مكة البلد الأمين والحصن الحصين ... الشاعر أحمد موصلي
(مكة البلد الأمين والحصن الحصين )
سطـع النـور والهـدى فـي رباهـا
وتجلى وحي السما في حماهـا
نفـحـات قدسـيـة قــد تـسـامـت
وسرت في القلوب تروي صداهـا
تـلــك أمُّ الـقــرى مـرابــع مـجــدٍ
هـي مهـد الإسـلام موطـن طـه
هــي للـديـن منـهـل طـــاب وردا
هـي للعـلـم منـبـع قــد تنـاهـى
شع منها التوحيد في خيـر نهـج
رفـــــع الله قــدرهـــا وحــمــاهــا
وبــهــا أقــســم الإلــــه بــحـــق
بــــارك الله أرضــهـــا وسـمــاهــا
أم صـبـح فـيـهـا الأمـــان تـبــدى
طبـتُ نفسـاً بهـا وطـاب شذاهـا
أشرقت شمس أحمد فـي بهـاء
وازدهى الكـون حيـن جـل ذراهـا
مــولــد كــــان للهدايــــة أصــــلا
رحــمـــة الله ربــنـــا أسْـــداهـــا
فـهـو للعالمـيـن هـــادي الـبـرايـا
وهــو للـدهـر غـــرة لا تـضـاهـى
حبـه فـي القلـوب حــب عمـيـق
مـن يحـب الرسـول حــب الإلـهـا
إنــه المصـطـفـى عـلـيـه صـــلاة
وســــــلام تــحــيــة يــرضــاهـــا
يــا ربـوعــاً تـعـطّـرت واسـتـنـارت
وديـــــاراً تــقــدســت أرجـــاهـــا
مــكـــة بــكـــة جـلـيـلــة قـــــدر
صانـهـا الله فاسـتـمـدت عـلاهــا
قـد قضيـت الشبـاب غضـاً ربيـعـاً
فــي معـانـيـك حـامــداً نعـمـاهـا
وتـضـلـعـت سلـسـبـيـلاً نـمـيــرا
مــن صـفـا زمــزم وحـلـو غـذاهـا
وقـصــدت الإلـــه حـجــاً وسـعـيـاً
لأنَـــال الــثــوابَ مِــــن مــولاهــا
ذاك والله خــيــرُ مـــــا نـرتـجـيــه
وهــو فـضـل الإلــه عــزاً وجـاهــا
مكة في بطاحها الرحبـة نمضـي
يطـمـئـن الـفــؤاد مـــن ذكـراهــا
وحِــــــراء وَمَـــــــا حِـــــــراؤك إلاّ
مهبـط الـوحـي قــد أضــاء ربـاهَـا
فـيـه جبـريـل قـــد تـبــارك قـــولاً
هـو طـب القلـوب وهــو شفـاهـا
إنّــــه الــــروح والأمــيــن عَـلـيْــه
هــبَــة الله زانــهــا واصـطـفـاهــا
كــان فـيـهـا مـــع الـكــرام لـقــاء
في ذرى البيت والرضى يغشاها
محـفـل ضــم نخـبـة مــن خـيــار
فـتـيـة آمــنــوا فـنـالــوا هــداهــا
يـــا رعــــى الله هــجــرة لــديَــار
عـز فيهـا الأنصـار حيـن احتـواهـا
طـلــع الـبَــدر مــــن ثـنـايَــا وداع
فـأضـاء الـدنـى وجـلــى رجـاهــا
وتـآخـى فـيـهـا رفـــاق وصـحــب
عـاهــدوا الله أن يـكـونـوا فـداهــا
إنــهــا طـيـبــة الحـبـيـبَـة دومــــاً
طــيّـــبَ اللهُ رَبــعــهــا وثـــراهـــا
يــا إلـهــي ضَـراعـتـي ودعـائــي
أن يـكـون الخـتـام فــي مَـثـواهـا
غافـر الذنـب قابـل الـتـوب عـفـواً
يـا سميـع الدعـاء عظمـت إلاهـا
أحمد موصلي
0 تعليقات