المدرسة الصولتية لتعليم البنات بمكة تضيء دروب المعرفة 18 عاماً

سلطت المدرسة الصولتية في مكة المكرمة الضوء على مسيرة المدرسة في تعليم البنات خلال الفترة من 1365 إلى 1383هـ، يأتي ذلك بمناسبة انعقاد مؤتمر المرأة السعودية الواقع وتطلعات المستقبل الذي تعقده جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بالرياض ممثلة في وكالة الجامعة لشؤون الطالبات في 11-12ذي القعدة الحالي.

وبين ناظر المدرسة الصولتية والمدير العام ماجد مسعود رحمت الله ان فكرة تعليم البنات بالمدرسة الصولتية وإنشاء مدرسة لهن لم تبدأ إلا بعد مرور أربع وسبعين عاما من إنشاء المدرسة وذلك في شهر ربيع الآخر سنة 1365هـ أسست إدارة المدرسة الصولتية مدرسة مستقلة لتعليم البنات في احدى البنايات المجاورة لها والتي كانت رباطا في الخندريسه في الزقاق المؤدي إلى ثنية الحفاير وجبل عمر لسكنى المدرسين والعاملين ، وقد راعت المدرسة الصولتية أموراً في تعليمها للفتاة دعت إليها الشريعة الإسلامية منها:
- أنه يجب أن يكون للبنات نصيب في التعليم كما للبنين.
- أن يتعلمن في مدرسة مستقلة عن البنين.

هيئة التدريس
اختارت ادارة المدرسة اثنتين من المدرسات كانتا صاحبتا كفاءة في تدريس القرآن الكريم والمواد الابتدائية للبنات كما جرى اضافة معلمة أو معلمات خلال بعض الأعوام لسبب الاحتياج أو زيادة الطالبات أو اضافة الفصول وهن : خديجة بنت محمد صيرفي التي كانت تتقاضى راتبا قدره تسعون ريالا وقد استمرت بالمدرسة إلى عام 1380هـ ، فاطمة بنت إبراهيم القاري، أم الفرج بنت عبدالرحمن بشناق من 1/3/1376هـ إلى 30/12/1376 هـ ، رضية خاتون من 16/6/1377هـ ، خديجة بنت إبراهيم القاري إلى 30/12/1368هـ ، عزيزة بنت الشيخ عبداللطيف القاري من ربيع الآخر 1369هـ إلى نهاية رمضان 1369هـ .

وكان عدد طالبات المدرسة في اليوم الأول (46) طالبة، وما ان انتهت سنة واحدة على هذه المدرسة إلا وازداد الاقبال عليها وقفز عدد الطالبات إلى (130) طالبة، وترتب على ذلك زيادة في عدد الفصول فأصبحت أربعة فصول لأنه لم تكن في مكة المكرمة مدرسة منظمة سواها.

وقد التحق بهذا القسم بنات من المجاورين للمدرسة وحارة الباب وجرول والحفاير والشبيكة وخلافها من الحواري وكذلك بنات المدرسين والموظفين والعاملين بالمدرسة منهن سعوديات والكثير من غير السعوديات ، كما درس فيه بنات العوائل والأسر المكية الشهيرة مثل آل الشيبي والبار وفدعق وكتبي والحمام والباز وسنبل والأشراف وعبدالجبار والغزاوي والدهلوي وغيرهم كما يظهر من أسمائهن في سجلات حضور الطالبات المحفوظة بالمدرسة، وبعد تخرجهن من الصولتية قمن بأداء دور كبير في مختلف المدارس والكتاتيب في مكة المكرمة وداخل البلاد وخارجها واقامة المدارس ونشر التعليم .

منهج الدراسة
كان الأساس في تعليم البنات هو ختم القرآن الكريم نظراً وتحفيظ جزء عم غيباً مع المبادىء اللازمة كالحساب والخط والسيرة النبوية ، وتكوين منهج منظم مقتبس من منهج المدرسة الصولتية الابتدائي اللائق بالبنات، وقد امتاز منهج الدراسة للبنات بالتدريج، ففي السنة الأولى تقرأ وتحفظ الطالبة عشر سور من أول سورة الناس وحتى سورة الفيل، وفي السنة الثانية يزيد التركيز على القرآن الكريم فتقرأ الطالبة عدد من أجزاء القرآن الكريم كل ذلك نظراً مع زيادة في الحفظ حيث تحفظ الطالبة جزء عم غيباً، أما في السنة الثالثة تقرأ الطالبة أجزاء أخرى من القرآن الكريم نظراً مع تكرار حفظ جزء عم مضافا إليه سورة يس غيبا أما السنة الرابعة ففيها تختم الطالبة القرآن الكريم نظراً مع تكرار وحفظ جزء عم وسورة يس مضافا إليه سورة الملك ، وظل هذا المنهج يدرس من عام 1366هـ إلى عام 1383هـ مع تعديلات بسيطة كما هو موضوح فيما يلي:
وكانت أيام الدراسة على نمط نظام المدرسة.

مراحل الدراسة
كانت مدة الدراسة بمدرسة البنات أربع سنوات تتمثل في مرحلة دراسية واحدة وهي ما تعادل المرحلة الابتدائية في موادها لاعداد السنوات ولم تضف ادارة المدرسة إلى هذه المرحلة أي مرحلة أخرى متقدمة بل اكتفت بها إلى أن أغلقت وهذه المرحلة وما تضمنته من السنوات والمواد الدراسية تعتبر مرحلة متقدمة تفوق المرحلة الابتدائية في وقتنا الحاضر.

واستمرت مدرسة البنات الصولتية في أداء رسالتها إلى نهاية 1383هـ أي قرابة ثمانية عشر عاماً ثم أغلقت بسبب إزالة وهدم الجزء الخلفي من المبنى المذكور لجهة أمانة العاصمة المقدسة لصالح فتح وتوسعة شارع الحفاير المؤدي إلى شارع المنصور غرباً - إذ لم تكن لدى المدرسة امكانيات لمسايرة النهضة التعليمية الحديثة بعد تأسيس مدارس البنات الحكومية - كما انه لم نكن توزع شهادات لطالبات المدرسة بصفة عامة ، وكان عدد الطالبات عند اغلاق هذه المدرسة (184) طالبة وأربع من المدرسات.

نظام الدراسة
- كانت الدراسة بمدرسة البنات مؤسسة على مرحلة واحدة تضم أربع سنوات.
- كانت فترة الدرس الواحد لا تقل عن خمس وخمسين دقيقة.
- كانت عدد الحصص في اليوم الواحد ست حصص.
- بدء الدراسة من الساعة الثالثة بالتوقيت الغروبي صباحاً.
- الانصراف يكون في الساعة العاشرة بالتوقيت الغروبي بعد العصر.
- مدة الدراسة في اليوم الواحد لا تقل عن سبع ساعات.
- كانت الدراسة على فترتين أسوة بالطلاب إلى قبل الظهر ثم بعد الظهر والغداء.
- تعطي الطالبات في اليوم الدراسي الواحد مقدار ساعة للغداء والصلاة.
- كان هناك نظام الحضور والغياب يؤخذ مرتين في الصباح والظهر.
- كانت بداية الدراسة ونهايتها وكذلك الاختبارات وعطلة رمضان والحج والجدول الدراسي تسير على نمط نظام المدرسة العام.

مواد الدراسة
السنة الأولى:
- الهجاء الشفهي - كتابة الحروب (الخط) - كتابة الأعداد - حفظ الأعداد - تحفيظ السور إلى سورة الفيل - تحفيظ بعض الأدعية - تمرين على الصلاة والوضوء - الرسم.
السنة الثانية:
- القرآن الكريم - جزء عم غيبا - السيرة النبوية - القراءة والمطالعة - مبادئ الفقه والتوحيد - الحساب - الرسم - الخط - الاملاء - تمرين الوضوء والصلاة وحفظ الأدعية.
السنة الثالثة:
القرآن الكريم - جزء هم وسورة يس غيبا - التاريخ وحفظ ملخص السيرة النبوية - القراءة والمطالعة - الفقه والتوحيد - الحساب - الرسم - الخط - الاملاء - تمرين الوضوء والصلاة وحفظ الادعية.
السنة الرابعة:
ختم القرآن الكريم نظرا - تحفيظ جزء عم وسورة الملك والاسماء الحسنى - التاريخ سيرة الصحابيات وبعض الصحابة لأحد علماء الأزهر - الفقه والتوحيد مقرر السنة الرابعة في مدارس الحكومة - القراءة والمطالعة مقرر السنة الرابعة في المدارس الحكومية - الحساب مقرر السنة الرابعة في المدارس الحكومية - الخط - الاملاء.
التطوير:
تلاحظ ان إدارة المدرسة الصولتية كانت حريصة على تطوير منهج الطالبات حيث أدخلت عدداً من المقررات الدراسية والتي تدرس بالمدارس الحكومية كالقراءة والمطالعة والفقه والتوحيد وكذلك الحساب في السنة الرابعة.

المصدر : الندوة 12/11/1431هـ