أحمد أمين بيت المال و منهجه في كتاب ( النخبة السنية في الحوادث المكية )

أحمد أمين بيت المال و منهجه في كتاب ( النخبة السنية في الحوادث المكية )


بدأ المؤلف في كتابة تاريخه من عام 1279هـ و توقف في 10 / 9 / 1322هـ  . اعتمد المؤلف على المنهج الحولي في الكتابة , فهو يسجل مطلع العام الهجري و يسجل في الاغلب اول الشهر ثم يبدأ في سرد الاحداث لكنه في السنوات الأخيرة أصبح أقل دقة في سرد الاحداث بل ربما في سنة كاملة لا يكتب الا احداث عدة شهور و أحيانا عدة أيام فقط . و نراه في سنة يسهب في وصف الاحداث و في سنوات يتجاهلها و ان كان في الغالب يظهر اهتمامه ببعض الاحداث باستمرار و ذلك كمواعيد الرؤية و الوقوف بعرفات و دخول المحامل ووصفها .

كما أن حرصه على تسجيل الأيام قل في السنوات الأخيرة و اصبح يسجل ما يريده بقوله: ( في هذه الأيام ) او ( في هذا الشهر ) . و كان يعتمد في سرده للأحداث على الوصف و المشاهدة في الغالب , كما ينقل عن بعض الرسائل التي تأتيه من أصدقاء ة أقرباء خارج مكة المكرمة , الى جانب نقله كثيرا عن الجرائد التي كانت تصدر في ذلك الوقت إضافة الى بعض الاخبار الشفوية التي كان يسمعها و يسجلها.

إضافة الى ذلك كان الشيخ أحمد أمين صاحب علاقات اجتماعية جيدة مع كل الطبقات في المجتمع المكي و انعكس ذلك على كتابه فهو تارة يصف مجلس الشريف و ما يدور فيه لكونه احد رواده و تارة يصف المناقشات العلمية في الحلقات التعليمية في الحرم المكي الشريف و ما يحصل فيها لأنه احد أصحاب الحلقات .

كما ان الأسلوب المكي المتواضع في الحياة يظهر جليا في علاقاته مع طلابه و أصدقائه فهو صاحب ( بشكة ) تخرج في ليالي الصيف الى اطراف مكة المكرمة او الى الطائف و يستمتع بما في هذه الجلسات الأدبية لأنه صاحب ( مربعة ) أدبية و احد ادباء عصره و ذوي الأقلام فهو يتلقى الرسائل الشعرية و يرد عليها و ينتقدها و يفسرها الى جانب مشاركاته الاجتماعية الأخرى في الاعراس و غيرها .

كل هذه الأمور ظهرت ظلالها في كتابه , فنجده يصف و يسجل كل ماتقع عليه عيناه في أسلوب سهل بعيد كل  البعد عن التكلف لذلك أفدت منه كثيرا في كتابي ( المصطلحات الحضارية في مكة المكرمة ) لكثرة المصطلحات التي أوردها في كتابه و تنوعها خصوصا عندما يصف مناسبات الزواج و ما يصاحبها من استعدادات و ما يتعلق بها , و الركوب و القوافل المنطلقة من مكة المكرمة و القادمة اليها و أحوال الأسواق و العملات و ما الى ذلك .