300 | الزيماء أو الزيمة

الزيماء أو الزيمة

في طريق الطائف من مكة - وبالذات - في (نخلة اليمانية) القرية المعروفة باسم (الزيمة) أو (الزيماء) - ولعل أكثرنا - لا يعرف علة هذه التسمية! وذلك على القاعدة المعروفة "الأسماء لا تعلل"! غير أنني وجدت أن اللغة تقول:

"تزيمت الخيل وغيرها تفرقت.. وتزيم اللحم صار زيما زيما - أي قطعاً، واشتد اكتنازه وانضم بعضه إلى بعض (كأنه ضمنه ) اهـ

فهل لنا أن نجعل من ذلك صلة بين التسمية للقرية المذكورة من حيث أنها (زيم - زيم) في غياضها ورياضها - ومزارعها ومراعبها المتقاربة أو المكتنزة ؟ ولا تزال آثارها الباقية - وثمارها اليانعة.. ومياهها الجارية.. وأدواحها الباسقة.. كل ذلك يدل على أن لها ماضياً شائقاً ومجداً باسقاً! وربما كان ذلك سر التسمية.. (الأول) يوم كان القدامى لا يصدرون ولا يردون إلا على ضوء لسانهم العربي المبين.. فلما تطاول الزمن.. وبعد العهد، جهل ذلك من جهله، وعلمه من علمه.. وفوق كل ذي علم عليم.

المصدر : شذرات الذهب | أحمد بن ابراهيم الغزاوي | الطبعة الاولى 1407هـ