الحسيني يروي تفاصيل جديدة عن أحداث الحرم الشريف بعد ٤٠ عاماً

• خالد الحسيني يروي تفاصيل جديدة عن أحداث الحرم الشريف بعد ٤٠ عاماً وانفراده تلك الفترة بالعديد من الأحاديث
• شاهدت جهيمان ورفاقه
• ٢١ من المعتدين نفذ القصاص فيهم في مكة المكرمة .
• الفريق المسعود أصيب في فخذه من اليوم الأول، وكذلك النقيب فؤاد قطان من مرور مكة
• ٣ سيافين نفذوا القصاص
• النقيب سمرقندي دخل بمدرعة داخل الحرم لقطع التيار الكهربائي
•أهالي مكة سكان المنطقة قدموا الطعام والعلاج لرجال الأمن والمصابين
 • الفريق جابر قال: لو كنت في مكة لكنت أول الداخلين للحرم
• الملازم الرحيلي تم حجزه طوال الفترة، وحبتين تمر في اليوم فقط
• صور تنشر لأول مرة .
• مبرة للشهداء من العسكريين .

العميد مكي يؤدي الواجب رغم وفاة ابنته .
ـــــــــــــــــــــــ

كتبت كثيرًا عن أحداث الحرم الشريف التي حصلت في 1 محرم 1400هـ، الموافق 20 نوفمبر1979م، بصفتي شاهدًا عليها كمكّي، وصحفي، عايشتها منذ الساعات الأولى، وحتى دخول الحرم بعد التطهير في يوم الخميس 17  محرم 1400هـ، بحضور الملك خالد والملك فهد والملك عبدالله والأمير سلطان والأمير بندر رحمهم الله وغيرهم، بعد أن أتم الله فضله ونشرت في جريدة البلاد .

ما دعاني اليوم للكتابة مع الذكرى 41 للحدث، ما طلبه مني كثير من الأصدقاء والزملاء بعد اطلاعهم على ما كتبته طوال السنوات الماضية، وما تضمنه كتابي "حياة في الصحافة والتربية" الذي صدر 1435هـ/2014م، عن الحدث، وأن ما تحدثت به أحاديث مختصرة للحدث رغم معاصرتي للحادث بشكل يومي، ونشر الكثير من الأحاديث والصور في جريدة البلاد بل هي "انفرادات" خاصة وفقني الله لها مع أنني تلك الفترة أمضيت عامين فقط في العمل الصحفي.

لقد فرحت كثيرًا وأنا أنفرد بالحديث في الأيام الأولى مع الشيخ محمد السبيل إمام صلاة الفجر (يوم الحادث)، ومؤذن الفجر الشيخ عبدالحفيظ خوج، والمشائخ عبدالله بن حميد وعبدالله الخليفي رحمهم الله، وسادن الكعبة الشيخ طه الشيبي رحمه الله، ومن قادة التطهير اللواء فالح الظاهري، كما تحدثت مع الأمير فواز بن عبدالعزيز رحمه الله أمير منطقة مكة المكرمة تلك الفترة، وانفردت بأحاديث من داخل الحرم عصر 17 محرم 1400هـ مع الناس ورجال الأمن، ومطوف الملوك والرؤساء الشيخ جميل جلال والتقيت داخل المكبرية بشيخ المؤذنين عبدالملك ملا ومؤذن يوم الحادث عبدالحفيظ خوج رحمهما الله بل حققنا إلى جانب المادة الصحفية الخروج بصور خاصة لعدد كبير من المسؤولين، من أمراء ورجال أمن بشكل يومي طوال أيام الحادث رغم صعوبة إرسال الصور لجدة، وإملاء المادة الصحفية بالهاتف وتوزيع الصحيفة في اليوم الثاني في مقر قيادة الحدث المجاور للحرم، ثم كان اتصالي بعد الحادث بأيام بالأمير نايف هاتفيًا في قصره في الرياض حول الحادث.

كل ذلك حصل بعون الله، ووجود الحرص والبحث عن عمل صحفي خاص رغم أنني تلك الفترة كنت في السنة الثانية من عملي التربوي مديرًا لمدرسة، وما يتطلبه ذلك من التوفيق بين العمل الصباحي، ثم البقاء بجوار الحرم لمتابعة الحدث لساعة متأخرة من الليل.
   

أهالي مكة
إن وجدت ما يستحق الذكر دائمًا، فهو وقفات أهالي مكة المكرمة خلال أيام الأزمة بتقديم الوجبات الغذائية والعلاج والملابس للمشاركين من رجال الأمن والمصابين خاصة خلال الأسبوع الأول، وهو ما لم يُذكر للأسف في ما نُشر من توثيق خاصةً فيما عُرض على التلفزيون خلال رمضان الماضي 1440هـ في مسلسل "العاصوف"، واليوم أضيف مواقف جديدة على لسان أصحابها ومن حضرها أيام الحدث.

صور لأول مرة
أنشر اليوم صورًا جديدة لأحداث الحرم من أرشيفي الخاص، بعضها لم يُنشر تلك الفترة .

اللواء فالح
ما أسعدني قبل أيام، هو زيارتي لأحد قادة تطهير الحرم اللواء فالح الظاهري في داره في مكة المكرمة في 21 ذي الحجة 1440هـ الموافق 22/08/2019م، بعد أربعة عقود من لقائي الصحفي معه بعد تطهير الحرم وهو أحد رجال المهمة الوطنية، وكانت زيارة لم يكتبها الله إلا بعد سنوات طويلة، حتى التقيه وابنه المقدم عبدالعزيز، وسعدت بلقائه بعد كل هذه السنوات.
 

٤٠ عامًا
أتحدث اليوم بعد أربعة عقود انتهت بعد الحدث الكبير الذي أشرفت عليه قيادة المملكة ورجالها وانتهى بفضل الله، ورحم الله شهداء حادث الحرم الذين ضحوا لتطهير بيته، والحمد لله أولًا وأخيرًا.

أحاديث ممن حضروا الحدث
بحثت عن عدد من رجال الأمن الذين حضروا أحداث الحرم ورأيتهم تلك الفترة، وتواصلت معهم قبل أيام نهاية شهر ذي الحجة ١٤٤٠هـ.

اللواء متقاعد زايد ناصر البنيان
كان اللواء زايد تلك الفترة مديرًا لمباحث مكة المكرمة برتبة مقدم، وقال أنه كان متواجدًا بجوار الحرم منذ الساعات الأولى للحادث، وكشف عن إصابة الفريق عبدالعزيز المسعود مدير عام المباحث العامة في فخذه في اليوم الأول، وتم نقله للمستشفى، وعاد للميدان بعد شفائه، وأضاف: حضرت أنا والفريق مسعود القصاص في المعتدين والذي تم أمام باب الحرم في ٢١ متهمًا، ونفذ الحكم الشرعي ثلاثة سيافين أحدهم البيشي.

العقيد متقاعد جزاء الحكمي
التقيت به أيام الحادث، وكان برتبة ملازم أول يعمل في شرطة الحرم، ومعه زميله الملازم إبراهيم الرحيلي" توفي في حادث سير" بعد سنوات رحمه الله، وقال: دخلت يوم صباح يوم الحادث من باب الملك كعادتي، وحصلت بداية الحادث وأنا في الحرم، واستطعت الخروج منه في اليوم الأول عبر نافذة لا تطل على باب الملك، أما زميلي إبراهيم فقد احتجز طوال الفترة داخل الحرم، وأنقذه الله مع التطهير. ويروي العقيد جزاء أن زميله الرحيلي حدّثه أنه طوال أيام الاحتجاز يأكل حبة من التمر صباحًا وثانية في المساء، وأن أربعة من زملائه في شرطة الحرم تم قتلهم، وقال أنه حضر القصاص في المعتدين.

العميد متقاعد محمد بن علي البنيان
كان وقتها برتبة ملازم في مرور مكة، وقال: حضرت منذ اليوم الأول للحادث، وكان مدير المرور الرائد عبدالله بن حمود رحمه الله، ونقل لي أن العميد محمد صالح سمرقندي رحمه الله وكان برتبة نقيب -استمر حتى رتبة عميد بشرطة  العاصمة- دخل على مدرّعة للحرم مكلفًا بمهمة إطفاء التيار الكهربائي، وذكر أسماء عدد من زملائه من رجال الأمن الذين استشهدوا، ومنهم النقيب محمد حسن عبدالغني، والرائد تركي العصيمي رحمهما الله، وإصابة النقيب عبد السميع قاضي، والذي وصل إلى رتبة لواء في شرطة العاصمة، وتوفي قبل سنوات رحمه الله.

وأضاف البنيان: كنت ضابط الحوادث، ونقلنا عددًا من المصابين للمستشفى، والسياف البيشي نفذ القصاص في جهيمان والقحطاني، وأنه تم تعيين الرائد شحات مفتي رحمه الله مديرًا لمرور مكة قبل تنفيذ القصاص في صفر ١٤٠٠ هـ، والتقى بنا في مساء اليوم الذي سبق القصاص لمباشرة المهمة.

قطع التيار الكهربائي
روى لي المهندس محمد، ابن العميد محمد صالح سمرقندي رحمه الله  الذي دخل في سيارة مصفحة للحرم لقطع التيار الكهربائي، أن والده نقل له بعد الحادث أنه لم يتردد في الدخول للحرم، كما أن أحد كبار المسؤولين أثنى على تضحياته وجاهزيته لأي مهمة، وقد عُرف عن العميد السمرقندي انضباطه خلال عمله في المرور والشرطة.

العميد مكي يؤدي الواجب رغم وفاة ابنته
العميد جميل حسن مكي رحمه الله مدير الدفاع المدني في مكة محرم  ١٤٠٠هـ وكان متواجدًا في مكان الحدث بجوار الحرم مع رجاله وآلياتهم، تلقى خبر وفاة ابنته أريج أربعة أشهر لكنه استمر في أداء الواجب متحملاً أحزانه أمام الواجب الوطني
.


العميد جميل مكي رحمه الله

شاهدت جهيمان
ومما لا أنساه مشاهدتي لجهيمان ورفاقه عندما تم إحضارهم إلى مقر القيادة، وكانوا في حال سيئ حيث يغطي السواد والأتربة بشرتهم ووجوههم.

• نقل لي أحد ضباط الأمن أن الفريق جابر رحمه الله، وكان قائدًا لقوات الحج كان في إجازة خارج المملكة وعندما علم بالحادث، قطع إجازته، وعاد في الأسبوع الأول للحادث، وقال: تمنيت لو كنت موجود من اليوم الأول ودخلت أنا ورجالي للحرم فداءً للوطن ومقدساته.

مبرة الشهداء
تواصلت مع الأستاذ منصور عبدالله بن سعيد، أمين عام مبرة شهداء الحرم، والتي بدأت في 1401هـ، برئاسة الأمير متعب بن عبدالعزيز، ويرأسها الآن الأمير الدكتور منصور بن متعب، وقال أن المبرة لها استثمارات في مكة منها فندق الشهداء المجاور للحرم، ويتبعها مقبرة الشهداء في الشرائع، وتوزع إعانات للمحتاجين من أسر الشهداء، ثم لعدد كبير من الجمعيات في أنحاء المملكة، وفي عضويتها عدد من أصحاب العلاقة من عدة وزارات، ومقرها مكة المكرمة، وأضاف: عدد الشهداء العسكريين 137 شهيدًا.

أبرز القادة من رجال الأمن وغيرهم الذين حضروا الحادث حسب مواقعهم ومسؤولياتهم وشاهدتهم تلك الفترة:
• الأمير فواز بن عبدالعزيز رحمه الله، أمير منطقة مكة المكرمة.
• الشيخ ناصر الراشد رحمه الله، رئيس شؤون الحرمين.
• الفريق عبدالعزيز المسعود، مدير عام المباحث العامة.
 • الفريق فايز العوفي رحمه الله، مدير الأمن العام.
  •الفريق محمد بن هلال المطيري رحمه الله.
• الفريق جابر عبدالحفيظ رحمه الله، قائد قوة الحج والمواسم، وكُلّف مسؤولاً عن أمن الحرم.
• الفريق علي المشعوف رحمه الله، مدير شرطة المنطقة.
• الفريق صالح طه خصيفان رحمه الله، المباحث العامة.
• الفريق محمود بخش، المباحث العامة.
• اللواء صديق تونسي، مدير شرطة العاصمة المقدسة.
•اللواء عبدالله بن حمود الحارثي رحمه الله، مدير مرور مكة.
• اللواء عبدالله عابد العوفي رحمه الله، مدير شرطة الحرم.
• العقيد شحات مفتي رحمه الله، كان مدير مرور مكة بعد انتهاء الحادث مباشرة، وحضر تنفيذ القصاص في ٢١ صفر ١٤٠٠هـ
العميد جميل حسن مكي رحمه الله
هناك عدد آخر من القادة وغيرهم من مكة وخارجها من قطاعات مختلفة، ولا تحضرني الأسماء، وربما لديهم قصص ومواقف بارزة، عدا المشاركة الواجبة، وكل من تواصلت معهم من رأيتهم أثناء الحدث تلك الفترة.

الفريق

ـــــــــــــــــ
 صور صفحات أهم ما حققته تلك الفترة على مدى 16 يومًا من 1 – 16 محرم 1400هـ، والمادة الصحفية من داخل الحرم 17 محرم، من أرشيفي الخاص، وصور من تحدثوا لي قبل أيام من رجال الأمن الذين حضروا الحادث.



ـــــــــــــــــ
(الصور الواردة هُنا لا تقع ضمن رخصة الملكية العامة، ولا يحق لأحد نشرها في أي وسيلة أخرى دون الإشارة إلى المصدرالاستاذ خالد الحسيني).