نحـن وجـسور المـشـاة ..

تحت عنوان «4 ملايين لصيانة جسور المشاة في مكة» نشرت صحيفة مكة خبرا يوم الاثنين 9 ربيع الأول 1439 تناول العقد  الذي أبرمته «أمانة العاصمة المقدسة مع إحدى المؤسسات الخاصة لتشغيل وصيانة ونظافة عدد من جسور المشاة في مواقع متفرقة بمكة المكرمة». وما يهمنا في الخبر ليس قيمة العقد ولا توقيت توقيعه، بل مدى التزام الشركة المتعاقد معها لتنفيذ بنوده والعمل على صيانة جسور المشاة صيانة تجذب المشاة لاستخدامها لا تنفرهم عنها، خاصة أننا أصبحنا نرى عدم جدوى الكثير من جسور المشاة في مكة المكرمة رغم تكلفتها المرتفعة.

ولعل من أبرز أسباب عدم الاستفادة من هذه الجسور غياب الصيانة والنظافة، وخير مثال ما نراه في جسر المشاة أمام مستشفى النور التخصصي، فالجسر الذي كلف ملايين الريالات وأدخلت به خدمات السلالم الكهربائية، لم نر يوما هذه السلالم تعمل، فالمشاة الراغبون في استخدامه يستخدمون السلالم العادية، ويكون بينهم مريض فيضطر ذووه لتجنب استخدامه لهذا السلم، حتى لا تتضاعف مشاكله الصحية، خاصة إن كان من مرضى القلب، أما النظافة فهي غائبة فعلا لا قولا، وأكوام الأتربة أمام الأعين خير شاهد.

وليس جسر المشاة أمام مستشفى النور هو الوحيد الذي يعاني من الإهمال، فثمة مثال آخر يتجسد في جسر المشاة أمام مسجد الإمام أحمد بن حنبل ببطحاء قريش الذي لم تكتمل عملية إنشائه منذ سنوات، مما جعل المشاة يفقدون الأمل في جدواه ويبتعدون عن استخدامه.
وليس هذان الجسران هما الوحيدين، فجسور المشاة مهملة من المشاة منذ سنوات، وأمامنا جسر المشاة بميدان الدوارق، فعدم اكتمال البعض منها، وغياب الصيانة اللازمة للمكتملة، مع انعدام النظافة أبعدت الكثيرين عن استخدامها.


وإن كنت آمل قبل التعاقد لإجراء صيانة لهذه الجسور، طرح استبيان يتناول أسباب ابتعاد المشاة عن استخدام هذه الجسور، وما إذا كانت مواقعها هي السبب في الابتعاد، أم إن هناك أسبابا أخرى.
وبين صيانة هذه الجسور وغيرها يطرح سؤال آخر عن مدى الحاجة لإقامة جسور للمشاة في مناطق لا يستفاد منها !


أحمد صالح حلبي _ صحيفة مكة
الخميس 19 ربيع الأول 1439هــ