من لا يلتزم بواجبات الطوافة فليبتعد عنها
أكد المطوف صالح بن صديق كوشك رئيس مكتب الخدمة الميدانية رقم (8) التابع لمؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا أن مهنة الطوافة تقوم اساساً على الاحتساب والكفاف في المصاريف المطلوبة من الحجاج والاصل فيها خدمة ضيوف الرحمن بالتقوى والعمل الصالح ثم مع مرور الزمن والتوسع في اعداد القادمين نشأت معوقات وعقبات من روتين قدوم الحجاج ومرجعياتهم.
وعن الطوافة وذكرياته فيها فتح لنا كوشك قلبه وأجاب على أسئلتنا فكانت السطور التالية:
الصدق والاخلاص
| للمطوف مكانة خاصة لدى الحاج .. كيف لمستم ذلك؟.
|| المطوف في عهد الافراد له مكانة خاصة في قلوب الحجاج ، فكان الحجاج يرون في مطوفهم البر والطاعة وكانت آثار ذلك تأتي سريعاً بإرادة الله عز وجل وبحسن النية من الطرفين فتكون للحجاج برداً وسلاماً . والكل يعلم ما يقدمه الحجاج لمطوفهم في عهد الافراد من الاحترام ، كما أن المطوف يقدم للحجاج كل الصدق والاخلاص.
| إذن هل مطوف الأمس هو مطوف اليوم؟
|| من المؤكد والضروري أن مطوف الأمس في الصفة والرمز ليس هو نفسه مطوف اليوم لاعتبارات عدة منها العلاقات والروابط بين حجاج الأمس ومطوفهم وبين حجاج اليوم ومن يقوم على خدمتهم.
الاحتساب والكفاف
| لكل مهنة معوقات وعقبات .. ما هي العقبات والمعوقات التي تواجهونها في مهنة الطوافة؟.
|| مهنة الطوافة تقوم اساساً على الاحتساب والكفاف في المصاريف المطلوبة من الحجاج والأصل فيها خدمة ضيوف الرحمن بالتقوى والعمل الصالح ، ثم مع مرور الزمن والتوسع في اعداد القادمين نشأت معوقات وعقبات من روتين قدوم الحجاج ومرجعياتهم وايضاً من التعليمات التي لا تنسجم احياناً مع مواقف المناسك .. وخذ مثلاً على ذلك: ان الحجاج يتبعون مذهباً معيناً ولكل منهم هذا المذهب وننشأ عليه وتربى به ويعمل له ويعيش عليه ويلتزم به في كل أمور دينه ودنياه ، وحين يأتي إلى الحج قد تختلف بعض الحالات في مواقف خاصة عما الفه والتزم به في مذهبه وهنا ينشأ صراع بين الحجاج وبين مسؤولي خدماتهم وهنا يأتي دور منظم الخدمة في الحكمة والتروي والتجاوز في هذه المشكلة بما يرضي الحجاج.
قول جزاف
| هناك من يقول ان مهنة الطوافة أصبحت الآن مهنة من لا مهنة له .. ما تعليقكم على ذلك؟.
|| قول من يقول ان مهنة الطوافة مهنة من لا مهنة له!! هذا قول جزاف وعار عن الصحة ولا أساس له ، فمهنة الطوافة يقوم بها من كان عالماً وفقيهاً ويخاف الله ويرعاه ويحتسب في خدمة ضيوف الرحمن ، فالأصل في هذه المهنة ان من يقوم على هذه الخدمة والعمل بها في خدمة الحجاج فقيه يعرف مناسك الحج وأعماله والتزاماته وواجباته وشروطه وما يجب على الحاج وما ينبغي منه فعله ، فاذا لم يكن المطوف على هذه الصفة ضل وأضل الحجاج وهذا عمل لا يرضي الله في الدرجة الأولى ولا يرضي المسؤولين وأحرى به أن يبتعد عن هذه المهنة ويتركها لمن تتوفر فيه شروطها.
أما إذا كان المقصود من المردود الذي يأتي من خدمة الحجاج ليعيش عليه طوال السنة فهذا قول من لا يعلم ويعرف خدمة الحجاج وما يترتب عليها من نفقات ، فالذي يقوم على خدمة هؤلاء الحجاج في هذا الوقت الحاضر يتقاضى أجراً زهيداً لا يسمن ولا يغني من جوع وجميع أعماله تقوم على الكفاف بدليل ان الحاج الفرد الواحد ينفق على أعمال الحج والسكن في المشاعر مبلغاً زهيداً بينما ينفق الفرد من غير الحجاج القادمين والخارجين عن مؤسساتهم ومنظماتهم يدفع إلى من يقوم في خدمته في المشاعر مبلغاً يساوي عشرات الاضعاف لما يدفعه الحاج الفرد الواحد والخدمة والسكن ووسائل النقل واحدة علماً أن السكن في مكة المكرمة من اختصاص مرجعيات الحاج في حكومته فقارن أخي المسؤول وأيها القارئ بين ما يأخذه المسؤول عن خدمة الحجاج وبين ما يأخذه مسؤولو حجاج الداخل والفرق بينهما شاسع وبعيد.
الاساءة إلى المهنة
| هناك من أساء إلى المهنة وأرباب المهنة من خلال عدم الوفاء مع الحجاج .. كيف تعيدون للمهنة رونقها وثقتها؟.
|| الذين أساءوا إلى المهنة وهذه طبيعة بشرية ان يكونوا متواجدين بين أصحاب المهنة وهم قلة يسيئون إلى هذه المهنة لان الاصل فيهم يختلف عن الاصل في مطوفي المهنة من جذور قديمة فالذين أساءوا إلى المهنة كانوا صبياناً عند المطوفين فخدموهم سنوات معدودة ثم استحصلوا على مهنة الطوافة بحكم خدمتهم الطويلة ولم يكتشفوا في خدمتهم للحجاج ما اكتسبه المطوف لخدمة حجاجه وارتباطه وعلاقاته بهم واصبح هذا المفهوم معلوماً لدى كثير من بعض المسؤولين والمطوفين.
تطورات شاملة
| رغم كثافة التوعية للحجاج هنا وفي بلدانهم الا أن هناك سلوكيات وتصرفات يقدم عليها بعض الحجاج عكس الماضي الذي كان يخلو من هذه السلوكيات .. فما تعليقكم حيال ذلك؟.
|| الحياة تعج بالتطورات في شتى المجالات وتطور السلوكيات سمة بشرية في خلق الله والحجاج هم بشر من خلق الله يتعرضون لما يتعرض له غيرهم من تطور فكري ونمو اجتماعي وسلوك حضاري وميزات اكتسبوها حديثاً واستحسنوها وعملوا بها فكانت من سلوكياتهم واخلاقهم وهذه الصفة تسري على خلق الله اينما كانوا واينما حلّوا.
وتعليقي على ذلك استحسان ما استحسنه الناس ونبذ ما نبذه الناس والأخذ بمحاسن هذه المستجدات من أفكار وسلوك واخلاقيات.
جهود موفقة
| مشاريع التوسعة وجسر الجمرات ودورها في استيعاب أكبر عدد من الحجاج؟.
|| تسعى القيادة الرشيدة حفظها الله في كل عام بدراسة ما أعاق نجاح الحج للمواسم السابقة لتلافيه في المواسم التالية فكان من ذلك التوسعة الشاملة في ساحات الحرم المكي الشريف وجسر الجمرات باستيعاب أكبر عدد من الحجاج في سويعات دون مضايقات ودون تعب وتنظيم تفويج الحجاج في رمي الجمرات كان تنظيماً دقيقاً ناجحاً ايجابياً حقق للدولة وللحكومة والحجاج والعاملين عليها المنفعة العامة وحسن الأداء في الخدمات .. وهكذا تظل الدولة الرشيدة أعزها الله ساهرة على تطوير ما يرضي الله ورسوله في خدمات الحجاج في مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والمشاعر المقدسة وهذا كله بفضل الله عز وجل .. وهذا فضل من الله يؤتيه من يشاء.
المصدر : جريدة الندوة 10/11/1431هـ
0 تعليقات