مقطتفات من كتاب : الحجر الصحي في الحجاز 1865-1914م

الحجر الصحي في الحجاز 1865-1914م:

(1) ونقتطف من كتاب أصدره مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في الرياض عام 1422هـ / 2001م بعنوان : الحجر الصحي في الحجاز 1865-1914م ، لمؤلفته الدكتورة جولدن صاري يلدز ، وكان في الأصل رسالة جامعية قدمتها المؤلفة التركية بلغتها الأم...

(2) يؤرخ لمرض ( #الكوليرا ) الذي انتشر في منطقة الحجاز ، قادماً مع حجاج الهند ، وحمله الحجاج إلى مناطق جديدة من العالم ، امتدت ما بين مصر وإيران حتى بلغت أوروبا , الأمر الذي حرَّك الدول العظمى فاتخذته ذريعة للتدخل في أمور الحجاز ...

(3) لقد ظهر وباء الكوليرا أول مرة في الحجاز عام 1831م وتكرر ظهوره بعد هذا العام خمس مرات أخرى فتحركت دوائر السياسة الغربية والأوروبية تجاه هذه الأزمة،وحاولت التدخل ليكون الحجا -وهي المنطقة الثانية -ضمن استراتيجياتها الاستعمارية،فأدرجت هذه المشكلة ضمن جدول أعمالها السياسية الدولية

(4)حيث عُقدت مجموعة من المؤتمرات الصحية لمناقشة هذه المسألة، وفرض تدخل الدول الأوربية في شؤون الحجاز، ولعل أهم تلك المؤتمرات هو المؤتمر الصحي في باريس عام 1851م حيث نتج عنه معاهدة باريس الصحية، والتي أكدت على مجموعة من التنظيمات الصحية، لمنع انتشار الأوبئة والأمراض بين الحجاج.

(5)كانت الصحافة الأوروبية تنظر إلى مكة على أنها «بوابة للتلوث» لأوروبا خوفا من انتشار الكوليرا وغيرها من الأمراض بعد كل موسم حج. لقد سجلت أول حالات كوليرا عام 1817 في الهند، والتي انتقلت إلى الحجاز في عام 1821، وبعدها في 1831 مما أدى إلى وفاة قرابة 20 ألف شخص في الجزيرة العربية..

(6) وقد وضع ملف #الحج وتداعياته على الصحة العامة على قائمة أعمال المؤتمر الصحي الدولي في باريس عام 1851 لأول مرة، مما جعل فرنسا تضع نفسها في طليعة الحملة الدولية لتنظيم السفن والحجاج المتوجهين إلى #مكة_المكرمة...

(7) وفي عام 1865 حصد وباء الكوليرا أرواح 15 ألف حاج من 90 ألفا حتى وصل إلى بقاع عديدة في العالم منها أوروبا؛ وقتل أكثر من 200 ألفا شخص. وأضحى هذا التهديد الوبائي للأوروبيين سلاحا سياسيا في يد الحكومات لتسليط الضوء على الحج كناقل لانتقال المرض...

(8)وكان هذا الملف الصحي، وتسليط الضوء على حالات سوء معاملة الحجاج تحت حكم البريطانيين، يستخدم أحيانا كوسيلة ضغط سياسي كما كانت بريطانيا تفعل كوسيلة لممارسة النفوذ البريطاني في المنطقة على الحكام المحليين في الجزيرة العربية...

(9)ومن أجل وضع استراتيجيات واضحة للتعامل مع ملف الحج قامت القنصليات الأوروبية في جدة بتفعيل دورها في نهاية القرن التاسع عشر وذلك عن طريق تعيين موظفين من ذوي أصول إسلامية حتى وصل بعضهم لمناصب نواب قناصل...

(10)، مثل الهندي مُنشي احسان الله نائب القنصل البريطاني في ذلك الوقت، والذين كانوا يقومون بدورهم في إعداد تقارير سياسية عن مكة والحجاج كانت ترسل إلى وزارات الخارجية والمستعمرات.

المصدر : د. الشريف محمد الحارثي على تويتر