ملامح من الفلكلور الحجازي


http://makkahnewspaper.com/uploads/images/2018/05/19/920169.JPG

حدد الباحث الدكتور سمير برقة قواسم مشتركة تلتقي فيها الفنون التراثية بمنطقة الحجاز، وذلك في محاضرة ألقاها بجمعية المحافظة على التراث في جدة التاريخية. وأوضح برقة أن الفنون التراثية السعودية لا تعد ولا تحصى، لافتا إلى أنها تتلاقح وتتعارف وتتطور وتشترك في أدواتها مع بقية الفنون الأخرى.


المجس

فقبولها حتمًا بغير ترددِ

إلا الصلاة على النبي محمدِ

هو موال حجازي ولون تراثي عريق، يعتمد على المقامات بالدرجة الأولى ويتكون من بيتين أو أربعة أو سبعة أبيات متلاحقة.

ويتفرد المجس بصعوبة أدائه، فالذي يؤدي هذا الفن يسمى جسيسا، وأبرز ما يملكه من صفات: جهورية الصوت، جمال النغم، طول النفس والبال، والأهم من ذلك القدرة على إتقان المقامات والسلم الموسيقي.

فهو عادة يبدأ بمقام معين يتغنى فيه ثم يصعد إلى مقام آخر ليعود مرة أخرى إلى نفس المقام، ومن تلك المقامات: مقام الحجاز، مقام الصبا والنهاوند والبيات والعجم، ومقام البنجكة والحراب.

المجرور


ونّيت ونة وانا بادي كرا وارتج نعمان

وارتج من ونتي كبكب وقصر العابدية

يعد من أجمل الفنون شعرا وغناء وأداء، ويعتمد على غناء نص شعري على إيقاع الطار وقرع الطبول، ينقسم فريق المجرور والذي يتراوح عددهم بين الخمسة عشر والعشرين إلى صفين متقابلين، يبدأ أحد الصفين في الغناء باللحن المطروح بينما يصمت الصف

الآخر، يبدأ صاحب الدف والطبل بالإيقاع على وتيرة واحدة وبحركة رتيبة تحقق الانسجامية، ومن ثم يغني أحد الصفين البيت الأول وعند انتهائه يستأنف الصف الثاني الغناء لنفس البيت وتستمر المناورة الطفيفة بين الصفين حتى اكتمال النص الشعري.

الإنشاد

صلوا على خير الأنامِ وسلِّموا

وللنبي صِلْ يا سلام

لون وفن تراثي يعتمد على المديح الإلهي والنبوي وللأماكن المقدسة. كل ما يعتمد عليه الإنشاد الصوت العذب والخفيف على السمع، ويتغنى المنشد بانسيابية متداخلة وبأنغام ناعمة ومدهشة، ويستخدم فيه فنون القدود والموشحات بمقاماتها المختلفة وهو فن متجذر ومستمر غير قابل للاندثار.

المزمار

لون شعبي تراثي مشهور في الحجاز ومقترن بالأفراح والمناسبات كرقصة فلكلورية، وتعتمد في أدائها على تحريك الأرجل بخفة متقنة ولف العصا باليد بحركات دائرية في جميع الاتجاهات حسب إيقاع الطبول في وسط ساحة اللعب.

في البداية يتقدم شخصان للرقص ثم يتبعهما آخران بطريقة منظمة، وعادة ما يلعب المزمار في الليل.

الرديح

زرعت لي في المودة طيب

ابغى منه حصد مثل ذراه

محسب زروع المودة تخيب

بعكس ماكان املناه

يعرف بفن الكسرة ويعتمد على مقدرة فنية وموهبة نافذة ودقة في التعبير.

تتكون لعبة الرديح من خمسة ألحان وهي: لحن ليحان، ولحن سلام، ولحن زمانين، ولحن مالك الروح، والخامس لحن العناب وأبو لويح وقد توقف استخدام هذا الأخير منذ زمن طويل.

تقوم فكرة الرديح على تكوين صفين متقابلين في كل صف شاعر واحد أو أكثر من شاعر، ممن يجيدون شعر الكسرة ويتابعون المعنى بإتقان.

ويكون الانتقال في ألحان الرديح من لحن إلى آخر بكسر اللحن وتغييره من أحد الصفوف المتقابلة.

الصهبة

ليت شعري هل أروي ذا الظما

من لمى ذاك الثغير الألعس

الصهبة أو فن التواشيح الحجازي مأخوذة من الصهب وأصلها أندلسي نقلت إلى الحجاز وأتقنها أهل جدة ومكة والمدينة والطائف. ظهر هذا الفن دون أن تصاحبه أي آلة موسيقية فقد كان يعتمد على الغناء الإيقاعي والإنشاد الجماعي. ويؤديه عادة مجموعة تفهم هذا الفن، وينشدون فيها الموشحات الأندلسية والمقامات الحجازية مع استخدام الكف والنقرزان.

ويعتمد هذا الفن على جماعة أدائية تتكون من: الحادي مؤدّي الموال، والشاووش مؤدي الودعة، والسنيدة أو الرديدة وهم المنشدون الجماعيون الذين تقام بهم الشيلة « الأداء المتواصل» ثم الشبشبرة « ختام الأداء » .

التعشير

فن شعبي تراثي يقام في مناسبات الأفراح، ويحتاج إلى لياقة ومهارة عالية ورشاقة وتدريب لتجنب الإصابات، يرتدي فيها العارض ملابس تراثية شعبية.

وهي لعبة حربية قديمة تؤدى من شخص أو شخصين أو أكثر في وقت واحد، يحمل العارض بين يديه بارودا مصنوعا من الملح وشجر العشر والآراك تحرق وتستخدم في حشو السلاح، وعند الانفجار تدوي الطلقات فتتحول إلى لهب ويتصاعد الدخان فيضيء وميض

تحت قدمي العارض حينما يعانق السماء بطريقة استعراضية مذهلة، وعلى العارض ألا ينحني كأن يبقى مثبتا في الهواء.

تتناسق المهمات والأدوار في هذا الفن بشرط الدقة والاحترافية، وقد كانت تؤدى هذه الرقصة بعد الحرب تعبيرا عن الفرح بالانتصار.

الينبعاوي

لا تحسب البعد يفرقنا إذا طول

دا البعد زود معانا الشوق أكثر من الاول

فن طربي تراثي شعبي اشتهر في ينبع بأداء ألوانه على آلة السمسمية وآلات التخت العربي بأنغام السواحل، وهو فن نتج عن امتزاج الإيقاعات الخليجية بالأغاني المصرية والشامية، عن طريق رحلات البحر الأحمر.

ويعتمد الينبعاوي على الرتم السريع في ألحانه بالإضافة إلى الأدوار والموشحات العربية والأعمال الموسيقية الغنائية مع أهازيج ورقصات خاصة بالمناطق السياحية، ويبدأ المغني بموال يبحر في مقامات الرصد والسيكا وبعدها تعزف الموسيقى، وأكثر ما يميز هذا الفن

أنه يسير على نهج واحد ويسمى « الدقة الينبعاوية ».

الأدوات المستخدمة في هذه الفنون:

التصفيق

من أجل إصدار صوت متناسق باستخدام الضرب على الكفين، ليكون الإنسان مشاركا في المؤثرات الصوتية.

الرقص والحركة

الاستمرار في التمايل بحركة متزنة وعلى حسب إيقاع الطبل أو الموسيقى.

العصي

خشب يأخذ من الأشجار القوية لتشكيل عصا طولها نحو متر ونصف، ولها أسماء أخرى كثيرة منها: الشون والعود والمطرق والعرق.

النقرزان

عبارة عن زير صغير مجوف، ومغطى من الجهتين بالجلد الطبيعي المشدود يقرع عليه بخشبتين صغيرتين.

العلبة والمرجف

المرجف مثل العلبة في الشكل إلا أن صوت العلبة طنين، وهذا رخيم.

النار

تشعل النار في المنتصف مساء لتسخين الدفوف أو اللعب بالقرب منها.

البارود


لإطلاق النار كناية عن الفرح.

القفز

الاصطدام في الهواء مرات عدة وبخفة.

السيوف

تستخدم في الرقص والتمايل.

الدفوف

عبارة عن خشبة مدورة ومجوفة وعلى أحد الجانبين جلد مشدود.

السمسمية


آلة موسيقية وترية تتكون من خمسة أوتار من الأسلاك الصلب.

المرد

برميل صغير يقرع بأصابع اليد والكفين.


نُشر في صحيفة مكة بتاريخ :
السبت 3 رمضان 1439 - 19 مايو 2018