مكتبة مكة المكرمة
المولد النبوي الشريف....هو المكان الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم معروف معلوم في فم شعب علي وهو الشعب الذي كان يسكنه بنو هاشم وفيه حاصرتهم قريش عند بعثته صلى الله عليه وسلم.وبني فوق المكان مسجدا ثم هدم لكثرة تبرك الناس به ثم بنيت في المكان عمارة جعلت مقرا لمكتبة مكة بناها الشيخ عباس القطان سنة 1371هـ من ماله الخاص
وهذه قصة بناء المكتبة في مكان ولادته صلى الله عليه وسلم
كان الشيخ عباس قطان يتمنى أن يقيم في هذا المكان مكتبة عامة، و اتفق مع أصهاره/ آل الكردي، أن يشتري منهم مكتبة المرحوم الشيخ/ ماجد الكردي، الشهيرة بالمكتبة/ الماجدية، و هي من أثمن المكتبات الخاصة، و ينقل محتوياتها إلى هذه الدار، صيانة للموضع الذي ولد فيه الرسول الكريم صلوات الله و سلامه عليه، من أن يبقى معرضا للإهمال و تكريما له بإقامة عمل نافع للناس فيه.
و كانت العقبات التي واجهها الشيخ/ عباس قطان، لتحقيق هذه الأمنية الكبيرة كثيرة، و لكنه استمر في محاولاته تلك دون كلل أو ملل، فاستطاع بعد سنوات طويلة من الصبر و تصيد الفرص المناسبة، أن يحظى بموافقة جلالة المغفور له الملك عبد العزيز، للسماح له بإقامة المبنى الذي يريد. و ما أن حصل الإذن من جلالته بإقامة المبنى حتى سارع باتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك عام 1370هـ، و كان يشرف على البناء بنفسه في كل يوم راغبا في سرعة إنجازه و تحقيق الأمينة التي كان ينشدها برؤية المكتبة العامة مشيدة في موضع مولد النبي صلى الله عليه و سلم. و في يوم من أيام شهر رجب 1370م، ذهب كعادته لرؤية العمارة مصطحبا بعض أصدقائه، و لكنه شعر بألم مفاجئ، و هو واقف في الموقع، فقد فاجأته نوبة قلبية حادة، فأمسك به بعض الحاضرون من أبنائه و أصدقائه، و استدعى له أحد الأطباء، ثم نقل إلى بيته، و في اليوم التالي فارق الحياة، فكانت هذه العمارة التي تمنى أن ينشئها هي الخاتمة السعيدة لحياته، و لقد قام أبناؤه من بعده بإكمال العمل الطيب الذي بدأه والدهم العظيم، كما نقلوا إليها المكتبة/ الماجدية، و سلمت إلى وزارة الحج و الأوقاف، و هي مفتوحة للجميع.
نقلا عن كتاب/ أعلام الحجاز في القرن الرابع عشر للهجرة، للأديب السعودي الكبير/ محمد علي مغربي، الطبعة الأولى 1401هـ - 1981م، من إصدارات إدارة النشر بشركة تهامة .
0 تعليقات