التكايا و الاربطة
التكيّة ، هي الكلمة التركية المسايرة للخانقاه وللزاوية ، فقد أطلق العثمانيون على الخوانق والزوايا التي كانت قبلهم أو تلك التي أسموها اسم التكايا . وكلمة تكية نفسها ، كلمة غامضة الأصل ، فبعضهم يرجعها إلى الفعل العربي "وتأ" و"اتكأ" بمعنى استند أو اعتمد ، خاصة أن معاني كلمة " تكية " بالتركية : الاتكاء والتوكؤ والاستناد إلى شيىء للراحة والاسترخاء . ومن هنا تكون التكية بمعنى مكان الراحة و الاعتكاف .
الكلمة عند العثمانيين ، كانت تطلق على ثلاثة أشياء :
* مقام أو مزار أحد الأولياء .
* زاوية أو خانقاه يقيم فيها السادة الصوفية .
* خان أول نُزُل لراحة الحجاج والمسافرين
هذه المعاني كانت جميعا مستعملة في مكة المكرمة ولكن المعنى الغائب ، هو المعنى الثاني ، وهو أن التكية مكان تقيم فيه السادة الصوفية ، ويأكلون مجانا ، ويقضون أوقاتهم في العبادة ، وفي الذكر ،
وفي كثير من الأحيان تجدد معنى التكية ، بحيث أصبحت في المعنى الأكثر شيوعا منشأ ، لتقديم الوجبات الشعبية المجانية للفقراء والمجاورين للمسجد الحرام . وأولئك الذين يقومون على خدمة المساجد والحرم الشريف . تنبغي الإشارة إلى أنه مع اضمحلال المدارس في العهد العثماني ، انتعشت الزوايا والتكايا ، وازداد عدد السادة الصوفية
أما الاربطة، فالرباط في الأصل بيت المجاهدين ، ولكن السادة الصوفية ، استعملوا الكلمة فيما بعد بمعنى الخانقاه ، على أساس أنهم كانوا يخوضون جهادا روحيا . كانت الاربطة تغذي الوافدين إليها بالتعليم الديني ، وتوفر لهم غذاء روحيا ، وفي العصر العثماني أصبحت كثير من الاربطة ملاجىء للفقراء من نساء ورجال يقدم لهم فيها الطعام وتصرف المساعدات المختلفة . وكانت الاربطة مراكز للتعليم الصوفي ، بالإضافة إلى مهامها الاجتماعية والسياسية ، وكان في بعضها مكتبات وفي حين كان السادة الصوفية يقيمون في الخوانق بصورة دائمة أو شبه دائمة ، كان زوار الاربطة يقيمون فيها لمدد قصيرة نسبيا ، غير أن التمييز بين الخوانق والربط لم يكن متيسرا في كثير من الأحيان,وقبل ظهور الأربطة بمكة المكرمة كانت هناك مايسمى بالدور والرباع وتقوم بدور الرباط الى حدما ,ومن اشهر الدور والرباع:1-ربع آل أبي العاص بن أمية 2-رباع بني نوفل بن عبدمناف عند العلم الاخضر بالمسعى 3-ربع آل دواد بن الحضرمي 4-رباع بني عامر بن لؤي 5-دار سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه6-دار العباس رضي الله عنه 7-دار الأرقم بن ابي الأرقم 8-دار العجلة ,وفي عام 312هـ ظهر في مكة المكرمة ولأول مرة أسم جديد يعرف بالرباط (رباط السدرة ويقع بين باب السلام وباب النبي صلى الله عليه وسلم
المرجع كتاب :الأربطة في مكة المكرمة د/حسين شافعي
0 تعليقات