مشروع رصد وتوثيق الأسواق العتيقة بمكة المكرمة لمهندس أنس صيرفي
قيّض الله سبحانه وتعالى لهذه المُباركة من يحفظ تاريخها العريق, ويعمل على توثيقه من الاندثار حتى تستدل الأجيال المتلاحقة على ما حفلت بهِ مكة المكرمة من حضارة وتاريخ وأحداث لم تعد لشواهد المكان دلالة عليها بفعل التطوير والتقدّم الحضاري الهائل الذي تشهده أم القرى حاليًا سيما في المناطق المحيطة بالمسجد الحرام تاريخيا.
ومن هُنا جاءت فكرة مشروع رصد وتوثيق الأسواق العتيقة بمكة المكرمة الذي يُعدّه ويُنفّذه المهندس أنس بن صالح صيرفي ابن مكة البار والداعم لكل ما يخدم حفظ وتوثيق تاريخها بمختلف المجالات.
ويهدف المشروع لتوثيق أهم وأبرز الأسواق والبيوت التجارية في مكة المكرمة قديمًا, مواقعها ووصفها وطبيعتها, مما يعكس لنا صورة حيّة من الحياة الاجتماعية ذات الصلة الوثيقة بالمسجد الحرام آنذاك.
وقد استند المهندس أنس الى خطة ومنهجية علمية للتوثيق والكتابة والرصد, لكي يظهر المشروع في أبهى حلة تليق بأهمية المكان ومكانته.
كل ذلك جاء بمشاركة فعّالة وتعاون مثمر ممن عاصر تلك المرحلة من التاريخ المكّي قبل التوسعة السعودية المباركة الأولى للمسجد الحرام, انتهاءً بالثالثة وتحوّل الأماكن التاريخية من الأسواق لأثرٍ بعد عين.
وأورد المهندس أنس في حديثه عن المشروع عدّة مقتطفات عن آلية العمل قائلاً:
في الكتابة عن سوق المسعى تمت الاستعانة بالمعلومات التي رصدها وأوردها د. عبدالوهاب أبو سليمان في كتابه "المسعى المشعر والسوق" وكتابه الآخر "باب السلام في المسجد الحرام عنوان امة ورمز حضارة" قمت بتنزيلها بعد مطابقة عدة مخططات في مخطط واحد بالاستعانة بعدة مسوحات من مخططات المساحة المصرية وغيرها ودمجها في مخططات رقمية حديثة.
وقمت بتوثيق بقية الأسواق والبيوتات التجارية بنفس النحو على عدة أقسام الأول: كان إمتداد لتوثيق المسعى شمل: خان المفتي وشارع التوفيق وسوق سويقة الشهير.
والأقسام الأخرى شملت:
سوق المدعى والجودرية وطلعة الراقوبة و زقاق الصاغة وشارع فيصل وزقاق المجزرة وزقاق السبعة ملفات الشهير بزقاق ملائكة من خلال بحث ضم بيوتاتها التجارية وحرفها التقليدية وعوائلها العربقة اخذت عن عدّة شخصيات عاصرت تلك الحقبة وعايشتها, وقدمت عنها حكايات وروايات شفهية نقلت لنا من رواسخ الذاكرة طبيعة الحياة والناس والأسواق آنذاك في مكة.
ومازال العمل ساريًا لعلّنا ننتقل بعد ذلك جنوبا نحو المسفلة وشارع مسيال الهرساني والهجرة وصولا لبركة ماجن وبساتينها الشهيرة.
سائلين الله عزوجل أن يُبارك كل الجهود التي تعمل من أجل تاريخ مكة وإنسانها وحضارتها الممتدة منذ الأزل, حفاظًا على ذلك الموروث القيّم من التلاشي وأمانةً تاريخية تُكتب وتسجّل وتوّثق لتعبّر عن أصالة هذا المجتمع الكريم, وتنوّعه وثراءه في مختلف جوانب الحياة.
0 تعليقات