة العلويين رضي الله عنهم).(١)
وفاته : بعد معاناة مع المرض (١٤٠٩ هـ) انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح الأول من شهر محرم الحرام لعام ١٤١٣ هـ، بمكة المكرمة، تاركًا ذرية مباركة أربعة أبناء :
١- علي رحمه الله تعالى (ت: ١/ ٣/ ١٤٣٨هـ) كان يعمل معلم رياضيات في تعليم جدة.
٢- أحمد كان يعمل بجامعة أم القرى بمكة المكرمة.
٣- عُبيد الله كان مدرس رياضيات في تعليم مكة المكرمة.
٤ - أبو بكر كان مدرس مكتبات في تعليم مكة المكرمة.
وثلاث بنات :
١- الشريفة نورة، متزوجة السيد محمد بن حامد الجفري.
٢- الشريفة فاطمة، متزوجة السيد عبد الله بن محمد الأهدل.
٣ - الشريفة سلمى، متزوجة السيد حسين بن محمد الحامد.
رحمه الله رحمة الأبرار وبارك في نسله وطلابه ومريديه ومحبيه الأخيار وجمعنا به في دار القرار في جنات تجري من تحتها الأنهار مع النبي المختار وآله الأطهار وصحبه الأخيار صلى الله عليه و آله وصحبه وسلم بعد طول أعمار وحسن أعمال في خير ولطف وعافية.
للمزيد عن ترجمته :
١- معالي الشيخ الأستاذ الدكتور: عبدالوهاب بن إبراهيم أبو سليمان، العلماء والأدباء الوراقون في الحجاز في القرن الرابع عشر الهجري، نشره نادي الطائف الأدبي عام
١٤٢٣هـ.
٢- معالي الشيخ الأستاذ الدكتور: عبدالوهاب بن إبراهيم أبو سليمان، باب السلام في المسجد الحرام ودور مكتباته في النهضة العلمية والأدبية الحديثة، مكتبة النهضة الحديثة، مكة المكرمة، عام ١٤٢٧هـ.
٣- ترجمة من إعداد ابنه الأستاذ: أبو بكر بن محسن العطاس.
٤- المجلة العربية العدد ٤٧٤ ( مكتبة الثقافة في مكة المكرمة. منارة تنوير بشهادة الأدباء والمفكرين).
٥- جريدةم عكاظ الأربعاء ٥-٥-١٤٣٣هـ (أبناء صالح جمال يستعيدون مواقف تاريخية في حياة والدهم: جلسة عابرة حولت دكان الحرم إلى أول مكتبة ثقافية).
ترجمة خاصة بموفع قبلة الدنيا | من اعداد : أ.محمد علي يماني ( ابو عمار ) | تم النشر في 1439/1/7هـ
0 تعليقات