معابدة مكة" تشهد إقامة أول صلاة جمعة بعد المسجد الحرام قبل 156 عامًا

كشف باحث تاريخي عن أول حي في مكة المكرمة يشهد إقامة أول صلاة للجمعة بعد أن كانت مقتصرة على المسجد الحرام فقط. ولإقامة صلاة الجمعة لأول مرة بعد المسجد الحرام قصة، سردها الدكتور فواز بن علي بن جنيدب الدهاس، المدير العام لمركز تاريخ مكة المكرمة : كانت صلاة الجمعة لا تقام إلا في المسجد الحرام لأسباب عدة، منها صِغَر مكة المكرمة في ذلك الحين؛ فالأحياء القديمة فيها هي التي تقع حول موقع المسجد الحرام شمالاً، وحدها مقبرة المعلاة، وجنوبًا المسفلة، وغربًا الشبيكة وحارة الباب وما جاورها، وأجياد وما جاورها.

وأضاف "الدهاس": وكان حي المعابدة ضاحية من ضواحي مكة المكرمة، وتقطنه بعض قبائل الحجاز، وكان يمثل ميناء بريًّا، تفد إليه القوافل التجارية محمَّلة على الإبل، وحمولتها التمور والفواكه والخضراوات والحبوب. كما يفد إليه تجار المواشي، وينزلون في أحواش، وكان لكل حوش مسؤول، وهو السمسار الذي يستقبل القوافل، ويصرف تجارتها.

وأشار إلى أن شيخ المعابدة في ذلك الحين عام 1285 هـ هو الشيخ سالم بن سعد بن جنيدب، وعيّنه حاكم مكة المكرمة لإدارة أمور الحي والقبائل التي تسكن المعابدة وما جاورها. ولأن صلاة الجمعة لا تقام إلا في المسجد الحرام فقد كان ذلك يشق على الكثير من أصحاب هذه القوافل؛ لذلك رأى الشيخ سالم أن يقيم صلاة الجمعة لأول مرة في حي المعابدة في ربيع الآخر من عام 1285 هـ.

وبيَّن أن العلماء في ذلك الحين لم يتقبلوا هذا الأمر؛ فرفع إلى حاكم مكة المكرمة الذي شكل فريقًا من عدد من العلماء برئاسة الشيخ محمد سعيد بابصيل، واتجهوا إلى حي المعابدة لمعاينة هل هي متصلة بمكة أو حدودها الشرعية. وقد تبيّن أن المعابدة من ضمن حدود مكة المكرمة الشرعية؛ لذلك استدعى حاكم مكة الشيخ سالم بن جنيدب لمعرفة الأسباب التي دفعته لمثل هذا الأمر، فلما أوضح له الأسباب، وبرر ذلك بحرصه على أموال الناس ومصالحهم، اقتنعوا بذلك؛ استمرت صلاة الجمعة في المعابدة منذ ذلك الحين.

المصدر : صحيفة سبق 17 رمضان 1441هـ