ماهر المعيقلي من المسجد النبوي الى الحرم المكي

 

اختير الشيخ ماهر المعيقلي، إمام الحرم المكّي الشريف، للوقوف أمام صفوف المصلين ليؤمهم في الصلاة عوضا عن مكوثه بين جدران فصول دراسية تعج بالطلاب كي يلقنهم القوانين والمبادئ الرياضية باعتباره أحد المعلمين الذين تخصصوا في الرياضيات بكلية إعداد المعلمين بالمدينة المنورة وتم تعيينه إماما للحرم المكي.

وماهر المعيقلي، الذي عين إماما للحرم المكي بأمر من السلطات العليا في السعودية بعد صدور الموافقة على تثبيته، ألحق ابنتيه وولديه بمدارس تحفيظ القرآن ليسيروا على نهجه، إذ كان إماما لجامع عبد الرحمن السعدي بحي العوالي في مكة المكرمة، غير أنه كان يصلي بالناس يومياً ما عدا شهر رمضان المبارك باعتباره كان يؤم الناس فيه بالمسجد النبوي، وذلك في العام 2005.

تربى الشيخ ماهر في محافظة الوجه الواقعة شمال السعودية باعتبار أن جذوره تتحدر من تلك المنطقة، وحفظ القران الكريم لينتقل إلى المدينة المنورة مع والده وتخرج فيها معلما لمادة الرياضيات، إلى جانب انتقاله لمكة المكرمة التي عمل بها معلما في مدرسة بلاط الشهداء ثم أصبح بعد ذلك مرشدا طلابيا في متوسطة الأمير عبد المجيد بمكة.

وصاحب قرار تثبيته في الحرم المكي نقل خدماته باعتباره يحمل شهادة الماجستير في الفقه لينتقل من وظيفة معلم بوزارة التربية والتعليم إلى محاضر في جامعة أم القرى.

ومن يستمع إلى صوت ماهر المعيقلي سيتذكر بشكل تلقائي تلاوة شيخه محمد عبد الكريم الذي كان إمام وخطيب مسجد الكوثر بحي الصفا في مدينة جدة، إذ بعد رحيله إلى بلده صلى الشيخ ماهر بالمسجد نفسه لفترة بسيطة، ما جعله يتأثر بتلاوته كثيراً.

ويروي أحد معارفه عبر موقع الكتروني يحمل اسم الشيخ ماهر المعيقلي، أنه يعرفه منذ فترة طويلة قبل أن يكون إماما للحرمين، ويقول «عندما كان إماما لمسجد الشيخ ابن سعدي بمكة المكرمة كنت أصلي معه التراويح»، لافتا إلى أنه كان يتمنى أن يصبح ماهر إماما للحرم آنذاك.

ويضيف يعد الشيخ ماهر زميلا لي في التعليم، إلا أنه انتقل بعد ذلك لجامعة أم القرى، إذ التقيت به عدة مرات في دورات تدريبية، مؤكدا أنه كان قمة في التواضع والخلق الحسن ولين الجانب.

وما زال يتذكر موقفاً عالقاً في ذهنه منذ أن كان يدرس معه في إحدى الدورات التدريبية، إذ تقدم الشيخ ماهر للصلاة بهم، خاصة أنهم كانوا يستمتعون بجمال صوته وهدوئه وأدائه الراقي.

وقال بعد تخرجنا في الدورة التدريبية التي افتتحها الشيخ بتلاوته، أشار أحد الدارسين إلى أنه لو لم يستفيدوا من تلك الدورة لاكتفوا بالاستماع إليه والصلاة خلفه، علما أنه كان في ذلك الوقت إماماً لمسجد صغير.

من جهته أكد أحد القائمين على موقع المعيقلي الالكتروني، فضل عدم ذكر اسمه، أن الشيخ ماهر يرفض اللقاءات تماما حتى لو كان متفرغاً جداً، لافتا إلى أن عدداً من القنوات الفضائية والإذاعات والصحف طلبت منه ذلك غير أنه يرفض الحديث عن نفسه.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» سبق وأن سألته ذات مرة في حوار شخصي عن ذلك فرد قائلا «ما الفائدة من الحديث عن نفسي»، متسائلا عما سيستفيد منه الناس حينما يفعل ذلك لاسيما، أن تلك اللقاءات تدور حول مدح الشخص فقط.

وأضاف يرى الشيخ ماهر أنه يجب على الناس التعلق بالقران الكريم وليس بالأشخاص أنفسهم، مؤكداً أن الموقع الالكتروني لا يخضع لإشرافه شخصياً، وإنما قام به مجموعة من محبيه لوجه الله تعالى.


المصدر : جريدة الشرق الأوسط , الخميـس 27 رمضـان 1430 هـ