الشريف عبدالله بن فراج العبدلي الحسني رحمه الله تعالى

ترجمة الشريف عبدالله بن فراج العبدلي الحسني رحمه الله تعالى ، الفقيه الأصولي والمربي والصحفي (١٣٦١_ ١٤٤٣ )٠
 
الشريف عبد الله بن فراج بن عبد المعين آل عون العبدلي رئيس قسم الدراسات الإسلامية بالكلية المتوسطة بمكة المكرمة سابقًا والكاتب الصحفي والمفكر الإسلامي، ومن كبار الأشراف العبادلة ذوي هزاع آل عون

ولد الشريف عبدالله في مدينة الطائف عام 1941، ودرس في كتاتيبها التي تعلم مبادئ القراءة والكتابة قبل ظهور المدارس، بجانب تعلم مبادئ في الشريعة الإسلامية وقراءة القرآن.

ثم درس المرحلة الابتدائية في مدرسة العزيزية بالطائف، قبل أن يلتحق بمدرسة دار التوحيد التي درس فيها المرحلتين الإعدادية والثانوية، على يد مدرسين من الشام ومصر يمثلون المدرسة الشرعية الأزهرية.
 
ويصف الشريف عبدالله تلك المدرسة بأنها أقرب لكلية تدرس الشريعة على طريقة الأزهر، وقد أصبح مدرساً فيها بعد تخرجه منها. التحق الشريف عبدالله بكلية الشريعة في مكة المكرمة، والتي أصبحت فيما بعد نواة جامعة "أم القرى"، إحدى جامعات المملكة البارزة، ويتخرج منها بشهادة بكالوريوس أكسبته علماً في الشريعة الإسلامية واللغة العربية.
 
كما أكمل الشريف عبدالله علومه الشرعية من خلال مواظبته على حلقات الحرم المكي الشريف ، وحضر كثيراً من الدروس التي كان يلقيها أبرز دعاة المملكة في تلك الحقبة.
 
عمل الراحل بالتعليم في المرحلتين المتوسطة والثانوية مدرساً للغة العربية وإدارياً، ثم عاد ليلتحق بقسم الدراسات العليا في الكلية ذاتها ويحصل على درجة الماجستير في الفقه وأصوله عبر شقيه الاقتصادي والإسلامي، لينتقل بعد ذلك ليعمل بكلية إعداد المعلمين بمكة المكرمة مدرساً ورئيساً لقسم الدراسات الإسلامية، ويمضي هناك 34 عاماً حتى تقاعده عام 1999.
 
الجانب الثقافي في حياة الفراج
بجانب العلوم الشرعية التي أحاط الراحل بها نفسه، نمى أيضاً اهتماماً ثقافياً ما لبث أن تطور وجعل منه أحد النخب الثقافية المعروفة في المملكة وصحفها التي دأبت على نشر مقالاته.
 
ويقول الفراج عن بداياته مع الثقافة في لقاء تلفزيوني بثته قناة "الثقافية" السعودية قبل أن يتم إغلاقها قبل سنوات، إن تردده في فترة شبابه على مكتبة "محمد المؤيد" لشراء الكتب والاطلاع على العناوين والفهارس، كانت أول علاقة له بمثقفي البلاد.
 
ففي تلك المكتبة كان يلتقي بكتاب ومثقفين مثل محمد الجاسم وعبدالله بن خميس، قبل أن تنشأ معهم علاقات وثيقة تقود لنقاشات نمت فكره واهتمامه الثقافي.
كما ساهمت إقامته في لبنان لفترة محدودة وهو في العشرينيات من عمره، في تنمية الجانب الثقافي في شخصيته أيضاً، حيث كتب هناك في مجلة "الآداب" اللبنانية، واطلع على الحياة الثقافية النشطة في لبنان في منتصف ستينيات القرن الماضي.
 
كما ساهمت مصر بجزء كبير في تكوين شخصيته الثقافية، حيث قادته سفرياته إلى مصر للزواج من امرأة مصرية، لتقوى علاقته بذلك البلد والحياة الثقافية فيه.
وتقول صحيفة "عكاظ" المحلية في سرد لسيرة الراحل الفراج، إنه "جمع بين نهجين، نهج علماء دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وعلى رأسهم سماحة مفتي الديار آنذاك الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، ونهج علماء مكة الأقدمين ويمثلهم الشيخ علوي بن عباس المالكي رحمهم الله".
 
ترك الراحل عدداً من المؤلفات الدينية والثقافية، مثل "عمرة المكي بين المؤيدين والمعارضين" و"جدة داخل السور"، وعدداً كبيراً من المقالات المنشورة على مدى سنين طويلة في الصحافة السعودية في قضايا دينية وثقافية، بعد أن حضر في حياته الكثير من الملتقيات الثقافية والمؤتمرات في مصر والمغرب وماليزيا والهند وإندونيسيا وتركيا وغيرها.
 
وقد وافته منيته فجر يوم الخميس ١٤٤٣/٨/١٤ هجرية
 
وصلي عليه صلاة الجنازة بعد ظهر في الحرم المكي الشريف ودفن في جنة المعلاة ، بشعبة النور ٠ رحمه الله تعالى رحمة الأبرار وبارك في نسله وطلابه ومريديه ومحبيه وذويه الأخيار وجمعنا به في دار القرار في جنات تجري من تحتها الأنهار مع النبي المختار وآله الأطهار وصحبه الأخيار صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بعد طول أعمار وحسن أعمال في خير ولطف وعافية وصلاح وتقوى واستقامة وإلى حضرة النبي سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم الفاتحه
ترجمة من اعداد : محمد علي يماني ( ابوعمار )