من عادات أهل في مكة في رمضان

كان أهل مكة المكرمة يصنفون أيام شهر رمضان المبارك على النحو التالي :

 

العشرة الاولى للجزارين : إذ يقبل الناس فيها على شراء اللحوم بأنواعها .. و الطيور ايضاً . منها ماهو خاص بـ " الشوربة " التى تصنع من الحب او الشعيرية أو الفريك .. ومن اللحم ايضاً ما يؤخذ من " الهبرة " لفرمها في المنزل ليضاف اليها البصل وقليلا ً من البهارات حتى ينضج وبعد تبريده يضاف اليه البقدونس ومنها تصنع السمبوسك .

 

اما العشرة الثانية من رمضان فيطلق عليها " عشرة القماشين " وفي هذه الايام المباركة تشترى الاقمشة للذكور والإناث والاطفال لتجهيزها للعيد السعيد , مع التوابع الاخرى كالفنايل و السراويل والكوافي والإحرام المطرز و المداس المزركش والتاسوما وبعض العوائل تقوم بخياطتها ....

أما العشرة الثالثة فهي " عشرة الخياطين "  وفي خلالها يشتد الزحام عليهم والرجاءات في ان تكون الخياطة جيدة وحلوة ..وأحياناً يتأخر بعض الخياطين في تسليم ما أوكل اليهم حياكته , فان كان للولد ثوبان لا يحصل الا على ثوب واحد " وهات ياركض ..ويارمح " وترى الاولاد يزوغون  من البيوت ذهابا وإيابا للخياطين .. منهم الفرحان ومنهم الزعلان والدموع على الخدين تجري ..

 

ولا تسل عن المهتمين بالعمائم وخياطة الجبب والشايات والصداري يذهبون الى الخياطين لاستطلاع اخبار الفراغ منها وعن ملابس اولادهم وبناتهم وقد كان الناس في تلك الايام لا يرتدون الملابس الحلوة الزاهية إلا في يوم العيد ..

 

اما الحلاقون فإن الزحام عليهم يبدأ في الخمسة الايام الاخيرة من رمضان سواء للرجال او النساء او الاطفال وكل عائلة لها حلاق مخصوص تعودوا عليه ..ويكاد يكون شهر رمضان من المواسم الهامة للحلاقين لتحسين مواردهم ورفع مستواها ....

 

المرجع كتاب : أهل الحجاز بعبقهم التاريخي لـ حسن عبدالحي قزاز .