السيد أبو بكر بن سالم بن عيدروس البار 1301-1384هـ

 

نشأته وتحصيله العلمي : ولد بمكة المكرمة عام 1301هـ في أحد البيوت العلمية المكية ، فرباه والده وثقفه ثقافة دينية إلى أن ترعرع ، ثم ولي أمر تعليمه أخوه الأكبر السيد عيدروس بن سالم البار ، وحفظ القرآن الكريم على الشيخ عبد المعطي ميرداد والشيخ محمد الشربيني ، وتلقى علوم التفسير والحديث والفقه على علماء عصره بالمسجد الحرام ، حيث دفعه أخوه السيد عيدروس بن سالم إلى حلقات العلماء ودروسهم ، فاستفاد منهم وتخرّج بهم في العلوم الشرعية مع تبرّز في الفقه الشافعي .

من شيوخه : السيد سالم بن عيدروس البار ( والده ) ، السيد أحمد بن حسن العطاس ، السيد أحمد بن محسن الهدّار ، السيد حسين بن محمد الحبشي ، الشيخ محمد سعيد با بصيل ، السيد عبد الباري بن شيخ العيدروس ، السيد محمد عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني ، السيد عبد الله بن عيدروس العيدروس ، السيد علوي بن عقيل ، الشيخ عمر بن أبي بكر با جنيد .

الأعمال التي تقلّدها :
- درّس في المدرسة الفخرية لفترة امتدّت حوالي العشر سنوات .
- عمل مدرساً بمدرسة الفلاح بمكة المكرمة عام 1335هـ ومكث بها سنة واحدة .
- درّس بالمسجد الحرام خلال العهد الهاشمي والعهد السعودي .
- اختير مدرساً بمدرسة المطوفين في المسجد الحرام عام 1347هـ .
- قام بالإمامة في مسجد الشيخ جعفر الميرغني بجانب مدرسة الفلاح بحارة الشبيكة ، وكان له درس فيه يلقيه على طلبة العـلم بعد العصر ، وقد ظلّ يؤمّ الناس بهذا المسجد
حتى عام 1380هـ ، ومن دروسه فيه درسٌ من كتاب الجوهر الثمين للشيخ العجلوني .
- درّس بالمدرسة الصولتية في القسم الثانوي والقسم العالي للعلوم الدينية في فترات متقطعة مدة طويلة من الزمن كالتالي : من محرم 1355هـ وحتى جمادى الأولى 1357هـ ،
ثم شهري جمادى الأولى والآخرة 1359هـ ، ثم ثلاثة أشهر صفر وربيعي الأول والآخر عام 1360هـ ، ثم مدة عشر سنوات تقريباً من محرم 1362هـ حـتى ربيع الآخر 1372هـ .
- عيّن عضواً في هيئة تمييز القضايا الشرعية عام 1361هـ .

تصدّره للتدريس بالمسجد الحرام : بعد اختباره أُجيز له التدريس بالمسجد الحرام ، وبما أن أكثر مدرسي الفلاح كانت لهم حلقات بالمسجد الحرام ، فقد درّس بحلقته في الحرم خلال العهد الهاشمي من عام 1335هـ حتى الخمسينات الهجرية تقريباً .

مكان حلقة درسه ووقتها : في الرواق الذي بين باب الباسطية وباب العتيق ، على يسار الداخل من باب العمرة .

العلوم والكتب التي درّسها : درّس النحو والصرف من كتاب متممة الأجرومية ، وكتاب قطر الندى لابن هشام ، ودرّس الفقه الشافعي من كتاب المقدمة الحضرمية لعبد الله بافضل ، ودرّس كذلك كتاب النصائح الدينية للسيد عبد الله بن علوي الحداد ، وتفسير الجلالين ، ومختصر البخاري لأبي جمرة .

طريقته في التدريس : يصف تلميذه الأستاذ عمر يحيى عبد الجبار طريقته ، يقول :"كان يفتتح كل كتاب جديد بالبسملة ، ثم يشرع في اختلاف العلماء في معنى الباء وإعراب البسملة إلى أن ينتهي الدرس دون أن يتقيّد بزمن لا يكفي للشرح والتوسّع في الموضوع بحثاً وتحليلاً وتمحيصاً ، فتظلّ عباراته عالقة بآذان الطلاب ترنّ رنيناً متابعاً ، كأنّ كل حرف فيها يضيء في روحانية عجيبة ويلتمع في نورانية ، وكان يختتم درسه بقوله : ( والله أعلم )" ، ويصف كذلك تلميذُه الشيخ عبد الفتاح حسين راوه أسلوبَه ، يقول :"كان حلو الأسلوب والتعبير ، وعظه يقع في القلب ؛ لأنه خارجٌ من قلب صالح" .

إنتاجه العلمي :
1-  له ( شرح على رسالة الحبيب أحمد بن زين الحبشي ) المشهورة .
2-  له ( شرح على قصيدة الحبيب عبد الله بن علوي الحداد ) التي مطلعها : عليك بتقوى الله في السرّ والعلن .

دوره الاجتماعي والثقافي : قام بالدعوة إلى الله خارج الجزيرة العربية في رحلتين :
- الأولى : كانت قبل عام 1348هـ إلى بلاد الهند .
- والثانية : كانت في عام 1352هـ إلى بلاد جاوا .
وكان منزله مع أخيه السيد عيدروس بن سالم بأسفل جبل الكعبة منزلاً للحجاج من السادة آل باعلوي وغيرهم من الحضارم ، وكان يشهد جلسات طيبة ونفحات عطرة وأذكاراً مفيدة وتذكيراً
متواصلاً ، هذه المجالس كانت تسمى بـ ( الرّوْحة ) فكانت ملتقىً للحجاج يتذاكرون فيه ويتعلمون فيه أمور دينهم ، وفي نفس الوقت كانت ملتقىً لأهل مكة يجتمع فيه العلماء وغيرهم على قراءة كتب الحديث وكلام السلف الصالح وذكر الله تعالى ، وكان هذا المجلس يعرف كذلك بالسبتيّة والثلوثية ؛ لقيامه يومي الجمعة في ليلة السبت ، والإثنين في ليلة الثلاثاء ، ولم ينقطع السيد أبو بكر البار عن التدريس في هذه المجالس حتى وفاته ، كما يذكر ابنه السيد محمد البار أن والده السيد أبا بكر كان يقوم قبل الفجر الأول بساعة ، ويوصيه معظم أهالي مكة لإيقاظهم لصلاة الوتر ، فكان يخرج من جبل الكعبة ويدور على معظم حواري مكة قبل أن يصل إلى المسجد الحرام ، يوقظ عامة الناس وخاصتهم ممن أوصوه ، وكان يجهر بقراءة القرآن أثناء سيره من منزله إلى المسجد الحرام وخصوصاً بسورة ( طه ) .

وفاته : توفي ( رحمه الله ) بمكة المكرمة في الثاني من شهر صفر لعام 1384هـ .


للمزيد عن ترجمته :
1- نثر الدرر ذيل نظم الدرر في تراجم علماء مكة - للشيخ عبد الله محمد غازي الهندي (مخطوط) .
2- سير وتراجم - الأستاذ عمر يحيى عبد الجبار .
3- تشنيف الأسماع - للشيخ محمود سعيد ممدوح .
4- الدليل المشير - للسيد أبي بكر بن أحمد الحبشي .
5- أهل الحجاز بعبقهم التاريخي - للأستاذ حسن عبد الحي قزاز .
6- الجواهر الحسان - للشيخ زكريا بيلا - ج1 .
7- ملف علماء الصولتية - للشيخ ماجد مسعود رحمت الله (مخطوط) .
8- باب السلام في المسجد الحرام - للدكتور الشيخ عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان .
9- المصاعد الراوية - للشيخ عبد الفتاح حسين راوه .
10- رجال من مكة المكرمة - د. زهير محمد جميل كتبي - ج4 .
11- أعلام المكيين - للشيخ عبد الله المعلمي - ج1 .
12- موسوعة تاريخ التعليم بالمملكة العربية السعودية - وزارة المعارف - ج4 .
13- فهرست شيوخ السيد علوي المالكي - السيد محمد علوي المالكي .
14- موسوعة أسبار للعلماء والمتخصصين في الشريعة الإسلامية بالمملكة - مؤسسة أسبار - ج1 .
15- الدور التربوي لحلقات العلم بالمسجد الحرام في عهد الملك عبد العزيز - السيد حسن محمد شعيب - (رسالة ماجستير غير منشورة) .
16- مقابلة شخصية مع ابن المترجم السيد محمد بن أبي بكر البار - أجراها السيد حسن محمد شعيب .


ترجمة خاصة بموقع قبلة الدنيا من إعداد : حفيد المترجم السيد حسن محمد شعيب .