ابنة مكة المكرمة [ نوال جميل الليل ] .. أول سعودية تحمل بكالوريوس طب
ولدت ونشأت في حارة الشبيكة بمكة المكرمة، وكان والدها يعمل مطوفا للحجاج الآسيويين. وهي لئن أكملت دراستها الابتدائية والمتوسطة في مكة، فإن دراستها الثانوية كانت في القاهرة التي انتقلت إليها مع عائلتها.
وقبل أن تتخرج من الثانوية العامة كانت فكرة دراسة الطب ودخول التاريخ كأول طبيبة سعودية قد اختمرت في رأسها، بدليل أنها في سن الـ17 بدأت في جمع المعلومات عن كليات طبية مخصصة للنساء إلى أن استقر رأيها على الدراسة في باكستان.
بعد ست سنوات من الدراسة والاجتهاد والتغلب على عوائق شتى تخرجت جمل الليل، حاملة درجة البكالوريوس في الطب, وبينما هي تستعد للعودة إلى مصر للانضمام إلى عائلتها فإذا بمكالمة هاتفية تأتيها من الملحق الثقافي في السفارة السعودية بكراتشي الأستاذ إبراهيم القدهي المحمد يطلب فيها أن تقابله لأمر مهم.
لم يكن هذا الأمر المهم سوى إبلاغها بأن الملك فيصل قد اختارها لتكون مشرفة على الطالبات السعوديات اللواتي سوف يتم ابتعاثهن على نفقة الدولة لدراسة الطب في باكستان. وفي هذا السياق تقول الدكتورة نوال إنها رفضت العرض في بادئ الأمر لأنها كانت تريد السفر إلى بريطانيا لإكمال تعليمها العالي، ” لكن مع إصرارهم بأن أكون المشرفة على الطالبات وافقت حينها، لرغبة الملك فيصل في ابتعاث الفتيات، حيث كان معظم الفتيات إما تعلمن خارج المملكة أو تخرجن من مدارس خاصة ” .
طلب منها وزير المعارف السعودي آنذاك الشيخ ” حسن بن عبدالله آل الشيخ ” أن تعد خطة لمعالجة جميع الأمور التي قد تواجه المبتعثات وذلك من وحي خبرتها وما واجهته شخصيا من مصاعب. فقدمت توصيات بأن تخضع المبتعاث لسنة تحضيرية يتعلمن خلالها بعض العلوم التطبيقية واللغتين الإنجليزية والباكستانية، وأن يتم توظيف مترجمين يرافقونهن، وطباخين يعدون لهن الوجبات العربية، علاوة على تهيئة السكن والمواصلات. كما تضمنت توصياتها فتح مكتب مؤثث في مدينة لاهور للرد على جميع استفسارات المبتعثات ومساعدتهن في الحالات الطارئة.
خبرنا الدكتورة نوال أنها بدأت بعدة مبتعثات، لكن بعد مرور ثلاث سنوات، وهي على وشك ترك العمل للعودة إلى مكة المكرمة، كانت تحت إدارتها 60 طالبة.
بعد عودتها إلى مكة قدمت أوراقها إلى وزارة الصحة وتم تعيينها في مستشفى النساء والولادة، حيث تمت مضايقتها من قبل الأطباء الذكور، رغم اجتهادها والتزامها بالتعاليم ومواظبتها على مواعيد عملها، بل قالت ما مفاده إنه عند تقديم أي تظلم أو شكوى لإدارة المستشفى كانوا يخيرونها ما بين قبول الحال أو الاستقالة بحجة أنها طبيبة ليست لديها شهادة تخصص تمنحها الحرية في أداء العمل.
كانت نتيجة ما سبق أن الدكتورة نوال لم تتحمل التمييز والمضايقات بحقها فقدمت استقالتها ولجأت إلى وزارة التعليم العالي باحثة عن وظيفة لديها، فوضعت على رأس قسم الإدارة الطبية في جامعة أم القرى، لكنها لم تشعر بالراحة في هذه الوظيفة كما قالت لأن ” عملي جراحة وليس صرف أدوية فقط، إضافة إلى أن إدارة الجامعة لم تكن متعاونة في تزويدنا بالأجهزة الطبية اللازمة ” .
وهكذا عملت الدكتورة نوال في تلك الوظيفة الجامعية مضطرة لمدة ثماني سنوات إلى أن وجدت فرصة للعودة إلى وزارة الصحة طبيبة بمستشفى الولادة والأطفال بمكة ، ثم تقاعدت في عام 2000.
0 تعليقات