رثاء معالي الدكتور عدنان محمد وزان رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

"وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد"

الموت سنة الله في خلقه وقدر كتبه على كل من عاش في هذه الدنيا من البشر حتى الأنبياء والرسل ويستوي في ذلك الملوك والعامة والعلماء والدهماء والأغنياء والفقراء لكل منهم وقت معلوم قدره الله في الأزل "لكل أجل كتاب" وعلى الانسان التسليم والرضا بقضاء الله وقدره والصبر على فقد الأحبة من الآباء والأبناء والأقارب والأصدقاء وغيرهم ولا يتعارض الصبر مع وجود الحزن والأسى لأن ذلك من طبيعة المشاعر الإنسانية التي فطر الله البشر عليها. أسوق هذه المقدمة معبرا عن مدى حزني وتأثري البالغ بنبأ وفاة الزميل الفاضل والصديق الصدوق معالي الأستاذ الدكتور عدنان محمد وزان رحمه الله رحمة الأبرار وجعل الفردوس الأعلى داره وقراره.

لقد امتدت صداقتنا لأكثر من خمسين عاما منذ زاملنا أثناء الدراسة في المرحلة الثانوية وتواصلت صداقتنا وزمالتنا طوال مراحل حياته المباركة والمميزة بالعديد من الإنجازات العظيمة فكان طالبا مميزا خلال فترة دراسته الثانوية والجامعية وكذلك دراسته العليا خارج المملكة إلى أن تحصل على درجة الدكتوراة. عاد بعدها إلى الجامعة وكان عضوا مميزا في هيئة التدريس إلى ان حصل على درجة الأستاذية وشغل في الجامعة عدة مناصب إدارية كان له خلالها بصمات واضحة. انتقل بعدها إلى وزارة الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والإرشاد حيث عمل وكيلا للوزارة للشؤون الإسلامية والدعوة لمدة طويلة وتم اختياره بعد ذلك عضوا في مجلس الشورى وكانت له جهود بارزة في مناقشات المجلس ولجانه المتخصصة وأخيرا تم تعيينه بأمر ملكي مديرا لجامعة أم القرى وكان واحدا من أفضل القيادات التي مرت على الجامعة.

ولعل من المهم في سيرته العطرة الإشارة إلى فوزه بجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية لتأليفه موسوعة حقوق الانسان في الإسلام وسماتها في المملكة العربية السعودية والتي تناولت بشكل تفصيلي جوانب مهمة من حقوق الانسان مثل: الدين والعلمانية، نواقص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، حقوق غير المسلمين في الإسلام، حقوق الطفل والمرأة في الإسلام، القضاء والعقوبات وحقوق الانسان وغيرها كثير مما أعطى الموسوعة صفة الابداع والتميز وسدت ثغرة هامة في المكتبة العربية. فرحم الله معالي الأستاذ الدكتور عدنان محمد وزان وغفر له في المهديين وألحقه بصالح سلف المؤمنين ورفع درجته في عليين وأسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

بقلم

د. عبد العزيز عبد الله خياط

عضو مجلس الشورى السابق