الحجر الأسود نزل من الجنة أبيض .. وسودته خطايا بني آدم
استباح القرامطة مكة المكرمة سنة 317 هجرية وقتلوا الحجيج وضرب زعيمهم القرمطي الباطني الحجر الأسود بدبوس فكسره ثم قلعه وحمله إلى بلدة «هجر» التي تقع في الاحساء وبقي فيها 22سنة إلى أن هلك القرمطي فردّته العرب إلى مكانه.
وقيل إن الحجر الأسود تعرّض لأحداث عظيمة منها حريق في عهد قريش وحريق آخر في عهد عبد الله بن الزبير وبسبب هذه الأحداث تكسر الحجر حتى ليقول الشيخ محمد طاهر الكردي المتوفى سنة 1400 هجرية , في كتابه التأريخ القويم : (( والذي يظهر من الحجر الأسود في زماننا ثماني قطع صغار مختلفة الحجم أكبرها بقدر التمرة الواحدة.
ويقع الحجر الأسود في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة على ارتفاع متر و10 سم من أرض المطاف وطوله 25 سم وهو كتلة من الحجر ضارب إلى السواد شبه بيضاوي في شكله.
ويحيط به إطار فضي وأول من ربط الحجر به عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ثم تتابع الخلفاء من بعده على ذلك وكان آخر ذلك في عهد الملك سعود بن عبد العزيز سنة 1375هجرية، وتم ترميم هذا الإطار سنة 1422 هجرية في عهد الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله ويقال إن السواد هو في الظاهر منه فقط فقد روى الفاكهي عن مجاهد قال : (نظرت إلى الركن حين نقض ابن الزبير البيت فإذا كل شيء منه داخل البيت أبيض ) ومما يشهد لهذا ما أخرجه الإمام أحمد والترمذي وابن خزيمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ نزل الحجر الأسود من الجنة أشد بياضًا من اللبن فسوّدته خطايا بني آدم “ وقال الترمذي حسنٌ صحيح).
و يشرع استلام الحجر الأسود عند البدء بالطواف وعند أول كل شوط وكذا يشرع تقبيله عند الاستلام من غير إصدار صوت عند التقبيل كما يسن قول: “بسم الله والله أكبر”.
ومن فضائل الحجر الأسود أنه من أحجار الجنة، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “ الحجر الأسود من الجنة” ، أخرجه النسائي وصححه الألباني.
وأنه يشهد لمن استلمه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ والله ليبعثنه يوم القيامة له عينان يبصر بهما ولسانا ينطق به يشهد على من استلمه بحق”.
وأن استلامه واستلام الركن اليماني يحط الخطايا لقول رسول الله: “إن مسحهما يحط الخطايا” ، وأنه نقطة بداية وانتهاء الطواف.
ويصف الدكتور يحيى زمزمي وكيل كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى أن تقبيل الحجر الاسود سبب في تكفير الذنوب والسيئات وهذه حكمة من حكم الله عز وجل العظيمة، وأبان أن الحجر الاسود الموجود في الكعبة المشرفة هو الحجر الوحيد في الدنيا الذي يجوز للانسان تقبيله والمسح عليه، ويروى ان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد قال عند الحجر الاسود “والله ما أنت الا حجر أصم ولولا أنني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبّلك .. ماقبّلتك”.
المصدر / جريدة المدينة 19/9/1430هـ - حامد القرشي
0 تعليقات