المزولة و التوقيت للأذان بالمسجد الحرام

من الثابت اعتماد الأذان على التوقيت و قد عرف التوقيت قديماً بواسطة المزولة ومن الطبيعي أن أول من يستعلم عن الوقت في المسجد الحرام هو رئيس المؤذنين الذي يبدأ بالأذان فوق قبة زمزم ثم يتبعه سائر المؤذنين في المنائر .
 
وبداية استخدام المزولة ووجودها في المسجد الحرام يرجع الى عهد الوزير الجواد الأصفهاني المتوفي سنة 559هـ / 1164م فهو أول من وضع المزولة وهي التي يقال لها ميزان الشمس في صحن المسجد الحرام بينها وبين ركن الكعبة الشامي . ليضبط بها توقيت الأذان .
 
وورد في الأرج المسكي ان هذه المزولة موجودة فوق مبنى بئر زمزم خلال القرن الحادي عشر الهجري في عام 1024هـ /1615م وان الواضع لها كان شخصاً  مغربياً عالما بالفلك يسمى السيد بركات المغربي , وفي ناحية المزولة يؤذن رئيس المؤذنين للأوقات .
 
أما في العصر الحالي فقد شهد مؤرخ مكة الكردي بما يفيد وجود هذه المزولة الى زمنه سنة 1376هـ / 1956م كما قدم وصفا لها فقال : ان المزولة المذكورة التي عملها السيد بركات المغربي , لازالت موجودة الى يومنا هذا بالمسجد الحرام بالمقام الشافعي فوق بئر زمزم , ولا يزال العمل عليها أيضا الى اليوم . ولقد قمنا بالكشف عليها ومعرفة حقيقتها , وكان طلوعنا الى سطح بئر زمزم للنظر إليها في يوم الأحد التاسع عشر من جمادى الثانية سنة ست و سبعين و ثلاثمائة و الف من الهجرة . فهذه المزولة هي من الرخام المرمر الأبيض , طولها نحو ستين سنتيمتراً وعرضها نحو خمس و أربعين سنتيمتراً , يقسمها الى نصفين متساويين تماماً خط الاستواء الراسي,فنصفها الذي على اليمين مكتوب فيه أسماء البروج الاثنى عشر.. ومكتوب في  النصف الذي على الشمال : ( أذن في وضع هذه الوزير حسن باشا , وبأن تكون من عمل الفقير بركات السيد بن محمد الظريف التونسي سنة 1023هـ / 1614م وذلك بإشارة الريس محمد بن  أحمد ) أما جوانب المزولة فمقسومة الى ساعات ودقائق و درجات .
 
ثم يوضح لنا مؤرخ مكة أيضا ما آل إليه أمر هذه المزولة التي تعرف بها الأوقات لأنها كانت في المقام الشافعي بأعلى بناية زمزم القديمة , منذ عهد الدولة العثمانية , فلما هدمت هذه البناية , لتوسعة المطاف , جعلوا هذه المزولة الرخامية فوق قاعدتين صغيرتين بنوهما في ارض المسجد الحرام , عند مدخل زمزم على ارتفاع قامة واحدة تقريباً , وذلك سنة 1384هـ / 1964م .
 

المصدر :قبة بئر زمزم دراسة تاريخية تحليلية لـ د.لمياء أحمد عبدالله شافعي.