تقع هذه الحلقة القديمة بمنطقة النقا على مساحة ليست بالكبيرة ويحدها شمالا الراقوبة وجنوبا القادم من الحجون ومسجد الجن والمعلاة وشرقا شارع الغزة وغربا السليمانية والفلق.

وقد كانت الحلقة القديمة السوق المركزي للبلد وكانت تحوي بين جنباتها اسواق الجملة والحراج الذي يجلب اليه المحاصيل الزراعية وغيرها من خارج مكة المكرمة وكان فيها مشايخ المهن كشيخ الخضرية العم يحي حابس رحمه الله وشيخ الوزانة محمد صدقة وزان رحمه الله وشيخ العطارين الصبغة وغيرهم .

وقد كانت المحاصيل الزراعية ترص على طول الحراج وبعد الفجر يتم التحريج عليها , وكانت الحلقة القديمة تحوي بيع المفرق فتجد بسطات الخضرة منتشرة فوق الحراج ويلحق بذلك اماكن بيع اللحوم والدجاج والبيض والحبوب ومطاحن الدقيق وافران الخبز والمقاهي الشعبية وبياعين الفول والمعصوب والهريسة والتميس وبياعين الشربة والتقاطيع والمقادم وبياعين السحلب والحليب وبياعين الجبن البلدي والمطاعم الشعبية وبياعين الكباب والاوصال .

وكان هناك ركن موجودالى الان لبيع الحلويات البلدية كالمشبك والطرنبة والجبنية والحلاوة اللبنية واللدو والهريسة وكذلك يلحق بها السنبوسة والمقلية وغيرها وهو دكان الغصن امام الصبغة شيخ العطارين

وملحق بالحلقة بياعين البرسيم والحشيش واعلاف المواشي وبياعين الفحم والحطب وكان موقعهم بجوار مقر بازان زبيدة امام مكتب فقيه للاستقدام

ومن الامور الجميلة اهازيج البياعين كل ينادي على بضاعته بكلمات جميلة فيها من الطرافة وجذب الزبون فتسمع من ينادي (يافتاح ياعليم يا رزاق ياكريم ) ( يالله على بابك ياكريم) (يالله صباح خير) ...وغيرها من الامور التي لا تخلوا من مداعبة الزبون لاضفاء المرح والسرور على جو السوق وهذا ما اتصف به البائعين في الحلقة ايام زمان وكان كل البائعين من اهل البلد الكرام

وقد كانت المنطقة التي بني عليها البريد المركزي مكان للجلابة من اهل البادية يباع هناك السمن والعسل والمضير والجبن البلدي وتباع القرب والمنتجات الجلدية ومنتجات البادية من الامور التي تغزل من اصواف المواشي في سوق شعبي كبير حيث تناخ الابل وتنزل حمولتها ويبدأ الحراج

وقد شهدت الحلقة القديمة حركة قوية شرائية في ذلك الوقت وكانت ذات اهمية لوقوعها في منتصف مكة المكرمة حيث التقاء القادمين من الابطح عن طريق المنطقة الوسطى والطائف ومزارع الزيمة والمضيق وغيرها وكذلك للقادمين من جهة طريق المدينة والمزارع الواقعة خلف الجموم ووادي فاطمة , وكذلك للقادمين من الجنوب فكانت نقطة التقاء ولقربها من المسجد الحرام اكسبتها اهمية كبيرة

وعند اتساع المدينة المباركة وامتداد العمران والازدحام حول المسجد الحرام كان لزاما على المسئولين نقل تلك الحلقة الى منطقة جرول والتي بدورها نقلت الى الكعكية وبقيت بها حتى الان

لو زرت هذه الحلقة القديمة الآن لا تصدق انها هي البقعة التي كان بها اكبر سوق تجاري شعبي في مكة المكرمة لصغر مساحتها والتي لا تتعدى بحال من الاحوال بالف متر مربع ولاكن تلك بركة الرحمن الذي وضعها في تلك البقاع الطاهرة .

المصدر : منتديات قبلة الدنيا ( ابن الحرم )