الشيخ محمد التواتي المغربي 0000 - 1379هـ
اسمه : محمد التواتي المغربي ، ولد في بلده الجزائر ببلدة "بر تواتي" وإليها كانت نسبته ، وكانت بلدةً مشهورة بالتمر ، أما لقب المغربي ؛ فذلك بسبب أن أهل بلدان ليبيا والجزائر وتونس والمغرب كلهم يلقبون في الحجاز بالمغربي ؛ حيث أن هذه البلدان داخلة فيما يسمى بالمغرب العربي .
نشأته : نشأ في بلدته بر تواتي وحفظ القرآن الكريم ، وتلقى العلم على علماء بلده ، وشارك في الجهاد مع جيش المقاومة ضد المستعمرين ، ورحل في طلب العلم إلى مصر وغيرها حتى استقرّ به المقام مجاوراً في مكة المكرمة وذلك في العهد الهاشمي تقريباً في الثلاثينات الهجرية ، وكان يسكن في جبل السودان ، تزوّج بالجزائر وأُنجبت له بنت ، وفي آخر حياته تزوّج بمكة المكرمة من ابنة عمّ تلميذه علي بن هلال الحتيرشي ولم يكن له منها ذرية .
مكانته العلمية : حضر دروس علماء المسجد الحرام ، ومنهم السيد عباس بن عبد العزيز المالكي ، الذي أدركه وابنه السيد علوي مازال صغيراً يقرأ عليه بالحرم ، ويدرس في مدرسة الفلاح ، فقرأ السيد علوي على الشيخ التواتي وحفظ أكثر المتون العلمية ، فكان السيد علوي يجلّه ويقدّره ، حيث كان كلما قدم من مدرسة الفلاح إلى الحرم يقبّل يد الشيخ التواتي ويجلس عند ظهره بالحرم ، كما أن السيد علوي فتح له مدرسة والده السيد عباس ( التي كانت تسمى باسمه ) وموقعها عند باب الدريبة ، أيام كانت المدارس حول المسجد الحرام ، وكانت هذه المدرسة معطلة ، ففتحها له ليعطي دروسه لطلاب العلم بعد إيقافه عن التدريس بالحرم بسبب خلاف حصل بينه وأحد مراقبي الحرم .
تدريسه : عقد حلقته بالمسجد الحرام في الأربعينات الهجرية تقريباً ، وموقعها في رواق باب السلام بعد الصبح وبعد الظهر ، وكان يدرّس بالحرم بجانب فطاحل علماء الحرم في ذلك الوقت : كالسيد عباس المالكي ، والشيخ العربي التباني ، والشيخ عيسى رواس ، والشيخ حسن مشاط وغيرهم ، تعرّض للكثير من المضايقات من قبل بعض مراقبي الحرم مما سبب انقطاعه عن التدريس أياماً قليلة لم يلبث بعدها أن واصل التدريس حتى سنة وفاته .
العلوم والكتب التي درّسها : كان الشيخ التواتي مالكيّ المذهب كعادة علماء المغرب العربي ، وكانت دروسه في الفقه المالكي ، إضافة إلى تدريسه بعض الكتب في الفقه الشافعي كمتن أبي شجاع ، ودرّس كتب الحديث والسنن ، والفرائض ، وعلوم اللغة العربية .
طلابه : من أشهر طلاب الشيخ التواتي على الإطلاق السيد علوي بن عباس المالكي ، ومن طلابه أيضاً الشيخ علي بن هلال الحتيرشي الهذلي عمدة الفيصلية ( المعابدة سابقاً ) وكان المقرئ في معظم دروسه ، وكان من الطلاب المعيدين الذين يوكل لهم الشيخ التواتي تدريس طلاب المستوى الأدني في الدروس ، وكان معظم طلاب حلقته بالحرم من أهل اليمن وحضرموت ومن أشهرهم السيد أحمد بن عبد الله الجفري ، وكانوا من أصحاب المهن والأعمال .
دوره الاجتماعي والثقافي : كان الشيخ التواتي على علمه ومزلته العلمية قريباً من المجتمع المكي ، حريصاً على أن ينشر العلم بين أفراده مهما قلّت أو ضعفت توجهاتهم له أو انشغالاتهم عنه ، يروي تلميذه - الذي لازمه أكثر من عشر سنوات - الشيخ علي الحتيرشي كيف أن الشيخ التواتي كان حريصاً على وصل حبله بالعلم والعلماء ، وكيف أحدث نقلةً في حياته وانتشله من البيع والتجارة إلى ثني الركب في حلقات العلماء بالحرم والتفقه في الدين وعلومه ، حتى أصبح يلقي الدروس بالحرم نيابةً عن شيخه للطلاب أصحاب المستويات الأقل ، ويذكر كذلك أن مجموعة من العمّال من أهل اليمن وحضرموت طلبوا من الشيخ التواتي أن يعقد لهم درساً في الفقه الشافعي بعد الظهر حتى يتسنى لهم حضوره بعد الانتهاء من أعمالهم بالنهار ، فلم يتأخر الشيخ التواتي عن طلبهم وعقد حلقته معهم بعد الظهر واستمرّ معهم فيها عشرات السنين ينتقل مهم من مستوى إلى آخر حتى وفاته .
وفاته : توفي ( رحمه الله ) في أواخر السبعينات الهجرية تقريباً في عام 1379هـ ، ودفن في المعلاة .
المصدر الوحيد للترجمة : مقابلة شخصية مع أقرب تلاميذ الشيخ التواتي الملازمين له وهو الشيخ علي بن هلال الحتيرشي الهذلي ، أجراها السيد حسن محمد شعيب .
ترجمة خاصة بموقع قبلة الدنيا من إعداد : السيد حسن محمد شعيب .
0 تعليقات