سجايا أهل مكة

في اهل مكة حمية وغيره على النساء وان كانت الاوضاع قد اختلفت عن ذي قبل بسبب كثرة من خالطهم من المهاجرين من الشعوب الاسلاميه وخصوصا في الجيل الجديد بسبب يسر وسهولة المواصلات

فقد كان اهل مكة لا يسمحون لنسائهم بالخروج الى الاسواق بل السيدة نفسها تانف ذلك وتعده عيبا ولم تكن السيده تسمع ارتفاع صوتها خارج الدار واذا جاء احد يسال عن رب البيت ولم يكن موجودا ولا احد من الصبيان صفقت له المراة بكفيها فيفهم السائل ان لا احد من الرجال في البيت

ولم يكونوا يستأجرون للخدمة في البيوت الا من كان دون البلوغ اذا كان ذكرا ومتى شارف على البلوغ بادر رب البيت باخراجه اتباعا للحكم الشرعي

واهل مكة لا يطلقون على من يستاجرونه للخدمة كلمة خادم بل يقولون صبي والصبي صفه عامة حتى للولد

ومن التقاليد التى ان الرجل اذا صادف امراة في احد الازقه او في درج العماره اشاح بوجهه عنها واعطاها ظهره الى ان تمر بعيدا عنه مع انها ملفلفه لا يبدو منها حتى ظفرها

ومن سجاياهم التجمل والمجامله والاسراف فيما يقمونه من ولائم فالواحد اذا دعا عشرين مثلا صنع طعاما يكفي الاربعين

ومن عادتهم التجمل في اثاث البيت ومفروشاته واعارتها لمن تلزمه من المعارف والاصدقاء والجيران

ومن تقاليدهم ان الاخ الصغير عند ذكره لاخيه الاكبر لا يلفظ اسمه مجردا بل مسبوقا بكلمة سيدي وكذلك البنت اذا خاطبت اختها الكبرى قال استيتا كناية عن سيدتي ويعبرون عن الجد بكلمة سيديوعن الجده ستي

وكان من ادبهم في المخاطبه انهم يكنون عن الحذاء بحاشا المقام فذا سال احدهم الاخر عما يحمله في يده وكان حذاء او نعلا يقول له : حشا المقام

المصدر / كتاب مكة في القرن الرابع عشر الهجري /لـ محمد عمر رفيع