موضع ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم

يقول الطبري : وهو بفم شعب علي رضى الله عنه أهـ ويقع في الوقت الحاضر على يمين المتجه من الغزة إلى أجياد عن طرق الأنفاق ، وقد حدثت فيه عمارات كثيرة، آخرها في زماننا هذا ، حيث عمره الشيخ عباس بن يوسف قطان سنة1377هـ ،ليكون مكتبة عامة ، يقول المغربي : كان الشيخ عباس يتمنى أن يقيم في هذا المكان مكتبة عامة ، واتفق مع أصهاره آل الكردي أن يشتري منهم مكتبة الشيخ ماجد كردي رحمه الله تعالى ، وهي المكتبة المعروفة بالمكتبة الماجدية ، التي تعد من اثمن المكتبات الخاصة ، وينقل محتوياتها إلى هذه الدار صيانة للموضع الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ، من أن يبقى معرضا للإهمال ، وتكريما له بإقامة عمل نافع للناس فيه ، وكانت العقبات التي واجهها الشيخ عباس قطان لتحقيق هذه الأمنية كثيرة ، ولكنه استمر في محاولاته تلك دون كلل أو ملل ، واستطاع بعد سنوات طويلة من الصبر وتصيد الفرص المناسبة أن يحظى بموافقة المغفور له الملك عبد العزيز رحمه الله تعالى بإقامة المبنى حتى سارع باتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك عام 1370هـ ، وكان يشرف على البناء بنفسه كل يوم ، راغبا في سرعة إنجازه وتحقيق الأمنية التي كان ينشدها ، برؤية المكتبة العامة مشيدة في موضع مولد النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي يوم من أيام شهر رجب سنة 1370هـ ذهب كعادته لرؤية العمارة مصطحبا معه بعض أصدقائه ، ولكنه شعر بألم مفاجئ ، وهو واقف في الموقع ، فقد فاجأته نوبة قلبية حادة ، فأمسك به الحاضرون من أصدقائه وابنائه ، واستدعي له احد الأطباء ، ثم نقل إلى بيته ، وفي اليوم التالي فارق الحياة ، فكانت هذه العمارة التي تمنى أن ينشئها هي الخاتمة السعيدة لحياته ،وقام أبناءه من بعده بإكمال هذا العمل الطيب ، الذي بدأه والدهم ، كما نقلوا إليها المكتبة الماجدية ، وسلمت إلي وزارة الأوقاف وهي مفتوحة للجميع