سبب تسمية حي الشهداء

قال صاحب مختصر معجم البلدان عن السيد بن هامش العلوي : فخ وادي الزاهر ، وفيه قبور جماعة من العلويين ، قتلوا فيه في واقعة كانت لهم مع أصحاب موسى الهادي بن المهدي بن المنصور في ذي القعدة سنة تسعة وتسعين وستين ومائة ، انتهى .

وحاصل قصة العلويين الذين استشهدوا بالزاهر : نقل السيد شهاب الدين احمد بن عنبة في كتابه المسمى بعمدة الطالب : أن الحسين بن علي بن علي زين العابدين الحسن المثنى بن السبط المسموم بن علي بن أبي طالب رضى الله عنهم خرج من المدينة – أي خرج عن طاعة الهادي – ومعه جماعة من العلويين ، فمنهم عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن السبط ، وعبد الله هو ابن عاتكة ، ومنهم عمر بن الحسن الأفطس ، ومنهم إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الحسيني ، ومنهم أبو الحسن بن إسماعيل الرباح ، وكان خروجهم من المدينة في زمن موسى الهادي في سنة سبعة ومائة ، قاصدين مكة ، فوافاهم موسى بن عيسى بن موسى العباسي ، ومحمد بن سليمان فقاتلوهم يوم التروية ، فأستشهد الحسن وأبنه سليمان وحملوا رؤوسهم إلى الهادي ، فأنكسر الهادي عليهم ولم يعطهم جوائزهم ، هذا ملخص ما في عمدة الطالب ، وتاريخ مصطفى الشهير بجنابي .

ونقل القاضي جار الله بن ظهيرة المخزومي في تاريخه المسمى بالجامع اللطيف قال عند ذكر ولاة مكة : أن الحسن بن علي صاحب فخ تغلب على مكة في أيام الهادي ، وأقتتل هو وبنو العباس يوم التروية بظاهر مكة ، وقتل هو رحمه الله ، وقتل معه أزيد من مائة رجل من أصحابه ، وكان القتال بفخ ظاهر مكة عند الزاهر ، ودفن هناك ، وقبره معروف ، انتهى . وهذا المحل الذي فيه الشهداء العلويين وابن عمر في آخر الزاهر في سفح الجبل على يسار الذاهب إلى التنعيم قريب من المدرج ، وقد جدد هذا المحل في زمن السلطان عبد المجيد خان ، وهو مشهور عند أهل مكة.

الموضوع مشاركة من حسام عبدالعزيز مكاوي