44 عـــامـــاً في خــــدمــة مســتشفيات مكـــة المكــرمة
عمل الدكتور عبدالوهاب بن عبدالرحمن مظهر قرابة 44 عاماً، في كل من مستشفى الملك عبدالعزيز بالزاهر ومستشفى أجياد العام بالعاصمة المقدسة.
(الندوة) استضافت مظهر للحديث عن مسيرته في حقل الطب ومعاناته مع مرض الفشل الكلوي كأول من ادخل جهاز غسيل الكلى في منزله، ورابع أخصائي أشعة في مكة المكرمة ، وكيفية زراعة كلية له في أمريكا، ومظهر من مواليد مكة المكرمة عام 1355هـ ، وتلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي في مكة المكرمة ، بعدها ابتعث إلى القاهرة عام 1376هـ للالتحاق بجامعة القاهرة (كلية الطب- القصر العيني) وتخرج في عام 1383هـ .
أين عملت بعد التخرج ؟
عملت لمدة عام طبيب امتياز بمستشفيات وزارة الصحة المصرية، بعدها التحقت عام 1384هـ بمعهد الأشعة بالقاهرة وحصلت على دبلوم الأشعة التشخيصية والعلاجية عام 1386هـ ، بعد ذلك عدت إلى بلدي الحبيب والتحقت بوزارة الصحة في نفس العام 1386هـ طبيباً (أخصائي أشعة) بمستشفيات مكة المكرمة وعملت في الوحدة الصحية المدرسية ، بعدها صدر أمر وزير المعارف وكان وزيراً للصحة أيضا الشيخ حسن آل الشيخ أن أعمل في الصحة وفي الوحدة الصحية المدرسية وبعدها تلقيت اتصالاً من زوج خالتي الشيخ عبدالقادر - رحمه الله - وقال بأن تعييني جاء في وزارة الصحة وعليَّ أن أذهب إلى مستشفى الملك عبدالعزيز بالزاهر بناء على مكالمة جاءته من الدكتور هاشم عبدالغفار حيث كان زوج خالتي يعمل في الرياض وهو صديق الدكتور هاشم وقال بأنه تم تبليغ الدكتور عبدالعزيز كردي رحمه الله حيث كان مدير المستشفى في ذلك الوقت وفي اليوم الثاني باشرت في المستشفى وكان ذلك في اخر شهر شعبان تقريباً وعلى ما أذكر عملت في الوحدة الصحية المدرسية وفي أول شهر رمضان المبارك عملت في المستشفى من 1386هـ في مجال الاشعة لأني أخصائي أشعة حيث حصلت على دبلوم الأشعة.
هل جهاز الأشعة قديماً هو نفس جهاز الأشعة اليوم؟
لا طبعاً الأجهزة الآن حديثة ومتقدمة أما الفكرة الفيزيائية والأساس فيها واحد لكن تطورت بحيث أصبح فيها وقاية شديدة للطبيب والمساعدين والمرضى بأن لا يتأثروا بالأشعة، مثل سيارة موديل خمسين تطورت وأصبحت موديل 2009مثلاً وهكذا.
هل امكانيات زمان مثل امكانيات الوقت الراهن؟
لا طبعاً تطورت تطوراً مذهلاً وتطوراً نراه باستمرار سنة بعد اخرى ، فمثلاً عندما بدأت العمل كان في مكة المكرمة جهازان فقط جهاز في مستشفى الملك عبدالعزيز بالزاهر وجهاز اخر في مستشفى أجياد العام ، وكان من الأجهزة القديمة جداً حتى انني فوجئت بأنه لا يوجد سوى هذين جهازان فقط في مدينة مكة المكرمة وكنت أرى في مستشفى القصر العيني أجهزة حديثة وكنت قبل مجيئي اعتقد بأن لدينا أجهزة حديثة ومتطورة ولكن فوجئت بالعكس.
كم عدد الفنيين في ذلك الوقت؟
كان عندي تقريباً حوالي عشرة فنيين في مستشفى الزاهر وثمانية في مستشفى أجياد وكنت في البداية قد اشتغلت من (4-5) أشهر في مستشفى الزاهر وكان هناك طبيب لبناني في مستشفى أجياد ولم أعرف ما هي ظروفه حيث كان يسكن في جدة فساعات يتأخر عن الحضور فتم تكليفي بأن أعمل يوم في الزاهر ويوم في أجياد ، وأعتبر رابع شخص يتخصص في الأشعة في ذلك الوقت.
كم كان راتبك في ذلك الوقت وكم يعادل اليوم؟
الراتب كان لا يتجاوز الـ (1200) ريال ، على المرتبة الثالثة وهذا الكلام عمره الآن (44) سنة ويعادل اليوم تقريباً من (8-10) آلاف ريال والحمد لله كله خير وبركة، فأنا كانت ظروفي المادية في ذلك الوقت ميسورة ولله الحمد فكان والدي - رحمه الله - رجلاً ميسوراً وكان متقاعد وعنده سيارة وبيت فكنت استخدم سيارته واسكن معه في البيت ، بعكس بعض الزملاء من الأطباء كانوا يعانون من ظروفهم المعيشية الصعبة جداً.
مَنْ من المديرين عاصرت؟
عاصرت أول تعييني في مستشفى الزاهر مدير المستشفى الدكتور عبدالعزيز كردي - رحمه الله - والدكتور سليمان فقيه في مستشفى أجياد ، وهناك أطباء لا أذكرهم الآن.
متى كان تقاعدك؟
تقاعدت في عام 1419هـ حيث كان قد تم التمديد لي سنتين ثم تبعها سنتان ، لأن تقاعدي كان مرتين في عام 1415 لبلوغ السن القانوني .
كيف بدأت قصتك مع الكلى؟
بدأت الكلى عندي في عام 1388هـ حيث عملت العديد من الفحوصات والتحاليل بعد أن شعرت بأعراض المرض بألم كلوي خفيف في البداية كما عملت العديد من الأشعة وعندها اتضح بأن كليتي ضعيفتان تقريباً وواحدة (تكاد تكون غيرمعروفة) فعلمت ان عندي ضعفاً في الكلى، وكان هناك دكتور اسمه سيد نظام الدين رحمه الله ، استشاري باطنة وكان يعمل في مستشفى أجياد فصار يتابع حالتي لمدة سنة حيث أجريت لي العديد من الفحوصات والتحاليل وعندهاا قال لي : انت مريض بالكلى ولابد عليك أن تذهب إلى بريطانيا فأعطاني توصية لأنه كان يعمل مستشاراً في بريطانيا وهو طبيب ممتاز جداً ، حيث ارسلني على طبيب مشهور في أمراض الكلى فغادرت عام 1392هـ ، وعند وصولي راجعت الطبيب نهناك وكان اسمه علي ما اعتقد (ألنسل) وقال لي بعد الفحوصات لديك (فشل كلوي) ولكن عليك بالتزام الحمية وتواظب عليها مع استخدام بعض الأدوية التي سوف أكتبها لك وتحتاج بعد ذلك إلى (زرع كلى).
متى غسلت الكلى أول مرة؟
في عام 1395هـ ، أرسلوني لحضور مؤتمر في ماليزيا وبعد المؤتمر قمت بجولة سياحية وعندما رجعت أصبت بتعب شديد واستمر ذلك ما يقرب من شهر كامل وأنا أعاني من المرض وكان ذلك نتيجة الفشل الكلوي ، فاسترحت أيام ثم عاودني المرض فذهبت إلى الرياض لأراجع في المستشفى التخصصي بالرياض فأجريت لي الفحوصات الطبيبة هناك وكتبوا لي العلاج ولكن أجريت لي بعد ذلك عملية غسيل الكلى وخلال عدة شهور تحسنت ولله الحمد ،وطلب مني الطبيب استعمال العلاج بانتظام وأكد على زرع كلى، وفي عام 1396هـ كنت في مؤتمر في البرازيل ، ثم ذهبت إلى لندن فهنك طبيب مشهور اسمه (كروكت) وكان المرضى يرسلون إليه ، وهناك علموني كيف أغسل ، وبالفعل كنت أغسل لنفسي وكانت زوجتي تساعدني في ذلك حيث أخذت جهازاً لنفسي ومكثت في بريطانيا مدن (4-5) شهور وبعدها عدت إلى بلدي، علماً بأنه لم يكن في المملكة سوى جهازين للغسيل واحد في الرياض والآخر في جدة ، أما مكة المكرمة فلم يكن يوجد بها جهاز غسيل على الإطلاق ، ويعتبر أول جهاز غسيل خاص بي دخل في بيتي وكانت زوجتي تساعدني في الغسيل جزاها الله خيراً وكان الغسيل ثلاث مرات في الأسبوع وكانت قيمة الجهاز في ذلك الوقت من (7-10) الاف جنيه حيث صدر الأمر السامي الكريم من الملك خالد بن عبدالعزيز - طيب الله ثراه- بشراء جهاز غسيل لي وكان ذلك قبل سفري إلى البرازيل لحضور المؤتمر وعند رجوعي ذهبت إلى بريطانيا وقدم الدكتور (كروكت) تقريراً طبياً مفصلاً عن حالتي الصحية ، وكنت قد تقدمت بمعروض لوزير الصحة في ذلك الوقت الدكتور الجزائري والذي قام برفعه للملك خالد - طيب الله ثراه- والذي أمر بشراء الجهاز كما ذكرت وفي نفس اليوم سافرت لبدء الغسيل هناك.
في أي عام زرعت الكلى؟
في عام 1401هـ ، بأمريكا حيث مكثت هناك (11) شهراً ، وذات يوم كنت أقوم بالغسيل وعندما رجعت للمنزل هناك تلقيت اتصالاً يطلب مني ألا أتناول طعام العشاء وعليَّ الحضور في أسرع وقت لوجود (كلية) وبالفعل دخلت المستشفى وتقول زوجتي انني مكثت في غرفة العمليات (14) ساعة وبعد العملية أدخلوني غرفة الانعاش (العناية المركزة) بعدها خرجت ولله الحمد والآن لي ما يقرب من (29) عاماً منذ زراعة الكلى ، ولم أشعر ولله الحمد بأي مضاعفات ما دام الإنسان متقيداً بالحمية ويتناول العلاج ، وقد الفت كتاباً اسمه (جهاز الكلية الصناعية) وقد وضعت جهاز الغسيل في مستشفى النور التخصصي في المتحف لديهم.
المصدر : الندوة 29/4/1430هـ / حوار : أحمد عامر
0 تعليقات