الذكرى السنوية لمشروع ناجح | د.عبدالمجيد داغستاني


أسّس مشكوراً ومأجوراً الأخ الأستاذ حسن عبد العزيز مكاوي في ١٥ / ٦ / ١٤٢٣ هجرية موقعاً معلوماتياً إليكترونياً عن مكة المكرمة أطلق عليه موقع قبلة الدنيا ، محدداً الرؤية والرسالة والأهداف التي يسعى لتحقيقها أو للوصول إليها . ولمرور ستة عشر عاماً على التأسيس ، وللنجاح الباهر الذي حققه الموقع في شتى المجالات ، والكم الهائل من المعلومات الرصينة ، الموثقة ، النادرة عن مكة المكرمة التي تم الحصول عليها والتي كان جزء  لا يستهان به منها صعب المنال أو ضرب من الخيال ، آثرت عدم الكتابة عن هذه القفزات والإنجازات ، من منطلق أنها تتحدث عن نفسها أولاً ، ولا تحتاج لمن يتحدث عنها ثانياً . لهذا وذاك سأتطرق للمكان الذي ارتبط به موقع قبلة الدنيا ، واستمد إسمه منه ، أي مكة المكرمة .

عندما فرضت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، كان وهو في مكة المكرمة يصلي وصحبه الكرام تجاه بيت المقدس ، واستمر الأمر كذلك في المدينة المنورة أيضاً ، حتى أنزل الله عز وجل أمراً جليلاً بالتحول إلى مكة المكرمة والكعبة الشريفة تحديداً . ولا شك أن المكان المكرّم  يلحق كرمه أهله ، فعندما استعمل النبي صلى الله عليه وسلم عتّاب بن أسيد رضي الله عنه على مكة المكرمة ، قال له " أتدري على من استعملتك ؟ استعملتك على أهل الله ، فاستوص بهم خيراً ، قالها ثلاثاً " . لذلك أصبح لسكنى مكة المكرمة والإقامة فيها فضل وأي فضل ، فقد أحبها النبي صلى الله عليه وسلم . وفي الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم " اللهم حبِّب إلينا المدينة كحبنا مكة وأشد " . ولا يقتصر هذا الفضل على سكنى مكة المكرمة ، بل يتعداه إلى فضل الموت بها ، والدفن فيها ، فعن ابن جُريح عن الزُهري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قُبر بمكة جاء آمناً يوم القيامة ، ومن قُبر بالمدينة كنت عليه شهيداً ، ولو شافعاً " . اللهم اجعل لنا بها قراراً وارزقنا فيها رزقاً حلالاً ، اللهم آمين .

تم النشر في 1439/6/22هـ