سلسلة ( هاجر ) | دور المرأة المكية في الحركة الفكرية ( 1 )
النشرة الرابعة من سلسلة ( هاجر ) تحت عنوان :
دور المرأة المكية في الحركة الفكرية في القرن التاسع الهجري .
نسلط الضوء تحت هذا العنوان على دور السيدات المكيات العالمات اللاتي كان لهن دورًا تاريخيًا في الحركة العلمية في مكة المكرمة في القرن التاسع الهجري واللاتي ساهمن بنشر العلوم المختلفة كأسر مكية أورثت العلم .
مقدمة :
ازدهرت مكة المكرمة فكريًا , وأصبحت مقصد العلماء في كل فن , حتى عدّت من أكبر المراكز التي يفد إليها مئات الآلاف من المسلمين
في كل عام لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام " الحج " , ومعهم المئات من العلماء وطلاب العلم الذي يجاورون بعد انتهاء الموسم.
وبهم تعقد الحلقات العلمية , وتلقى المحاضرات الدينية , وأصبحت بذلك مكة المكرمة من أهم مراكز الإشعاع الثقافي والديني , وبرز
التنافس العلمي الشريف بين العلماء , وأدى إلى إزدهار ونمو الحركة العلمية بمكة المكرمة .
ولم يقتصر العلم والتصنيف على الرجال بل لقد اشتهر بمكة المكرمة الكثيرات من العالمات اللاتي تحدثت عنهن كتب الطبقات فالمرأة المكية المسلمة بحكم تكاليفها كالرجل , فهي صاحبة رسالة في الحياة , ولذا وجب أن تكون اجتماعية فعالة مؤثرة ,ما أسعفتها ظروف حياتها وأسرتها وإمكاناتها بذلك .
لم تلتزم المرأة في مكة المكرمة أثناء تعليمها بما يفرضه عليها دينها فقط , وليس المراد بالتعليم تعليم المرأة العلوم الشرعية فقط حيث لا مانع أن تتعلم الطب لتعالج الإناث , وتتعلم المفيد من العلوم لتعلم النساء , إلى غير ذلك من العلوم المفيدة .
لقد تعودت المرأة المرأة المكية أن تسلك سبل العلم المختلفة , وأن تطرق أبوابه , وتحملت الصعاب في سبيل ذلك غير مكترثة بما يصادفها من مصاعب , بذلك يتضح أن كثيرًا من العلماء منحوا الإجازة لبعض النساء , وكذلك كثيرًا من العلماء أخذوا العلم من أفواه النساء.
وقد ذكرت لنا كتب التراجم أسماء كثيرة من عالمات العصر ونشاطهن العلمي , ويلحظ أن معظمهن كان لهن اهتمام بالعلم الحديث كما أن معظم النساء في الحجاز نشأن في منازل الأسر العلمية , حيث تنافسوا في أن تكون دورهم مجالس علمية قامت بدور مميزفي تطور الحرمة العلمية في مكة المكرمة , واستطاعت أن تقوم بدورها في التعليم والمناقشة والجدل والمناظرة , وتتداول في هذه الدورالعلوم كافة من حديث وفقه وتفسير ونحو وأدب وغير ذلك .
وقد أجازت بعض العالمات في الحرمين الشريفين الكثير من الرجال والنساء , وحرصت المرأة في الحرمين الشريفين على تحصيل
الإجازات من العلماء والشيوخ .
وممن كان لهن دور في الحركة العلمية والإجازات :
- زينب بنت الرضي محمد بن المحب محمد ( ت 862 هـ / 1457 م )
اقتصر نشاطها على الإجازة , فقد أجازت للسخاوي والنجم بن فهد وغيرهما .
- أم كلثوم ابنة محمد بن أبي الفتح محمد بن أحمد الفاسي ( ت 872 هـ / 1467 م ) روى عنها النجم بن فهد الحديث .
- أم الحسن بنت محمد عمة التقي ( ت 827 هـ / 1423 م ) , فقد أجيزت وحدثت وسمع منها النجم بن فهد .
- حليمة بنت أحمد بن محمد الأصفوني ( ت 837 هـ / 1433 م ) والدة التقي بن فهد الذي سمع منها هو وبنوه .
- ست قريس فاطمة بنت التقي ( ت 879 هــ / 1474 م ) أجاز لها علماء من الحرمين , وبيت المقدس والخليل ومصرودمشق وحلب وحماة وحمص وبعلبك وطرابلس وغزة والرملة والإسكندرية وسمعت بنفسها , وأجازت لأخيها النجم .
- أم هانئ زينب ابنة التقي ( 885 هـ / 1480 م ) عالمة ورحالة , أجازت لأخيها النجم بن فهد والسخاوي .
- ست الأهل ابنة تقي الدين بن فهد ( ت 891 هـ / 1486 م ) حضر بها النجم بن فهد على عدد من العلماء , وسمعت الكثيرعليهم ورحلت إلى عدد من البلدان الإسلامية , أجاز لها ابن حجر والبرهان الحلبي وغيرهما .
- زينب بنت أحمد بن محمد بن موسى الشوبكي المكي ( 799 - 886 هــ / 1397 - 1481 م ) التي أخذت الكثيرمن العلوم الإسلامية على يد علماء مكة المكرمة والقادمين إليها . فقد حضرت في الخامسة من عمرها على البرهان بن صديق وسمعت منه " سنن ابن ماجه " وكتاب أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وجزءًا من حديث أبي يعلى الخليل , ومجلسًا من الملل وجزءًا من حديث الإفك وحدثت بها مع جميع سنن ابن ماجه , سمع منها عمر بن فهد وغيره كما حدثت ببعض الكتب وأجاز لها في سنة ( 805 هـ / 1402 م) كثير من العلماء , وكانت كثيرة العبادة مباركة صالحة .
المرجع :
بحث للدكتور عائض بن محمد الزهراني
نسقه وأعده للنشرعلى الموقع .. عضو إدارة محتوى قبلة الدنيا :
ضحى الحرازي
0 تعليقات