سيول مكة المكرمة

تأتيها من منى وتنحدر من المدعى إلى المسعى من ناحية المروة سيول مكة أنشأ عمر بن الخطاب أول سد لدرء أخطارها

كتب محمد بن إبراهيم الشيباني: اقدم المؤلفات او المعاجم في تاريخ مكة المكرمة تبدأ من مؤلفات: محمد بن عمر الواقدي (130 - 207هـ) وعلي بن المدائني (135 - 225هـ) ثم محمد بن عبدالله الازرقي (... - نحو 250 هـ) والزبير بن بكار (172 - 256 هـ)، وعمر بن شبة (172 - 262 هـ)، ومحمد بن اسحاق الفاكهي (... - نحو 280 هـ)، وهذه المؤلفات متصلة بعضها ببعض، وهي قريبة في ازمنتها لكن لم يصلنا منها غير كتابي الازرقي والفاكهي.

ولسنا هنا بصدد الكلام على هذه الكتب ومخطوطاتها او ما احتوته من موضوعات، وانما مرادي شيء واحد، وهو ما امتاز به كتاب الازرقي من ذكر السيول التي مرت بمكة المكرمة من الجاهلية حتى بداية الاسلام، وما اكمله بعده من العلماء مثل الخزاعي والفاكهي على سبيل المثال لا الحصر ثم ما ألحقه ابراهيم رفعت باشا في كتابه (مرآة الحرمين)، ثم المؤرخ صالح محمد جمال على كتاب الازرقي المطبوع عام 1385هـ (1965)، الى العهد السعودي (زمن الملك سعود بن عبدالعزيز)، ثم ما اورده العلامة محمد طاهر الكردي الخطاط المكي في كتابه (التاريخ القويم لمكة بيت الله الكريم)، وهو يقع في ستة مجلدات ضخمة من القطع الكبير (5.33 * 5.24 سم)، وهو من الكتب النادرة في العصر الحديث في تاريخ مكة منذ الجاهلية حتى اليوم، وقد زدت على ما ذكره كذلك الكردي من مصادر اخرى حتى اكتمل البحث في رأيي في هذا الموضوع حتى تظهر لنا مخطوطات او تحقيقات جديدة تضيف الى ما ذكرناه. ومن الله نستمد العون.

ان مكة، شرفها الله تعالى، واقعة في واد تحف به الجبال من كل جانب، فإذا نزلت الامطار عليها بشدة نزلت المياه من جميع الجبال، ومن المرتفعات وغيرها الى المواضع المنخفضة بمكة، فتجمعت في ازقتها وشوارعها، ونزلت مع المياه من الجبال والاماكن الحجارة والاتربة، واذا زادت الامطار في ضواحيها جاءت السيول من اعاليها من جهة منى الى داخل مكة، وجرفت معها ما كان في طريقها، فتدخل المسجد الحرام، فتحدث به اضرارا كثيرة، كما تحدث اضرارا في بيوت مكة القديمة.

لذلك، كانوا يعملون سدودا من قديم الزمان، كسد عمر، رضي الله عنه، وما عمله من الردم عند المدعى، حيث كانت الكعبة ترى من هذا الموضع لعلوه، وذلك صونا للمسجد الحرام من دخول السيل، فتحول مجرى السيل بسبب ذلك الى وادي ابراهيم، بعد ان كان السيل ينحدر من المدعى الى المسعى من ناحية المروة، وكان ذلك سنة 17هـ، بعد انتهائه من وضع مقام ابراهيم، عليه السلام، في موضعه، وبعد انتهائه ايضا من عمارة المسجد الحرام، والزيادة فيه.

ولقد كان سد عمر، رضي الله عنه، سدا عظيما محكما بناه بالضفائر والصخور والعظام وكبسه بالتراب، فلم يعله سيل بعد ذلك مدة مائتي سنة تقريبا، ويسمى هذا الردم ردم «بني جمح»، وسمي بذلك ربما لأن منزل بني جمح، كان في هذا الموضع، وهذا الردم هو اول سد عمل في مكة المكرمة.

قال المؤرخ الازرقي في تاريخه: وكل واد في الحرم فهو يسيل في الحل، ولا يسيل من الحل في الحرم الا من موضع واحد عند التنعيم عند بيوت غفار.

يقول الكردي:

وذكر السيول التي جاءت الى مكة من عهد الجاهلية الى اليوم بالتفصيل مما يطول شرحه، ولكن نذكرها هنا باختصار مع بيان السنين، ملخصا من تاريخ الازرقي وملحقاته ومرآة الحرمين لابراهيم رفعت باشا:

سيول مكة

> سيل في الجاهلية:

جاء في زمن جرهم حينما كانوا ولاة البيت، فهدم الكعبة فبنتها جرهم.

> سيل فأرة في الجاهلية:

ذكر الأزرقي ان هذا السيل كان زمن خزاعة، وفأرة اسم امرأة ماتت في هذا السيل فسمي باسمها.

> سيل آخر في الجاهلية:

ذكر الأزرقي في أن هذا السيل كسا ما بين الجبلين.

> سيل أم نهشل 17 من الهجرة:

جاء في خلافة عمر، رضي الله عنه، فاقتلع مقام ابراهيم عن موضعه، وأم نهشل اسم امرأة ماتت فيه فسمي باسمها.

> سيل سنة 88 من الهجرة:

جاء على اثر دعاء عمر بن عبدالعزيز من معه حينما وصل الى التنعيم.

> سيل سنة 120 من الهجرة:

جاء في ولاية هشام بن عبدالملك.

> سيل ابن حنظلة سنة 202 من الهجرة:

سمي بذلك نسبة الى أمير مكة يومئذ يزيد بن محمد حنظلة، وذلك في خلافة المأمون وهدم الدور وذهب بناس كثير، وأصاب الناس بعده مرض شديد.

> سيل سنة 208 من الهجرة:

جاء في خلافة المأمون أيضا والناس غافلون وهذا أعظم من سيل ابن حنظلة فامتلأ المسجد الحرام بالطين والبطحاء فكان أهل مكة ومن فيها من الحجاج يخرجون ذلك بأيديهم حتى كانت النساء والعواتق يخرجن فينقلن التراب التماس الأجر والبركة.

> سيل سنة 225 من الهجرة:

وبسبب هذا السيل كثر ماء زمزم بعد ان كانت قليلة.

> سيل سنة 240 من الهجرة:

وهذا السيل هدم كثيرا من المنازل وخرب مسجد الخيف بمنى.

> سيل سنة 253 من الهجرة:

دخل هذا السيل المسجد الحرام وأحاط بالكعبة وهدم دوراً كثيرة.

> سيل سنة 262 من الهجرة:

بسبب هذا السيل ذهب بحصباء المسجد الحرام كلها.

> سيل سنة 279 من الهجرة:

كان سيلاً عظيماً فكثر ماء زمزم وارتفع حتى قارب رأسها، فلم يكن بينه وبين شفتها العليا إلا نحو سبع أذرع وعذبت ماؤها حتى كان اعذب مياه مكة.

> سيل سنة 280 من الهجرة:

وجاء سيل آخر في السنة التي بعدها ايضا 281 هـ.

> سيل سنة 297 من الهجرة:

كان سيلاً عظيماً حتى بلغ باب الكعبة وحتى فاضت بئر زمزم.

> سيل سنة 349 من الهجرة:

قال في مرآة الحرمين: لما برز الحج قافلاً جاءهم سيل فأخذهم عن اخرهم والقى بهم في البحر وما أتى مصر منهم احد، نسأل الله السلامة والعافية.

> سيل سنة 417 من الهجرة:

هذا السيل لما دخل المسجد الحرام وصل الى خزائن الكتب فاتلف كثيراً منها.

> سيل سنة 489 من الهجرة:

جاء بقرب وادي نخلة فذهب بكثير من الانفس والاموال.

> سيل سنة 528 من الهجرة:

تضرر كثير من الناس بمكة بسبب هذا السيل والمطر.

> سيل سنة 549 من الهجرة:

أسال واديا، ونزل مع المطر برد بقدر البيض.

> سيل سنة 569 من الهجرة:

كان سيلا كبيرا داخل المسجد الحرام من باب بني شيبة.

> سيل سنة 570 من الهجرة:

كثرت الامطار والسيول هذا العام حتى سال وادي ابراهيم خمس مرات

> سيل سنة 593 من الهجرة:

قيل: كان هذا السيل عام 593 سيلا عظيما حتى دخل الكعبة فبلغ قريبا من الذراع ووصل الماء الى فوق القناديل التي في وسط المسجد وطاف بعضهم سباحة وهدم دورا كثيرة.

> سيل سنة 620 من الهجرة:

كان سيلا كبيرا دخل الكعبة ومات منه جماعة وبعضهم وقعت عليه الدور.

> سيل سنة 651 من الهجرة:

لم يذكر عنه المؤرخون تفاصيل وافية.

> سيل سنة 669 من الهجرة:

كان سيلا كبيرا عظيما لم يسمع بمثله، دخل المسجد الحرام كالبحر.

> سيل سنة 687 من الهجرة:

جاء في حسن المحاضرة انه في رابع عشر ذي القعدة في السنة المذكورة جاء سيل عظيم بحيث دخل المسجد الحرام ودخل الكعبة المشرفة وهدم جملة من اساطين المسجد الحرام ووجد في المسجد من الغرقاء سبعون انسانا وخارج المسجد خمسمائة نفس، فكان ارتفاع السيل في المسجد سبعة اذرع وثلث ذراع، ومكث الماء في المسجد من يوم الاربعاء الى يوم السبت ولم تصل الجمعة فيه، وقد خرب كثيرا من بيوت مكة، قالوا: ولم يعهد مثل هذا السيل لا في الجاهلية ولا في الاسلام.

> سيل سنة 730 من الهجرة:

جاء هذا السيل من غير مطر وملأ المسجد الحرام واقام الماء فيه يومين.

> سيل سنة 732 من الهجرة:

في اواخر ذي الحجة وقعت امطار وسيول وصواعق قتل بها خمسة من الرجال.

> سيل سنة 738 من الهجرة:

جاءت امطار كأفواه القرب وسيل وغيم ورعود مزعجة وبروق مخيفة.

> سيل سنة 750 من الهجرة:

نزل مطر وصاعقة وريح سوداء اوقعت جميع اعمدة المطاف المتجددة.

> سيل سنة 771 من الهجرة:

هذا السيل دخل المسجد الحرام ووصل الى قفل باب الكعبة وقد نزل مع المطر برد كبير الحجم وهدم نحو الف بيت وقتل نحو الف نسمة. وحمل قافلة بأربعين جملا.

> سيل سنة 802 من الهجرة:

كان سيلا عظيما داخل المسجد الحرام فوصل الى باب الكعبة بل علا عتبتها بقدر ذراع وخرب عمودين في المسجد وخرب دورا كثيرة سقط بعضها على سكانها، ومات بسبب ذلك نحو ستين نفرا.

> سيل سنة 814 من الهجرة:

جاء هذا السيل وقت الظهيرة فهدم سدود العين.

> سيل سنة 825 من الهجرة:

جاء عقيب صلاة الصبح ودخل المسجد الحرام فوصل الى باب الكعبة وهدم دورا كثيرة وخرب سور المعلاة.

> سيل سنة 827 من الهجرة:

جاء هذا السيل بعد الغروب عقب مطر غزير ودخل المسجد الحرام وقارب الحجر الاسود.

> سيل سنة 837 من الهجرة:

دخل المسجد الحرام فوصل الى محاذاة باب الكعبة وخرب نحو الف دار.

> سيل سنة القناديل 838 من الهجرة:

كان سيلا عظيما دخل المسجد الحرام وكسر باب زمزم وخرب ما يقرب من ثمانمائة دار.

> سيل سنة 865 من الهجرة:

دخل المسجد الحرام وبلغ الماء نحو نصف ذراع من عتبة الكعبة وعلا على خرزة زمزم مقدار ذراع.

> سيل سنة 867 من الهجرة:

وقع مطر غزيرا عقبه سيل دخل المسجد الحرام من جميع ابوابه الشرقية واليمانية وعلا الماء على عتبة الكعبة ذراعا ونصف الذراع.

> سيل سنة 871 من الهجرة:

دخل المسجد الحرام ودخل الكعبة وزمزم وخرب دورا كثيرة.

> سيل سنة 880 من الهجرة:

هذا السيل كان من اعظم السيول التي وقعت في الجاهلية والاسلام وكانت الخسائر كبيرة في النفس والنفيس وقد مات بسببه في المسجد الحرام فقط مائة وثمانون نسمة وقد انفرد ايوب صبري باشا صاحب مرآة الحرمين بذكر هذا السيل عن السمهودي 1/682.

> سيل سنة 883 من الهجرة:

في الخامس عشر وفي الثالث والعشرين من رمضان من السنة المذكورة جاء سيلان بعد مطر.

> سيل سنة 887 من الهجرة:

وقعت امطار شديدة في رابع ذي القعدة فجاء هذا السيل فمات به خلائق لا تحصى وتهدمت دور كثيرة.

> سيل سنة 888 من الهجرة:

مات في هذا السيل مائة نسمة.

> سيل سنة 889 من الهجرة:

حصلت بسبب هذا السيل خسائر كثيرة.

> سيل سنة 895 من الهجرة:

دخل المسجد الحرام ووصل الى نحو الحجر الاسود ووقعت دور كثيرة.

> سيل سنة 897 من الهجرة:

هذا السيل دخل المسجد الحرام بعد مطر شديد

> سيل سنة 900 من الهجرة:

كان سيلا كبيرا حتى وصل الى باب الكعبة المشرفة وتهدمت دور كثيرة.

> سيل سنة 901 من الهجرة:

وقع مطر شديد جاء على اثره هذا السيل فدخل المسجد الحرام ووصل الى ما بين قفل الكعبة والحلق وغرقت قناديل المطاف.

> سيل سنة 920 من الهجرة:

دخل المسجد الحرام وعلا باب الكعبة نحو ذراع وملأ قناديل المطاف وزمزم.

> سيل سنة 931 من الهجرة:

جاء بعد مطر ونزل فيه برد كبير الحجم فوق العمرة في طريق الوادي فتكدس حتى صار اكواما، وكان الجمالون يجلبونه للبيع في مكة لمدة اسبوعين لما انتهى.

> سيل سنة 971 من الهجرة:

بلغ هذا السيل الى قفل باب الكعبة وبقي يوما وليلة.

> سيل سنة 984 من الهجرة:

دخل المسجد الحرام وعلا باب الكعبة ثم انحدر عنها وانساب الى اسفل مكة.

> سيل سنة 989 من الهجرة:

نزلت امطار غزيرة والحجاج بمنى فانحدرت السيول من كل جانب وذهب بكثير من الامتعة.

> سيل سنة 1009 من الهجرة:

وقع مطر كثير يرافقه سيل عظيم.

> سيل سنة 1019 من الهجرة:

جاء هذا السيل عقب مطر قوي فدخل المسجد الحرام.

> سيل سنة 1021 من الهجرة:

أشار الى هذا السيل إبراهيم رفعت باشا صاحب مرآة الحرمين ولم يذكر تفاصيله.

> سيل سنة 1023 من الهجرة:

هذا السيل جاء عقب مطر ونزل معه برد كبار.

> سيل سنة 1024 من الهجرة:

تهدمت بعض البيوت في هذا السيل.

> سيل سنة 1033 من الهجرة:

وقع في السابع من جمادى الثانية وبلغ الحجر الأسود.

> سيل سنة 1039 من الهجرة:

وقع مطر غزير بمكة وضواحيها ودخل الكعبة وبلغ الماء الى القناديل المعلقة حول المطاف ومات في هذا السيل نحو ألف نسمة، وبسببه هدمت الكعبة المشرفة عصر اليوم التالي، فبناها السلطان مراد الرابع رحمه الله تعالى، كما هو مفصل في التاريخ.

> سيل سنة 1053 من الهجرة:

وقع هذا السيل بعرفة والحجاج وقوف هنالك فاستمر الناس وقوفا الى آخر الليل حيث خف السيل فقطعوه بالمشقة.

> سيل سنة 1055 من الهجرة:

دخل المسجد الحرام حتى علا عتبة الكعبة بذراع كما علا بئر زمزم بنحو قامة وصار المسجد كالبحر ولم يحدث ضرر في الأنفس.

> سيل سنة 1073 من الهجرة:

هجم السيل على المسجد الحرام فبلغ الماء أعلا من قفل باب الكعبة بذراع.

> سيل سنة 1081 من الهجرة:

دخل المسجد الحرام وبلغ الماء باب الكعبة.

> سيل سنة 1108 من الهجرة:

أمطرت السماء مطرا غزيرا كأفواه القرب فبلغت المياه إلى قرب باب الكعبة.

> سيل سنة 1153 من الهجرة:

كان سيلا كبيرا وصل الى نحو باب الكعبة.

> سيل سنة 1159 من الهجرة:

جاء هذا السيل بعد مطر شديد أيام منى والحجاج فيها، وكان ذلك آخر الليل وأظلمت الدنيا حتى لم يعد يرى الإنسان ما بجانبه.

> سيل أبو قرنين سنة 1208 من الهجرة:

دخل المسجد الحرام وبلغ قفل باب الكعبة.

> سيل سنة 1242 من الهجرة:

خرب بسبب هذا السيل دبول عين زبيدة.

> سيل سنة 1278 من الهجرة:

هجم هذا السيل ودخل المسجد الحرام دفعة واحدة قبل صلاة الصبح، فوصل الماء الى قناديل الحرم وطفحت بئر زمزم وتعطلت صلاة الجماعة خمسة أوقات وقد غرق فيه جماعة من المصلين خارج المسجد وداخله.

> سيل سنة 1293 من الهجرة:

جاء هذا السيل على اثر مطر وكان أقل شأنا من سابقه.

> سيل سنة 1325 من الهجرة:

في 21 من ذي الحجة من السنة المذكورة نزل مطر شديد فجرى السيل من كل جهات مكة بشكل لم يسبق له مثيل وكان أشبه بماء النيل المنحدر، ودخل المسجد الحرام من أبوابه، وانقطع المرور من الطرق الا بالسباحة، وكانت رحال الإبل والشقادف سابحة في الماء.

> سيل سنة الخديوي 1327 من الهجرة:

نسبته الى خديوي مصر (أي حاكمها)، وهو عباس حلمي باشا الثاني، الذي حج في السنة المذكورة، جاء هذا السيل في الثالث والعشرين من ذي الحجة فدخل المسجد الحرام وملأه بالتراب والماء نحو قامتين وسد دبول عين زبيدة بالأتربة حتى انقطع عن مكة.

> سيل سنة 1328 من الهجرة:

جاء هذا السيل من طرف وادي نعمان بقوة حتى دخل مكة.

> سيل سنة 1330 من الهجرة:

جاء هذا السيل أيضا من وادي نعمان.

> سيل سنة 1335 من الهجرة:

في هذه السنة دخل الى مكة سيلان في محرم وفي شعبان.

> سيل سنة 1344 من الهجرة:

جاء هذا السيل أيضا من وادي نعمان.

> سيل سنة 1350 من الهجرة:

هطلت الأمطار بمكة كأفواه القرب واستمر نزولها ثلاث ساعات ونصف الساعة، فسال على اثره وادي ابراهيم بسيل عظيم، ودخل المسجد الحرام وبلغ ارتفاع الماء صحن المطاف ما يقرب من متر ونصف المتر، وقد أحدث المطر والسيل أضرار جمة في الأموال والبيوت.

> سيل سنة 1376 من الهجرة:

جاء مطر غزير في السنة المذكورة وهي ألف وثلاثمائة وست وسبعين هجرية، وكان ذلك عند توسعة المسجد الحرام، وسال السيل بحالة متوسطة ولم يحصل منه ضرر.

> سيل سنة 1382 من الهجرة:

يقول محمد طاهر الكردي أتانا مطر غزير وسال السيل في السنة المذكورة وهي سنة ألف وثلاثمائة واثنتين وثمانين هجرية، وكان السيل أقل من السيل السابق.

> سيل سنة 1384 من الهجرة:

ابتدأ المطر بمكة في يوم الأربعاء قبل العصر بساعة واحدة في الخامس من شهر شعبان من السنة المذكورة وهي سنة ألف وثلاثمائة وأربع وثمانين هجرية فنزل بغزارة من الساعة الثامنة والنصف صباحا الى ما بعد الساعة الرابعة ليلا، فسال منه السيل وكان أقوى من السيلين السابقين ولم يحصل منه ضرر.


سيل الربوع

بدأ نزول المطر سيل الربوع سنة 1360 هجرية في شهر ربيع الاول (الف وثلاثمائة وستين هجرية) منذ الصباح حتى بعد العصر، فكان مطرا غزيرا قويا جاء السيل على اثره فدخل المسجد الحرام ووصل الى الكعبة، وتعذر الصلاة فيه والطواف بالكعبة، لان المسجد الحرام امتلأ بالماء حتى صار كالبحر الزاخر وامتلأ كذلك بالاتربة كما امتلأت الشوارع بها ايضا.

وقد ذهب هذا السيل بأمتعة كثيرة مما كان في الدكاكين وسوق الحراج، وخربت قبور المعلا وتهدمت المنازل القديمة، وقد كان مؤلف التاريخ القويم محمد طاهر الكردي الخطاط احسن الله تعالى اليه وغفر له، بمكة حيث انتقلت وظيفته من جدة اليها في اول السنة المذكورة فشاهد المطر والسيل وما حدث بسببهما من الخراب.


المصادر

- التاريخ القويم لمكة المكرمة بيت الله الكريم - محمد طاهر الكردي الخطاط

- أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه - محمد بن اسحاق الفاكهي

- أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار - أبو الوليد الأزرقي

- مرآة الحرمين - إبراهيم رفعت باشا

- أودية مكة المكرمة - عاتق البلادي

- غاية المرام بأخبار سلطنة البلاد الأمين - ابن فهد القرشي (850 - 922 هـ)


الصور

- التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم - الكردي

- مركز المخطوطات والتراث والوثائق - الجابرية

- مرآة الحرمين - رفعت باشا


حَمَلَ جملاً بحمله

ذكر ايوب صبري سيل سنة 1090 هجرية الذي حصلت بسببه خسارة في الامتعة، ودخل المسجد الحرام وبلغ الماء نصف الكعبة، ومن غريب الاتفاق ان السيل حمل جملا بحمله ودخل به المسجد الحرام فلم يزل السيل يدفعه حتى رقي على منبر الخطيب بعد ان انقطع حمله ولم يزل به الى صباح اليوم التالي.

ومما هو جدير بالذكر انه كان جهة المعلا شجرة جوز كبيرة تقوم على جوانبها مقاه فلما جاء السيل كان في تلك المقاهي نحو مائة وخمسين رجلا فتسلقوا الشجرة خوف الغرق ولكن السيل كان قويا فاقتلع الشجرة بمن عليها فجرفهم حتى باب الصفا، وجرف السيل نحو خمسة آلاف حيوان.

المصدر : صحيفة القبس